بسم الله الرحمن الرحيم
استفهامات
أحمد المصطفى ابراهيم
من حسن الإدارة أن تسير في خطوط متوازية. نعم الحرب هي الشاغل الأكبر بلا شك لكن لا يعني ذلك أن نجد أنفسنا بعد الانتصار – بإذن الله – أمام عشرات المشاكل التي لم نوليها اهتماماً في زمن الحرب وصار علاجها يحتاج اضعاف ما كان يمكن ان يبذل في زمن الحرب وربما بعضها يستحيل علاجه.
من ذلك الاهتمام بالغابات ذلك الكنز الاقتصادي المنسي، ليس اقتصادياً فقط ولكن أثره على البيئة كبير. تأتي أهمية المحافظة على الغابات من صعوبة تعويضها وذلك لطول فترة تكوين الشجرة فهي بالسنين وليست بالشهور. تجريف أو إهمال الغابات عواقبه وخيمة على الأقل يؤدي للتصحر الذي يصيب الأرض ويفني الثروة الحيوانية وكل ذلك له اثره على حياة الانسان.
الهيئة القومية للغابات آخر قوانينها صدر 2002 م قانون مفصل لم يترك شاردة ولا واردة في مجال الغابات. تعاقب على إدارة الهيئة مشاهير منهم كامل شوقي الملقب بأبو الغابات ثم الدكتور عبد العظيم ميرغني أبن الغابات. وشهد عهد د. عبد العظيم إنجازات كثيرة وخصوصاً في إدخال مشاريع الغاز زهذا قوله (مشروع غابات-غاز
مهد توفر الغاز المصاحب لإنتاج النفط عام 1998، الذي اعتبرناه في الهيئة القومية للغابات ونحن نحتفل بمرور مائة عام على إدارة الغابات بالسودان، بمثابة “هدية القرن للغابات” التي كانت توفر أكثر من 80% من إجمالي الطاقة المستهلكة في البلاد. وقد مهد إنتاج البترول لميلاد فكرة مشروع “غابات–غاز”، الذي هدف إلى تقليص استهلاك حطب الوقود والفحم النباتي باستخدام الغاز الطبيعي بنسبة 50% خلال 3–5 سنوات.
جاءت فكرة تبني المشروع من قناعة بأن القانون وحده لا يكفي لضبط القطاع، وأن التنمية المستدامة للغابات تتحقق بمعالجة احتياجات المجتمع الاقتصادية. وساعد على تنفيذ المشروع أن أُعلن عام 2001 عاماً لوقف تدهور الغطاء الغابي، وصدر فيه عدد من التوجيهات والقرارات لدعم المحافظة على الغابات، أبرزها قرار تخفيض الرسوم الجمركية على مواعين الغاز وملحقاتها بنسبة 30%، إضافة إلى توجيه الولايات لتحويل الأفران التقليدية وكمائن الطوب من استخدام الحطب إلى الغاز وبدائل الطاقة اعتباراً من 1 يناير 2002م، بدءاً بولاية الخرطوم. وقد مثّل هذا الدعم دفعة قوية للمشروع الذي كنا قد بدأناه عام 1999م),
ما يهمني الآن ضياع هذا الجهد الكبير بسبب النظرة الضيقة للغاز ومساواته بمشتقات البترول الأخرى ورفع الدعم عنه وكانه بنزين سيارة فارهة قادر مالكها لشراء الوقود بأي ثمن.
غلاء الغاز وندرته يجعل أقرب البدائل هو اللجوء الي الحطب وخصوصا في الافران وكل فرن يسهلك لنقل يومياً حطب شجرة كم عدد الافران؟ وكم تفقد البلاد من الغابات علاوة على ما فقدته بانفصال الجنوب (أن البلاد فقدت نحو ثلثي مساحاتها الغابية بعد انفصال جنوب السودان، وتحديداً 100 مليون فدان، حيث انخفضت المساحة من 152 مليون فدان إلى 52 مليون فدان.( د. عبد العظيم.
يا وزارة المالية ويا وزارة النفط لا بد من دعم وتوفير الغاز إذ هو السلعة التي يحتاجها الفقراء وافعلوا بالينزين ما ترون أما الجازولين هو الزراعة وهذا موضوع آخر. غلاء الغاز وندرته سيقضي على الغابات وما أصعب تعويضها كما أسلفنا.
بالله لا ترموني بالعبارة أيها (الناس في شنو و……..في شنو).
