تقارير

البرهان في القاهرة.. الأمن القومي على آسنة الرماح

تقرير – أمير عبدالماجد

ما أن عاد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان من المملكة العربية السعودية حتى إتجه شمالاً إلى العاصمة المصرية القاهرة ليلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي في ما يبدو أنه كواليس مايدور بشأن المبادرة الامريكية السعودية المصرية المشتركة والتي يتم إعدادها الان في تحرك اقليمي مدعوم من الولايات المتحدة الامريكية التي أكدت مراراً إلتزامها بإيقاف الحرب في السودان، وشددت على أن السودان بات في سلم اهتمامات الادارة الحالية خاصة بعد زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان لواشنطن ولقاءه مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب وحتى الان لم يرشح من لقاء البرهان بالامير محمد بن سلمان في الرياض ولقاءه مع السيسي اي اخبار باستثناء العناوين العامة التي تربط الزيارة بالعلاقات الثنائية المشتركة مع ان الجميع يعلم ان شواغل الاطراف الان اقليمياً ودولياً تتصدرها مسالة الحرب في السودان وضرورة ايقافها وكان بياناً مصريا بعد الزيارة أكد أن مصر داعمة بالكامل لمبادرة الرئيس الامريكي دونالد ترامب لتحقيق الامن والاستقرار والسلام في السودان، وأضاف البيان المصري (تؤكد مصر أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشانها باعتبار أن ذلك يمس الأمن القومي المصري الذي يرتبط مباشرة بالامن القومي السوداني)، وفصل البيان في محددات الامن القومي التي أشار لها، وقال (الحفاظ على وحدة السودان وسلامة اراضيه وعدم العبث بمقدرات الشعب السوداني هي من أهم هذه الخطوط الحمراء بالاضافة إلى عدم السماح بانفصال أي جزء عن السودان وعدم اقامة أي كيانات موازية او الاعتراف بها باعتبار ان ذلك يمس وحدة وسلامة السودان، وأشار البيان للمرة الاولي إلى أن مصر تحتفظ بحقها الكامل في اتخاذ الاجراءات والتدابير والاجراءات اللازمة التي يكفلها القانون الدولي واتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين لضمان عدم المساس بهذه الخطوط الحمراء أو تجاوزها، وقال البيان إن مصر حريصة على استمرار العمل في الرباعية الدولية بهدف التوصل إلى هدنة انسانية وانشاء ملاذات امنة توفر الامن والحماية للمدنيين وذلك بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة السودانية).

وهنا يرى بروفيسور فضل المولي النعيم الاستاذ المتخصص في العلوم السياسية أن مصر كشفت عن بعض ما يدور في الكواليس إذ عبرت بوضوح عن شواغلها – هذه ليست كل شواغلها- لكنها على الاقل تبدو حريصة عليها وهي أمور مهمة للسودانيين مثل وحدة البلاد ومقدراتها وسلامة اراضيها ومثل رفض قيام مؤسسات موازية وحكومات موازية وهذه رسالة واضحة للمليشيا وداعميها خاصة ان مصر ربطتها بحماية امنها القومي وباتفاقية الدفاع المشترك التي تربطها بالسودان والاخيرة قال البيان المصري إن اي تجاوز للخطوط الحمراء يعني تفعيلها وتدخل الحكومة المصرية بصورة مباشرة وهو على ما اعلم وما تابعت اول تصريح مصري مباشر يربط بين اتفاقية الدفاع المشترك مع السودان والتدخل المباشر في الحرب)، وأضاف (الحرب سياسياً دخلت منطقة مفصلية على ما أرى واعتقد أن نتائج مباشرة لما يدور في الكواليس الان لن تتاخر في الظهور لوجود ارادة اقليمية ودولية لم تكن متوفرة طوال الاعوام الماضية ولانفتاح القيادة السودانية على حلول للازمة من أجل ايقاف القتال وكلها ارادات لم تكن متوفرة خلال السنوات الماضية اعتقد انها توفرت الان لذا اتوقع ان تثمر هذه التحركات وتظهر نتائجها خلال فترة وجيزة وهذا يعني بالضرورة أن جبهات القتال ستشتعل والمعارك ستزداد ضراوة لان كل طرف سيسعي لتحسين موقفه على الارض انتظاراً لطاولة مفاوضات يعلمون انها ستكون قاسية خصوصاً على طموحات المليشيا ودولة الامارات)،  وعلى النسق نفسه يقول د. عزالدين الجمري إن تحركات البرهان خلال هذه الفترة تدل على أن الرؤية الاقليمية والدولية بدأت في الظهور وان ما يجري الان هو مشاورات حولها واعتقد أن بعضاً مما يرشح يشرح بالفعل ما يدور في الكواليس التي اؤكد أنها تشهد حوارات عميقة إذ يطرح كل طرف رؤيته بما فيها الرؤية الامريكية التي اعتقد انها تغيرت من مجرد جمع رئيس مجلس السيادة بحميدتي لتصبح رؤية شاملة للحرب بكل تفاصيلها وجوانبها لان مجرد اتفاق سياسي لا يلبي اشواق السودانيين من الصعب أن يصمد على الارض وان تقبل الارض تنفيذه هناك امور كثيرة في هذه الحرب من الصعب تجاوزها والقفز إلى الاتجاه السياسي)، وتابع (نعم الامور الانسانية مهمة وفتح مساراتها امر مهم وايقاف القتال وعودة المهجرين امر مهم  لكن هناك ملفات ملغومة في هذه الحرب يجب حسمها حتى لا يعود القتال اكثر ضراوة خلال فترة وجيزة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى