تقرير – القسم السياسي
كان لافتاً في المرة الأخيرة التي ظهرت فيها المسيرات في سماء الخرطوم والدامر وعطبرة أن المضادات الأرضية عملت بكفاءة بحيث لم تحدث هذه المسيرات التي دخلت الأجواء باعداد كثيفة وصلت إلى حوالي (50) مسيرة توزعت بين المدن لم تحدث الأضرار التي كانت تحدثها في كل مرة وصلت فيها إلى عمق المدن، فقد استهدفت هذه المسيرات في مرحلة ما البنيات التحتية باصرار كبير ونجحت في إحداث أضرار لازالت بعض البنيات التحتية تعاني منها في الكهرباء والمياه وغيرها في الخرطوم والولايات، اذ استهدفت هذه المسيرات الكهرباء في مروي وام درمان وعطبرة أكثر من مرة وقتلت اسر ومدنيين كثر داهمت منازلهم واسواقهم واخرهم منزل شرق النيل الذي قتل فيه مواطن وإبنه.
تحول استراتيجي:
كثير من التساؤلات مطروحة حول ماهية هذه المسيرات ومن أين تطلق وكيف تحدد أهدافها .. يقول المهندس محمد عامر الخبير إن الطيران المسير في حرب بدأ بتلك المسيرات الخفيفة التي تتحرك ببطء وتصدر أصواتاً مزعجة وعرفت عند الناس بـ ( أم شبتو) وهي مسيرة معدلة تشبه إلى حد كبير المسيرات المستخدمة في التصوير التلفزيوني لكنها تحمل قنبلتين وتحمل قنبلة واحدة احياناُ وكان بعض الجنود يتعاملون معها بـ (الكلاشات) ويسقطونها قبل أن يظهر القاتل الصامت وهي مسيرات مهاجر 6 وهذه احدثت بدون شك تحولا استراتيجيا في طريقة تعامل الجيش مع المسيرات وقد انجزت هذه المسيرات وعددها قليل أعمال كبيرة خصوصاً في الخرطوم.
مسيرات انتحارية:
وعن اطلاقها واماكن إطلاقها يرجح اللواء معاش صلاح محمد خالد انها تطلق اما من نيالا او شمال دارفور في منطقة ما هناك معدة كقاعدة لاطلاق المسيرات خصوصاً المسيرات الاستراتيجية وهذه مختلفة عن الانتحارية، واضاف ( ارجح وجود مناطق اطلاق في وسط وشمال كردفان تصل منها المسيرات إلى الخرطوم وعطبرة والدامر ودنقلا هذه تنطلق من الداخل اما الاستراتيجية التي قصفت بورتسودان فقد دخلت الاجواء السودانية من الخارج هذا مؤكد)، اما الانتحارية التي يطلق عليها المهندس محمد عامر (الصغيرة) فهو يرى ان اطلاقها ليس بعيداً اذ لاتستطيع قطع المسافات التي تقطعها المسيرة الاستراتيجية وهي في الغالب مسيرة مرتبطة بنظام الـ “جي بس إس” والاقمار الاصطناعية واهدافها محددة قبل قيامها اذ لا يمكن عملياً تعديل المسار بعد إنطلاقها الا إذا جاءت طائرات جديدة لكن الموجود لايستطيع مقاومة المسافات الطويلة وجهته محددة سلفاً)، وتابع (الطائرات المستخدمة حاليا من المليشيا لديها خواص تتيح لها التحرك لمسافات بعيدة وهي في الغالب طائرات صينية مرتبطة بالاقمار الاصطناعية ولا اعتقد ان المليشيا قادرة على تشغيل هذا النوع من المسيرات لانها متطورة جدا وتحتاج إلى كادر مدرب على تشغيلها وادارتها وادارة عملية اطلاقها وهذا الامر غير متاح لدول الاقليم الان)، وقال (هناك مسيرات شاهين الاردنية تستخدمها المليشيا الان وهي نفسها الطائرة الصينية المسيرة التي تحدثنا عنها بنفس المواصفات والتقتيات لكنني اميل الى أن الاردن لم تصدرها للمليشيا بل حصلت عليها من طرف ثالث يطبق المعايير الاوروبية حسب الارشادات التي شاهدناها في بعض قطع الطائرة التي تناثرت في الابيض مثلاُ )، وأضاف (هناك دول تشتري هذه المسيرات وتملكها باطقمها للمليشيا لتعمل معها لان المليشيا لا تملك اصلا قدرة لادارة هذه المسيرات ولا اطلاقها من يعملون عليها هم من الاجانب المرتزقة).
تطور القدرات الدفاعية:
ويقول اللواء معاش صبالاح محمد خالد إن الطبيعي والمنطقي ان تسعى القوات السودانية لتطوير قدراتها في التعامل مع المسيرات وهذا ماحدث لان هذه المسيرات باتت الان سلاح مهم وحيوي جدا للقوات البرية في حركتها ومعاركها وحماية مواقعها ومهمة جداً للحصول على المعلومة والهجوم والدفاع لذلك كان لابد لو اردت مواصلة القتال ان تبحث عن التقنيات المتقدمة للتعامل مع هذه المسيرات واعتقد ان الناس شاهدوا كيف تصدت الدفاعات الارضية للمسيرات واسقطتها دون خسائر وكيف ان الدفاعات الارضية تطورت في هذه الحرب)، واضاف (ماكانت الحكومة ستطالب بعودة وزاراتها إلى الخرطوم من بورتسودان وماكانت ستفتتح المطار وتعيد تشييده لو كانت الاجواء متاحة كما كانت أمام طيران المليشيا المسير هناك تطور في القدرات الدفاعية والهجومية ستظهر خلال المعارك القادمة المتبقية في كردفان ومعارك دارفور).
