القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل في حوار مع (الأحداث): نعمل على حشد كل الطاقات لإنهاء ظاهرة المليشيات والمحافظة على مؤسسات الدولة

لهذه الأسباب (…) تسارعت وتيرة بعض الدول لإيقاف الحرب

الرهان على جولة جنيف يفتقد إلى مصداقية الوساطة في إيقاف الحرب

طلب المبعوث الأمريكي لقاء البرهان بالمطار مخالف للأعراف

استجابة المليشيا للدعوة الأمريكية لا قيمة لها
طالما أنها تستمر في الانتهاكات

قال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل إن حزبه يعمل على حشد كل الطاقات الجماهيرية والسياسية للإسراع في حسم المعركة وإنهاء مأساة الشعب السوداني وإنهاء ظاهرة المليشيات في البلاد والمحافظة على مؤسسات الدولة.
ولفت الفحل في حوار مع (الأحداث) إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية غير حريصة على إنهاء الحرب بدلالة عدم التعاطي الإيجابي مع الانتهاكات التي ظلت ترتكبها مليشيا الدعم السريع، وقال إن طلب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو لقاء البرهان بالمطار مخالف للأعراف، وفيما يلي نورد نص إفاداته..

حوار – آية إبراهيم

تمضي تطورات الأحداث بشكل متسارع في أزمة البلاد ماهي السيناريوهات المتوقعة برأيك؟
القوات المسلحة ستستمر فى مواجهة المليشيات في مختلف جبهات القتال، وكذلك لن تغلق أبواب التفاوض وتتمسك القوات المسلحة بتنفيذ تتفاق جدة لحماية المدنيين الموقع بتاريخ 11 و 20 مايو 2023م، هنالك دور مطلوب من المجتمع الدولي بالضغط على المليشيات لتنفيذ الاتفاق بالأخص الأمم المتحدة ودولتي الوساطة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لوضع حد لجرائم وانتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة وإيقاف الحرب.

وأين دور الحزب الاتحادي الديمقراطي مما يجري؟
الحزب الاتحادي الديمقراطي موقفه واضح وهو المحافظة على سيادة البلاد ومؤسساتها والدولة الشرعية التي تمثلها القوات المسلحة وهو يتقدم القوى السياسية فى موقفه الداعم والمؤيد للقوات المسلحة فى الحرب ضد المليشيات والمرتزقة ويعمل على حشد كل الطاقات الجماهيرية والسياسية للإسراع في حسم المعركة وإنهاء مأساة الشعب السوداني وإنهاء ظاهرة المليشيات في البلاد والمحافظة على مؤسسات الدولة.

البعض يرى أن المكونات السياسية لم يكن لها أي دور في أزمة البلاد ماذا تقول؟
أولاً يجب تعريف المكونات السياسية والفصل ما بين القوى السياسية التى تمثل الظهير السياسي للمليشيا والقوى السياسية الوطنية المؤيدة للقوات المسلحة حيث أن موقف القوى المساندة للمليشيا معروف وواضح للجميع وتمثله تنسيقية القوى المدنية (تقدم) أما الموقف المساند للجيش يمثله الشعب السوداني عبر مختلف مكوناته الاجتماعية والسياسية وظلت القوى الوطنية تعمل على وضع خارطة طريق تساهم في إنهاء الحرب ومرحلة ما بعد الحرب.

يلاحظ أن هنالك تحركات خارجية متسارعة خلال الآونة الأخيرة تجاه السودان في أي إطار تضعها؟
فى الآونة الأخيرة أدرك المجتمع الدولي بأن دوره في إنهاء الحرب السودانية لم يكن بالقدر الكافي حيث أن غالب دول الجوار الأفريقي والعربي مواقفهم كانت ملتبسه وغير واضحة وأغلبهم يتخذ موقف الحياد لكن استمرار الحرب في السودان عبر المليشيات والانتهاكات التي ارتكبوها في حق الشعب السوداني دق ناقوس الخطر في تمدد هذه المليشيات التي لا تؤمن بالحدود الجغرافية وشعرت بعض دول الجوار بأن إطالة أمد الحرب في السودان قد يؤدى إلى انتقال الصراع المسلح في بعض دول الجوار لذلك تسارعت وتيرة بعض الدول لمحاولة إيجاد صيغة اتفاق لإيقاف الحرب.

كيف تعلقون على الدعوة الأمريكية الجديدة للمباحثات بين الجيش والمليشيا بجنيف؟
مباحثات السلام تم حسمها في اتفاق جدة لحماية المدنيين بتاريخ 11 و20 مايو العام الماضي أي قبل أن تكمل الحرب شهرها الأول، وكانت الوساطة مشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، إلا أن دولتي الوساطة لم تبذل أدنى مجهود لتنفيذ الاتفاق ووضع الآليات الكفيلة بالضغط على المليشيات وإنهاء مأساة الشعب السوداني، وظلت الدعوات تتعدد في منابر مختلفة آخرها الدعوة التي تقدمت بها وزارة الخارجية الأمريكية بمشاركة السعودية في سويسرا لكن الحقيقة بأن الأمريكان غير حريصين على إنهاء الحرب بدلالة عدم التعاطي الإيجابي مع الانتهاكات التي ظلت ترتكبها مليشيا الدعم السريع وما زالوا حتى الآن يتحدثون عن طرفين في إشارة واضحة لعدم الاعتراف بشرعية مؤسسات الدولة التي تمثلها القوات المسلحة، لذلك الرهان على جولة 14 أغسطس يفتقد إلى مصداقية الوساطة في إيقاف الحرب.

