تقرير – أمير عبدالماجد
تتحدث مصادر بنيالا عن أن حالة السيولة التي تشهدها المدينة ربما جعلتها خارج السيطرة في ظل وجود مواجهات مستمرة هنا وهناك لا يدرك السكان هدفها مع سماع مستمر لاصوات الرصاص والانفجارات وتعالي الأصوات هنا وهناك وهي أصوات غير معتادة في مدينة يحكمها الخوف إذ أن تعليق فقط مجرد تعليق قد يتسبب في وفاة احدهم أو حتى مقتل أسرته كلها.. لا مجال للحديث هنا الصمت فقط هو الصوت الرسمي للسكان هناك إلى ان انفجرت الأحداث الأخيرة وحتى في هذه الاحداث الصوت هو صوت أطراف الصراع من منسوبي المليشيا الذين يتبادلون الاتهامات.. الطرف الذي كان حاكما لسخرية القدر يطلق على الطرف الاخر (متمردين) والطرف الذي اطلق عليه الاسم الجديد والذي هو متمرد اصلاً على الحكومة السودانية يعتقد أن الاخرين سلبوا حقوقه وانهم أهملوه وتركوه يموت بينما كانت الطائرات تنقل الماهرية لتلقي العلاج في الخارج بل ووصلت الاتهامات عبدالرحيم نفسه اذ يعتقد هؤلاء على نطاق واسع أن احد المقربين منه وهو ضابط في المليشيا تسلم رواتبهم التي وصلت عبر طائرة من الامارات ولم يسلمها لهم، ويقول هؤلاء إن الضابط هذا اختلس المبالغ المالية بعلم عبدالرحيم نفسه وتوعدوه بالقتل ما يشي بحجم الربكة التي تعيشها المليشيا والانفلات الواسع الذي تعانيه لدرجة ان تخرج هذه التهم علنا في الشوارع وان يخرج الجنود لينددوا بقادتهم مايعني أن المنظومة كلها تنهار إذ وصل الشك إلى مرحلة توعد المقاتلين لقادتهم بالقتل لانهم سرقوا رواتبهم وتركوهم بدون علاج وهو أمر بالغ الخطورة يحدث في المدينة التي اختارتها المليشيا عاصمة لها فخروج المقاتلين المسلحين ومواجهتهم لزملائهم والتصريح علناً أن رواتبهم التي وصلت من الامارات نهبت يعني أن منظومة حكم المليشيا القائمة على المال والخوف بدأت تنهار فالمليشيا معروفة بتصفية من يعارضها حتى من داخلها وهناك شواهد عديدة للامر وصلت إلى حد مطاردة أحدهم في تشاد وقتله أمام أهله وفي يوم زواجه.. اعتادت مطاردة الهاربين وقتلهم فرسخت للخوف وسطهم وهم رسخوا للخوف وسط المواطنين عبر القتل والسحل والنهب والاغتصاب، كما تحكمت في زعماء القبائل ودفعتهم لتحشيد الشباب ودفعهم إلى القتال في صفوفها بالخوف والمال وهما المكونان اللذان اعتمدت عليهما المليشيا للتحكم في محيطها.
ويرى كثيرون أن المعادلة هذه تنهار الان في نيالا بخروج المقاتلين والمصابين على سلطتها وتحديهم لها وتوجيه اتهامات مباشرة لها بسرقة اموالهم وهي اتهامات لم ترد عليها المليشيا ولم تدفع حتى الان رواتب جنودها وهم بالالاف بل اكتفت في وقت سابق بسداد رواتب أعداد ضئيلة منهم فهل تنهار الان معادلة المليشيا؟.
العقيد م صديق سوركتي يعتقد أن الوقت مبكرا للحكم على ما يحدث في المليشيا على مستوى السيطرة والقيادة لان ما حدث في نيالا وبعض المناطق لا تستطيع أن تحكم من خلاله على مجمل الأوضاع في المليشيا، وتابع (صحيح أنها تحكم بمعادلة الخوف والمال وأن المعادلة هذه من الصعب الرهان عليها إلى ما لانهاية لانها محدودة وعندما يبدأ الناس في التمرد عليها لن تصمد لكن هناك قدرات لا زالت بيدها لا يمكن الاستهانة بها مثل الولاءات القبلية هناك قبائل لا تستطيع العودة من منتصف الطريق لانها الان في فوهة المدفع وهناك الدفع الاقليمي الذي يوفر مقاتلين مرتزقة والمال الذي يتدفق من الامارات، الامور ليست سهلة هي معقدة جداً لكن سيطرة رجل واحد على العمليات العسكرية والمال والقيادة أمر أخطر على المليشيا من المهددات التي نتحدث عنها فالمليشيا فعلياً تحت قيادة عبدالرحيم الذي يتحكم في كل مفاصلها وهو أمر خطير جدا عليها وسيتبين ما نقوله الان لاحقاُ عندما تتباعد خطوط الامداد وتتقطع ويصبح التواصل على الأرض صعباً).
ويقول اللواء م صلاح محمد خالد إن تحرك الجيش المتوقع خلال هذا الاسبوع سيضع الأمور على الطاولة لان المليشيا كلها ستتوجه إلى مناطق القتال ما يجعل ظهرها مكشوفاً خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها مراكز تدريبها ومخازن سلاحها ما يجعلها مضطرة لقطع مسافات طويلة لتوفير الامدادات لمقاتليها وهذا يعرضها لاستنزاف كبيرة ويهدر مواردها ويفتح الثغرات الموجودة ويعمقها)، وأضاف (الصبر الاستراتيجي الذي مورس معها فتح ثغرات حان الوقت لاستغلالها والنفاذ عبرها لان عنصر الوقت كما كنا نقول دائماً ليس في مصلحتها).
