محجوب فضل بدري
لقد فجعتنا حرب الكرامة في كثيرٍ من الذين حسِبناهم أصدقاء، وأمثلة ذلك كثيرة، ومنهم الأستاذ الدكتور الأمين الدودو عبد الله الذی شغل منصب سفير تشاد في القاهرة قبل أن يقيله محمد كاكا فی أول قرار له بعد تسنمه منصب الرٸاسة في تشاد، سمعت الأمين الدودو وهو يقول تمام مبروك، محل تمشی تلقی عيال جنيد والعطاوة والحيماد ديل أهلك مخاطباً ومحرِّضاً (حسين چوچو أحد قادة حركة مظلوم التشادية) الذی ظهر وهو يتبختر بسلاحه جنوب الخرطوم، قبل أن يهلك كما هلك غيره من المرتزقة.
ومبعث فجيعتي فی مثل هٶلاء هو أن بيننا (مِلِح ومُلاح)، وقد رأينا أشاوذ المليشيا وهم يغدرون بزملاٸهم من الجيش في المواقع التي كانت تحت حراستهم، ويتخذون من زملاٸهم أسریٰ، يحرمونهم من أبسط الإحتياجات، وحاصروا القيادة العامة حتی أُضطر من بداخلها إلی إستخدام خشب الأبواب والشبابيك كوقود للنار، من بعد أن قطعوا كل أشجار الإشلاق لذات الغرض،ثُمَّ دارت الداٸرة علی المليشيا وامتلك الجيش زمام الأمر، وانتقل من موقف الدفاع إلیٰ موقف الهجوم، فاجتاح كل إرتكازت مليشيا آل دقلو الإرهابية، وكسر قوتهم الصلبة، وفَتَك بقادتهم، واستولیٰ علی إمداداتهم من السلاح والذخاٸر والتعيينات المقدمة من دويلة الشر .
كل المٶشرات والدلاٸل تُشير إلیٰ أن نصر الله قريب بإذنه تعالی، وقد قطع الجيش أنفاس المراقبين وهو ينتقل من مدينة إلی مدينة ومن قرية إلیٰ أخریٰ، ليس فی كل يوم بل فی كل ساعة، وأدهش القاٸد العام الفريق أول ركن البرهان الناسَ، وهو يتفقد المواقع الأمامية للقوات، فی كل مكان بلا ترتيبات مُعلنة،أو تحشيد جماهيری، ليضرب بذلك مثالاً لكيفية القيادة بينما يتواریٰ حميدتی وراء الكواليس التي لايعلم ماوراءها إلَّا الله.
الجيش بإنجازاته الميدانية يوقِّع علی (شهادة الوفاة) لمليشيا آل دقلو الإرهابية، ولم يتبق إلَّا أن يُسدَل الستار علی منظر جيف الأوغاد التي ملأت كل مكان كانوا يحتمون فيه من بأس القوات المسلحة والقوات المشتركة والشرطة والأمن وجميع المستنفرين من أبناء الشعب فی ساٸر أرجاء الوطن الحبيب، ويجد كثير من الكُتَّاب المشقة في متابعة إنتصارات الجيش وتحركات القاٸد العام رٸيس مجلس السيادة العديدة، ويفكرون فی اليوم التالي ويتساءل البعض ماذا سيفعل الجيش بالبقية الباقية من الأشاوذ والمتعاونين معهم؟ والذين كنَّا نعدهم من الأصدقاء.
الشاهد إن الجيش يتقدم بخطوات ثابتة وقوية ومتلاحقة، جعلت أحدهم يعلِّق قاٸلاً (والله بالطريقة دی الجيش ده بيعوِّق ليهو دعامي)!! أو كما قال أحد المجاهدين فی أحد المتحركات أيام حرب الجنوب،وهو يشارك للمرة الأولیٰ، عندما وقع المتحرك فی كمين، وأزال الكمين، بعد معركة قصيرة لكن ضارية، قال أخونا المجاهد وهو يلتقط أنفاسه من شِدّة انفجارات الهاون والقرنيت، وتطاير الرصاص من حوله:-
(والله النچور ديل بالطريقة دی بيعوقوا ليهم زول!!) والله صَحَي!!
نقلا عن “المحقق” الاخباري