الغناء في زمن الحرب.. ترفيه أم لقمة عيش؟

 

الغناء في زمن الحرب.. ترفيه أم لقمة عيش؟

 

مجدي الفاضل سعيد: الغناء والرقص الذي يمارسه السودانيون بالخارج غير مسبوق

 

أنس العاقب: الفنانون ظروفهم صعبة

 

صلاح براون: (القونات) هم سبب الهجوم

 

السني: هل الامتناع عن الحفلات يؤكد وطنيتنا؟

 

 

الأحداث – ماجدة حسن

 

على الرغم من الإنتاج الغنائي الكثيف في هذه المرحلة، إلا أن إعلان أي فنان حفل غنائي بات يثير حفيظة الناس ولسان حالهم يقول (الناس في شنو وإنتو في شنو)، يضع المجتمع الغناء في خانة الترفيه، بينما تواجه البلاد حرباً تسببت وما زالت في انتهاكات ودمار واسع.

 

اعتراف بالمهنة

 

جاء مجلس المهن الموسيقية في السودان لضبط ساحة الغناء ويعترف بالغناء كمهنة، يحمل الفنان بطاقة المحترف الذي يعيش من هذه المهنة، ونسبة لقيام الحرب في السودان توقفت هذه المهنة أو كادت أن تتوقف، بالمقابل بدأ سوقها ينشط في عواصم أخرى توجه إليها الفنانون وهذا ما تسبب بموجة نقد واسعة للفنانين.

وقال مجدي الفاضل سعيد في هذا الإطار “كمية الرقيص والحفلات والهجيج التي يمارسها السودانيين الآن في دول الخليج ومصر وأثيوبيا، تاريخياً لم تشهدها تلك الدول من أي جالية اُخرى، ولا حتى الهندية ناس الغناء والرقيص”.

 

وضع صعب

 

الغناء في هذا التوقيت مهم بالنسبة للفنانين في إطار المهنة التي يعيشون منها، هذا ما قاله الموسيقار أنس العاقب،  وأكد أن عدم غناء الفنانين هو التقصير بعينه في حق الوطن وفي حق أسرهم، وأضاف “الفنان يحتاج للعمل مثله مثل أي شخص آخر وأنا لولا  أولادي يتكفلون بمصاريفي كنت سأتوجه للغناء في المطاعم لكن لن نتسول بالغناء لذلك لا ألوم الفنانين الموجودين في القاهرة على الغناء وحتى إقامة حفلات  وضعهم صعب لدرجة أن بعضهم لايملك حق المواصلات”، وأردف “لأن الذي لا يجد ما يأكله لا يستطيع أن يؤلف ويلحن”.

 

إثبات وطنية

 

وكان الفنان مصطفى السني قد قدم مرافعة بليغه في حوار سابق مع (الأحداث) بعد أن شنت عليه الوسائط هجوماً بسبب مشاركته بالغناء في حفلات، وتساءل السني “هل طرده من السكن لعدم دفع الإيجار لتوقفه عن الغناء يثبت وطنيته؟”، وأكد أن الفنان والموسيقي والعازف والحداد وكل أصحاب المهن هم في الهم سواء كل يسعى للعيش وتوفير مستلزمات الحياة، وقال “من يسألنا الاختشاء والاستحياء.. ألم تبحث عن طرق توفر لك لقمة العيش؟ ألم تسعى لمساعدة أهلك إن كنت داخل السودان أو خارجه.. هل امتنعت عن الطعام والشراب والنوم مؤازراً لهم؟.. نقول للكل نحن نكتوي بكل نار تصيب أهلنا في خاص أو عام.. ولنا الحق في الكسب لنتصدق ونساعد وندعم دون إعلام أو رياء.. ونتمنى أن تضعونا في مرتبة البشر الذي يسعى لأجل نفسه وأهله والتزامات الحياة”.

 

تجارب محزنة

 

الفنان صلاح براون له رأي مختلف إذ يرى أن من ينشرون الغناء الهابط هم سبب النقد لجميع الفنانين، وأكد أن تجارب فنانين في الخارج ناجحة مع وضعه في الاعتبار أن الغناء مثل أي مهنة أخرى، وقال “واضح ما وصل له حال الأغنية السودانية وما يشكله ما يسمى بالقونات وشبه القونات من غناء هابط تقشعر له الأبدان في مدينة القاهرة يدل على وصل إليه الحال في مجال الأغنية”، وأضاف “وأقول ما حدث للمجال الفني حدث لكل المجالات الأخرى منذ ظهور ثقافه الريف في اختلاط غير متكافئ مع ثقافة المدينة التي كانت يعلو فيها غناء كبار الفنانين أمثال العمالقة محمد وردي ومحمد الأمين وعثمان حسين وعبدالعزيز محمد داؤود والكابلي وآخربن كثر يضيق بهم المجال، ولكن بالرغم من الصورة المأساوية للحالة الغنائية الحالية إلا أن السودان العظيم ما زال يحمل في دواخله الكثير من الأعمال الرائعة التي تعبر عن معدن وأصالة المبدع السوداني على سبيل المثال الجميل الرائع يوسف الموصلي والجميل الذى ملأ الوجدان بالأغنيات العاطفية والوطنية في ثنائية مع المبدع الراحل مصطفى سيد أحمد الشاعر مدني النخلي وهلاوي بالإمارات وفدوى فريد وراني السماني وإبنته سارة في كندا والمبدعة تماضر شيخ الدين ونانسي عجاج ودرديرى دلدوم القصاص والواثق الأمين والحبيب علي السقيد وآخرين في أوبريت وطني عظيم منهم الفنان عمر إحساس كل هؤلاء يعملون منذ بداية الحرب وحتى الآن في إنتاج أعمال لمساندة أهل السودان ولفت نظر العالم لوقفها”.

وتابع “أن الخروج من هذا الوحل لا يأتي إلا في سياق دولة العدالة والحرية والسلام التي ننشدها لتتمايز حينها الصفوف فصبراً فدولة العلم والرقي ستأتي لا محالة.

Exit mobile version