تقرير – أمير عبدالماجد
لسنوات طويلة ظل الوجود الاجنبي الكثيف في مدن السودان المختلفة مقلقاً للحكومات والمواطنين، ليس لان الوجود الأجنبي أمر غير مرحب به في السودان بل لان الوجود الأجنبي في البلاد بنسبة تصل إلى(80%) غير شرعي وغير مقنن ولا يملك حتى أوراق تثبت أنه ينتمي إلى أي دولة ايا كانت وهم بالملايين عكس الاحصاءات الرسمية التي تتحدث عن آلاف قليلة يبدو أنهم فقط الذين دخلوا إلى البلاد بتأشيرات ولديهم إقامات وهؤلاء عددهم لا يتجاوز الـ (5%) من إجمالي الأجانب في السودان الذين تمددوا في كل مكان بل واحتلوا أحياء كاملة في بعض المدن وعلى رأسها الخرطوم وشكلوا عصابات نهب وسلب تحت بصر السلطات والمواطنين.
مهن هامشية
عند اندلاع الحرب ظهر هؤلاء في الغالب كمقاتلين في صفوف مليشيا الدعم السريع وكمصادر للمعلومة خاصة وان معظمهم يعمل في مهن هامشية تجد رواجاً عند المواطنين مثل (ستات الشاي) و (الطبالي) و( الرقشات) وهذه منتشرة في البلاد بل أن بعضهم يتاجر في المخدرات والبترول وتحول بعضهم إلى تجار كبار لديهم (خمارات) وبيت لبيع الخمور في أنحاء العاصمة، والقت السلطات القبض على أعداد غير قليلة من متسللي المليشيا مختبئين في هذه البيوت في المناطق التي يسيطر عليها الجيش، كما القت القبض على أعداد كبيرة من القناصة المنتمين إلى إحدى دول الجوار وتبين أن مقاتلين بالالاف قاتلوا في صفوف المليشيا هم الأجانب الذين عاشوا لسنوات في البلاد.
ترحيل قسري
الان أعلنت ولاية الخرطوم أنها بصدد القيام بالخطوة التي تأخرت وترحل الأجانب عن المدينة بعد أن تبينت خطورة وجودهم وأمهلتهم (15) يوما لترتيب أوضاعهم والمغادرة وهو مالم يحدث، إذ لم يستمع أغلبهم إلى ماصدر عن مدير إدارة الأجانب وضبط الهجرة بولاية الخرطوم العقيد شرطة نزار خليل الذي امهلهم للمغادرة، وقال إن الولاية حاليا أمام خيار الترحيل القسري الذي سيواجه بإشكالات كبيرة من بينها أن معظم هؤلاء يحظون بحماية ما من جهات ما ومعظمهم يعرف طرق الخرطوم وملاذاتها الآمنة ما يطرح تساؤلات حول القوة التي ستنفذ القرار خصوصا وأن مهلة الرحيل الطوعي انتهت والى أين سيتم ترحيلهم وماهي الآلية القانونية للترحيل وغيرها من تساؤلات مطروحة أمام المتابعين المدركين للمصاعب التي تواجه هكذا إجراء على أهميته وهي تساؤلات إجابتها لدى السلطات الرسمية التي يمثلها مدير إدارة الأجانب وضبط الهجرة بولاية الخرطوم العقيد شرطة نزار خليل الذي أكد لـ( الأحداث) أنهم مستعدون الان لبدء العمل بعد انتهاء المهلة، وأضاف “شكلنا قوات مشتركة من شرطة الجوازات وشؤون الأجانب وشرطة ولاية الخرطوم والأمن والمخابرات والاستخبارات والشرطة العسكرية لتنفيذ القرار وهذه الوحدات المشتركة جاهزة الان بعد أن توفرت لها امكانات جيدة ستمكنها من أداء عملها”، وتابع “تم انشاء محكمة مختصة بشؤون الأجانب برئاسة قاضي الدرجة الأولى عجيب الطيب بابكر بمحكمة الثورة الحارة العاشرة واؤكد لك أن قرار الابعاد لن يتم عبر الأجهزة بل عبر السلطات القضائية بمعني ان من يتم القاء القبض عليهم لن يتم ترحيلهم فوراً بل سيتم عرضهم على القاضي”، وزاد قائلا “معظم هؤلاء تسللوا إلى الخرطوم من معسكرات اللاجئين”، وعن المعلومات المتوفرة لديهم قال إن هذه السيارات الخاصة بالوحدة المشتركة ستجوب الأحياء وتلقي القبض على الأجانب الذين لايملكون إقامة سارية المفعول أو ليسوا من معسكر نيفاشا للاجئين وهذا معسكر موجود بالخرطوم ونحن نملك الان معلومات جيدة لان لجان الأحياء قامت بحصر الأجانب الموجودين بهذه الأحياء ولدينا حصر أجرته المحليات بالأجانب الموجودين في المحال التجارية والأسواق.
إعادة للمعسكرات
وعن آليات الإبعاد قال “سنلقي القبض عليهم ونعيدهم لمعسكراتهم باستثناء لاجئي المدن وهم لاجئي معسكر نيفاشا كما قلت لك”، وأضاف “الاثيوبيين والاريتريين سيتم ابعادهم لمعسكراتهم على الحدود وتوجد معسكرات هناك، أما من تسللوا من دول الجوار فسيتم إبعادهم إلى دولهم”، وشدد على أن الذي سيبقي هو اما من لاجئي معسكر نيفاشا وهؤلاء معروفين أو من يملكون أوراق سارية المفعول وإقامة شرعية، وتابع “الحملة ستنطلق من ميدان جامسكا المعروف بامدرمان محلية كرري وسيكون والي الخرطوم احمد عثمان حمزة على رأس الحملة برفقة قادة الأجهزة الأمنية بالولاية”.
سيطرة وتمدد
وكان والي الخرطوم قد تحدث بوضوح عن ترحيل الأجانب، مؤكدا أنه لن يسمح بوجود أي أجنبي مقيم بطريقة غير شرعية بالولاية، وأضاف “لايوجد سبب لوجود ست شاي أو عامل في مهنة هامشية الان إلا إذا كان من المتعاونين مع المليشيا لذا أي شخص يرفض الترحيل سيكون لدينا معه كلام تاني”، وتابع “مجموعات كبيرة من الأجانب المقيمين في ولاية الخرطوم تقاتل الان مع المليشيا و الدانات البتقع فينا دي شغالنها أجانب والقناصة القبضناهم أجانب مافي سبب يقعدهم قاعدين لي شنو”، وتابع “أي زول طلع بره السودان بعرف إنو مافي دولة بتسمح لاجانب بالإقامة في البلاد بدون أوراق سارية المفعول وإقامة”.
وتستعد الخرطوم حاليا لاجلاء عدد كبير من الأجانب يفوق ربما عدد السودانيين الموجودين بالولاية، إذ مع مغادرة الملايين من سكان المدينة ظل هؤلاء الأجانب بالمدينة وسيطروا على أجزاء كبيرة منها وسكنوا المنازل الخالية وتمددوا في التجارة وبيع الخمور والمخدرات وتهريب المواد الغذائية لمناطق تواجد قوات المليشيا.