تقرير – أمير عبد الماجد
قال حاكم اقليم دارفور مني أركو مناوي إن شهداء معركة الكرامة تركوا لهم وصية بان يتمسكوا بالثبات حتى يعود الحق لاهله وتعود دارفور ويعود السودان حرا، وأضاف في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) أن العمليات العسكرية لن تتوقف قبل أن تضع المليشيا سلاحها على الأرض وقبل أن تغادر منازل المواطنين التي استباحت حرماتها وقبل أن يعود النازحين إلى أراضيهم في الوقت نفسه نشرت مجلة مقالا للصحافية جانين دي جوفياني قالت فيه إن حرب السودان ليست بحاجة إلى أدلة من أشخاص يذهبون إلى هناك للتحقق والتصوير لان التقنية أصبحت متطورة وهي تقنيات تتيح أدوات للتحقق وتوجيه الاتهام والوصول للجناة في وقت يتعذر فيه على الصحافيين المستقلين الوصول إلى مناطق مثل الفاشر وغيرها كما يصعب على المحققين الوصول والتثبت من المعلومات، وأضافت (في هذا الوقت هناك أدوات مفتوحة المصدر كالاقمار الاصطناعية التجارية ومقاطع الفيديو المحلية والتحليل الجغرافي والزمني هذه مصادر أساسية لمعرفة مايجري وهذه واحدة من ايجابيات التطور التقني والسيبراني في توثيق الجرائم المتصلة بالابادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب بما فيها العنف الجنسي)، وتابعت (الصور الفضائية والتقارير الرقمية كشفت نمطاً منظماً من التطهير العرقي واستهداف مجموعات اثنية معينة وهو مشهد يعيد للاذهان ماحدث في 2003 لكن هذه المرة امام عيون العالم وسمعه وبدقة عالية)، وقالت (إن الأشهر الأخيرة شهدت تراكماً غير مسبوق للأدلة البصرية والجغرافية وكلها تظهر القتل الجماعي والاعدامات الميدانية ومحاولات محو هذه الجرائم وطمسها)، وأضافت (ماحدث في دارفور هو اسوأ موجة قتل جماعي منذ حرب البوسنة وتراكم الادلة يقطع الطريق أمام أي محاولة للانكار أو ادعاء أن ما حدث مجرد حوادث فردية)، وتابعت (في الماضي كانت هذه الجرائم ترتكب بعيداً عن عدسات التصوير أما اليوم فان القرى المحروقة والكتل السكانية المهجرة والمقابر الجماعية المخفية يتم التوثيق لها بصور عالية الجودة)، وقالت (في غياب المنظمات الحقوقية والعدلية والامم المتحدة برزت مجموعات التحقيق مفتوحة المصدر كفاعل أساسي في توثيق الجرائم على نسق ماقام به المركز البحثي التابع لجامعة ييل الامريكية هذه المجموعات معظمها من متطوعين محترفين في الجغرافيا والذكاء الصناعي والتحليل الجنائي عبر الانترنت بسرعة تفوق الطرق التقليدية باضعاف وتتعامل مع بيانات لا يرقى لها الشك وهي فرق باتت تزود الكونغرس الامريكي والمنظمات الحقوقية بمواد تفصيلية وموثوقة مما يجعل الفظائع التي ارتكبت في السودان أكثر ملفات الفظائع والانتهاكات توثيقا في العالم المعاصر) وماتناولته جانين دي جوفياني هو ما يشير بوضوح إلى أن الحكومات والمنظمات لا تنقصها المعلومة لان المعلومة وكما تقول متوفرة وبكثرة وعبر صور عالية الوضوح بل وتذهب إلى أكثر من ذلك عندما تصفها بالحرب الأعلى توثيقاً للجرائم وبادلة واضحة وبالصور والفيديوهات.
يقول د. الحسن محمد امين وهو أحد أهم من ارسلت اليه المقال بالاضافة الى سفيرنا السابق في واشنطن خضر هارون .. يقول د. الحسن وهو من خبراء الحاسوب وممن عملوا في وقت سابق على منظومات الذكاء الصناعي ان ما ذكرته جانين صحيح دعك من الصور التي وفرتها الاقمار الاصطناعية الا تكفي فيديوهات وثقها مقاتلو المليشيا لانفسهم وهم يقتلون الناس الا تكفي لتصنيف هذه المليشيا ككيان ارهابي)، وأضاف (لو أن الجيش هو من ارتكب هذه الفظائع لما ترددوا في تصنيفه وربما ارسلوا قوات بموجب الفصل السابع لكنهم هنا رغم توفر الادلة لم يتخذوا قرارا ضد مليشيا هم يعلمون انها قاتلة ومتفلتة ووحشية ليس فقط لان الامارات تدفع لهم المال بل لان مصالحهم تقتضي الا يتدخلوا علي الاقل الان لانهم يحققون بعضا مما ارادوه)، وتابع (لديهم الصور والادلة عبر الاقمار الاصطناعية وهم مطلعون بصورة كبيرة على ما جرى وما يجري في دارفور على سبيل المثال ولديهم التفويض لكن بعض الدول الكبري ما يحدث يحقق لها مصالح ما وبعضها يملك الأدلة لكنه لا يملك الارادة)، وتابع (وجود هذه الصور مهم جداً ليس فقط حتى ندفع بالمجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح من المليشيا وداعميها بل حتى نضمن الا يفلت هؤلاء من العقاب وان يمثلوا يوماً ما أمام القضاء ليحاسبوا على كل هذه الجرائم).
