طهران – في يوم الأحد 9 نوفمبر، زار سفير السودان في طهران، عبدالعزيز حسن صالح، مقر صحيفة طهران تايمز، حيث أُجري لقاء حصري معه حول الأزمة الجارية في دارفور وآفاق العلاقات السودانية-الإيرانية.
خلال الحديث، وجّه السفير انتقادات حادة لما وصفه بـ”الصمت المدوّي” من قبل المؤسسات الغربية والإقليمية تجاه المجازر الأخيرة في مدينة الفاشر، مقارنًا ذلك بالتفاعل الدولي الواسع مع أزمة دارفور خلال عامي 2003-2004. وأوضح أن الحكومة السودانية تعمل على توثيق الجرائم وتقديم الأدلة للهيئات القانونية الدولية.
كما أشاد السفير بمواقف إيران الداعمة للسودان، مشيرًا إلى الاتصال الهاتفي الأخير بين وزيري خارجية البلدين بوصفه مؤشرًا على تضامن متنامٍ. وأعرب عن تفاؤله بتوسّع التعاون المشترك عقب استئناف العلاقات بين الخرطوم وطهران في أكتوبر 2023.
نص المقابلة
سؤال: انتقدتم ضعف رد الفعل الدولي تجاه أحداث الفاشر في أكتوبر 2025 مقارنة بأزمة دارفور 2003-2004. ما تفسيركم لذلك؟
نحن في حكومة السودان، ومعنا الشعب السوداني، نشعر بالدهشة تجاه الصمت الذي تبديه الدول الغربية والمنظمات الإقليمية والدولية تجاه الجرائم التي ارتكبتها القوات المتمرّدة الإرهابية في دارفور، خصوصًا في الفاشر ومدينة بارا.
هذه الدول تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، ولكن مواقفها تجاه السودان تُناقض هذه المبادئ. لذلك طالبنا بإدانة هذه الجرائم، وتصنيف قوات الدعم السريع كجماعة إرهابية، ورفض دعم الدول التي تساندها.
سؤال: هل بدأت الحكومة السودانية إجراءات قانونية داخلية أو دولية لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في دارفور؟ وما مدى تقدمها؟
الحكومة السودانية تقوم برصد هذه الجرائم وتوثيقها وإحالة الأدلة إلى الهيئات الإنسانية والقانونية الدولية لضمان اتخاذ إجراءات قضائية.
لقد وثقت الحكومة جميع الجرائم منذ اندلاع الحرب عام 2023 وحتى الأسبوع الماضي، وتم إرسال الوثائق والصور ومقاطع الفيديو والأدلة إلى منظمات إقليمية ودولية ومؤسسات حقوقية حول العالم. وهذه الجهات الآن تتداولها وتتابعها ضمن آليات قانونية دولية.
ونحن نثمّن عاليًا موجة التضامن الكبيرة من الشعوب والدول الحرة وكل الأصوات الإنسانية حول العالم.
سؤال: ما أهمية الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزيري خارجية السودان وإيران في الأول من نوفمبر، وكيف سيؤثر على العلاقات بين البلدين؟
يحمل هذا الموقف الإيراني أهمية كبيرة في سياق العلاقات الخارجية.
نحن نقدّر الاتصال الذي جرى بين وزير خارجية إيران السيد عباس عراقجي ووزير خارجية السودان السيد محيي الدين سالم، والذي جدّد دعم الحكومة والشعب الإيرانيين للسودان وإدانة الجرائم المرتكبة ضده.
هذا الموقف يعكس التزام إيران برفض أي اعتداء على دولة مسلمة، ونعتبر هذا التواصل دعمًا سياسيًا ودبلوماسيًا وقانونيًا وإنسانيًا للشعب السوداني في هذه المرحلة الحرجة.
سؤال: بعد استئناف العلاقات بين السودان وإيران في أكتوبر 2023، ما هي خطوات التعاون المشتركة، وما أولويات السودان؟
استؤنفت العلاقات قبل عام وثلاثة أشهر فقط، وفي هذه الفترة القصيرة أكد الجانبان حرصهما على التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا والزراعة.
لكن ظروف الحرب في السودان منعت تطور العلاقات بالشكل الطبيعي.
نأمل، بإذن الله، أنه بعد عودة الاستقرار، ستتطور العلاقات بين البلدين بشكل طبيعي مثل باقي الدول الصديقة