قائد المليشيا سارع بالموافقة على الدعوة في أي إطار تضع ذلك؟
الغرف الإعلامية للمليشيات ظلت تتبع هذا المنهج لمحاولة تصوير أنهم حريصين على إيقاف الحرب ولكن هذه الاستجابة لماذا لا تنعكس على ممارسات قواتهم بعدم التعرض للمواطنين أو ممارسة الانتهاكات والجرائم اللا إنسانية في حق الشعب السوداني، هذه الاستجابة ليس لها قيمة طالما أنهم يستمرون في الانتهاكات وارتكاب مزيد من الجرائم في حق الشعب السوداني.

في المقابل الجيش لم يرد على الدعوة ماتعليقك ؟
القوات المسلحة ظلت تتعاطى إيجاباً مع كل الدعوات من أجل إيقاف الحرب منذ الأيام الأولى وأكبر دليل حرص الجيش وقبولهم الجلوس مع الدعم السريع بإسم القوات المسلحة وليس حكومة السودان علماً بأن مؤسسات الدولة الشرعية تمثلها القوات المسلحة، وحرصاً على إيقاف معاناة الشعب السوداني لم تتردد القوات المسلحة في تلبية أي دعوات أو الاستجابة لأي مبادرات من دول الإقليم أو العالم.

جولة جنيف كان مقرراً أن تسبقها زيارة للمبعوث الأمريكي توم بيرييلو للسودان وآخرون للبلاد لكن حسب الأنباء تم إلغاء الزيارة لطلب لقاء رئيس مجلس السيادة بالمطار كيف تنظرون لذلك؟
المبعوث الأمريكي توم بيرييلو في حالة تطواف على دول الجوار الأفريقي والعربي لكن لم يكن حريصاً على زيارة السودان أو مقابلة القيادة وهذا أكبر دليل على نوايا الولايات المتحدة الأمريكية التي أثبتت الوقائع بأنها ليست صادقة لأن الحرص على عدم زيارة السودان مؤشر غير إيجابي ومزاعم إيقاف الحرب مجرد شعارات تستخدمها الإدارة الأمريكية عبر منصات الإعلام لا أكثر من ذلك هنالك أخبار تؤكد بأن المبعوث الأمريكي طلب لقاء رئيس مجلس السيادة فى المطار وقد رفضت القيادة هذا الطلب المخالف للأعراف ليس هنالك ما يمنع لقاء المبعوث الأمريكي رئيس مجلس السيادة في قصر الضيافة الذي استقبل قبل أسابيع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والمبعوث الشخصي للرئيس الروسي وعدد من الوفود العربية والأفريقية.

الدعوة الأمريكية تتزامن مع استمرار المليشيا في انتهاكاتها وماحدث بمدينة السوكي بسنار بتصفية مواطنين ماتعليقك؟
هذا أكبر دليل على عدم مصداقية المليشيات وحرصهم على سلامة المواطنين وهذا يؤكد بأن مشاركتهم في أي منبر للسلام لا ينعكس على ممارسات المليشيات على أرض الواقع في أي منطقة دخلوها يمارسون أسوأ الانتهاكات السرقة والتهجير القسري والاغتصاب وغير ذلك من الجرائم اللا إنسانية.

مابين زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي وماجرى من اتصال بين البرهان ومحمد بن زايد نود تعليق حول هذه الخطوات؟
المحادثة التي تمت بين رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد كانت نتيجة وساطة اثيوبية قادها رئيس الوزراء آبي أحمد إبان زيارته الأخيرة للسودان ولقاء البرهان واستمر التواصل إلى أن تم الاتصال الأخير كما كشفت عنه وسائل الإعلام الرسمية في الدولة بأن رئيس دولة الإمارات هو الذي بادر بالاتصال وقد استمرت المحادثة زهاء 20 دقيقة تحدث فيها البرهان 18 دقيقة أكد فيها على موقف السودان الرافض لتدخل الإمارات ودعم المليشيات بالسلاح وكما هو معلوم بأن حكومة السودان تقدمت بشكوى رسمية لدى مجلس الأمن الدولي ضد دولة الإمارات وتدخلها في الحرب ولكن التواصل الأخير قد يكون له الأثر الكبير في تخفيض التوتر بين السودان والإمارات علماً بأن العلاقة الدبلوماسية ما زالت مستمرة بين الدولتين وإذا استمر التواصل وتم اللقاء الثلاثي الذي تم الإعلان عنه فى أديس أبابا أو القاهرة قد يحدث اختراق كبير ينعكس على الواقع الداخلي بإيقاف الحرب باعتبار أن الإمارات فاعل رئيسي.

Exit mobile version