الخرطوم – الأحداث
التقى رئيس مجلس السيادة – القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، الأحد، بكبار ضباط القوات المسلحة برتبة لواء فما فوق ،بحضور عضو مجلس السيادة – مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا، وعضو مجلس السيادة- مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر، ورئيس هيئة الأركان ونوابه ،نائب مدير قوات الشرطة، ونائب مدير جهاز المخابرات العامة، وممثل القوات المشتركة .
ولدى مخاطبته اللقاء قال البرهان إن الإمارات إذا كانت جزءاً من الرباعية فإن السودان يرى أن هذه الرباعية ليست مبرئة للذمة خاصة وأن كل العالم شهد بأن دولة الإمارات هي التي تدعم المتمردين ضد الدولة السودانية.
وأوضح أنه لايمكن القبول بها كوسيط في الأزمة، مبينا أن السردية التي يرددها مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا بشأن وجود سيطرة لتنظيم الإخوان داخل الجيش هي سردية ظلت تطلقها دولة الإمارات، مشددا على أن ذلك لايعدو أن يكون فزاعة يتم استخدامها للأمريكان والسعوديين والمصريين.
وأكد البرهان أن هذا الحديث غير صحيح وكذب بواح، مشددا على قدرة المؤسسة العسكرية على تعزيز إصلاح وهيكلة بنيتها بنفسها، وأضاف أن مليشيا آل دقلو الإرهابية مليشيا متمردة قتلت السودانيين ونهبتهم وارتكبت جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي في حق السودانيين، مشيرا إلى أن هناك عدداً من الدول تساعد هذه المليشيا وهم غير مقبولين بالنسبة لنا فضلا عن مساندة جماعات سياسية لهذه المليشيا وهي أيضا غير مقبولة، وقال نحن لسنا دعاة حرب ولانرفض السلام ولكن لا أحد يستطيع تهديدنا أو يملي علينا شروطاً، وأضاف أن الشعب السوداني ليس ضعيفاً وكذلك جيشه، مؤكداً ثقته في ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة، وقال إن هذه الثقة هي مصدر قوتنا.
وأكد البرهان أن القوات المسلحة عازمة على إستعادة كل الأراضي التي دنسها التمرد في كردفان ودارفور وأضاف قائلا “سنطردهم من هذا السودان والنصر سيكون حليفنا طالما نحن على حق” وقال نحن مصممون على خوض هذه المعركة بشرف وعزة ودون تدخل من أي جهة خارجية، وأضاف أن معركة الكرامة هي معركة كل السودانيين وهي معركة بقاء للشعب السوداني، مبيناً أن القوات المسلحة لاتقاتل في قبائل أو مجموعات سكانية بعينها، مؤكدا أن القتال ضد المتمردين، ودعا نظار القبائل والعمد الذين يقفون خلف المتمرد عبدالرحيم دقلو للإحتكام لصوت العقل وعدم الزج بأبنائهم في هذه المحرقة، مشيرا إلى هلاك العديد من شباب هذه القبائل في هذه الحرب.
في السياق حيا البرهان الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية على مبادرته ومساعيه نحو تحقيق السلام في السودان، مبينا أن حديثه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أوضح الصورة الحقيقية لما يدور في السودان.
وقال إن السودانيين الذين إكتووا بنيران هذه الحرب ينظرون بعين الرضا والتقدير لجهود ولي العهد السعودي، مبينا أن هذه المبادرة فرصة لتجنيب بلادنا الدمار والتمزق وأضاف “نحن نعول على هذه المبادرة ونعتبرها صوت الحق وصوت المنطقة باعتبار أن أمن البحر الأحمر يهم الجميع”.
وقال البرهان “سنتعاطى مع هذه المبادرة بما يمكن من إنهاء الحرب بالطريقة المثالية الني تريح كل السودانيين”، مشيرا إلى كثير من المبادرات التي طرحت خلال الفترة الماضية ولكن معظمها تم رفضها لأنها تبقي على المتمردين ضمن المشهد، لذلك لم نقبلها.
وقال إن مبادرة الرباعية قدمت ثلاثة مقترحات، الأول لايستحق طرحه للناس أو إعلانه لأنه يتنافى مع مبادئ الدولة السودانية وتضحيات الشعب السوداني ويتعارض مع طموحاتنا كعسكريين، لذلك قمنا بتقديم خارطة طريق لهم وللأصدقاء والأشقاء تحمل رؤيتنا لحل الأزمة، مبينا أن وقف إطلاق النار تصاحبه بعض الإجراءات ومنها انسحاب هذه المليشيا من كل منطقة دخلتها بعد إتفاقية جدة وهذا يعني إنسحابهم من زالنجي والجنينة والفاشر ونيالا ومن كل المدن التي دخلوها، ومن ثم تجميعهم في مناطق محددة حتى يتثنى للسودانيين العودة لمناطقهم ومن ثم الدخول في حوار سوداني لتحديد مستقبل السودان.
في السياق ذاته قال البرهان إن الورقة التي قدمتها الرباعية عبر مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا تعتبر أسوأ ورقة يتم تقديمها باعتبار أنها تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقي المليشيا المتمردة في مناطقها.
وأوضح أن الوساطة إذا كانت ماضية في هذا المنحى فإننا سنعتبرها وساطة غير محايدة، مبينا أن مبعوث الرئيس الأمريكي يتحدث وكأنه يريد أن يفرض علينا بعض الفروض، وأضاف “نخشى أن يكون مسعد بولس عقبة في سبيل السلام الذي ينشده كل أهل السودان “، مشيرا إلى أنه يهدد ويقول إن الحكومة تعيق وصول القوافل الإنسانية وقامت باستخدام أسلحة كيميائية. وقال البرهان ” نحن نقول له إن ورقتك هذه غير مقبولة “، مؤكدا على ضرورة تبني خارطة الطريق التي قدمتها حكومة السودان، وأضاف ” لا أحد في السودان يقبل بوجود هؤلاء المتمردين أو يكونوا جزءاً من أي حل في المستقبل”.
وأشار البرهان إلى أن الأحاديث التي يطلقها مسعد بولس ما هي إلا صورة من أبواق صمود وتأسيس والمليشيا. فضلا عن أنه يتحدث بلسان الإمارات ويقرر في مستقبل العملية السياسية التي هي شأن سوداني خالص.
وقال البرهان إن الدولة السودانية مستهدفة لذلك لابد من جمع الكلمة وتوحيد الصف من أجل مواجهة هذا الاستهداف.
وشدد على ان معركة الكرامة هي معركة بقاء لكل السودانيين لذلك لن نقبل بأنصاف الحلول، مبينا أن الحلول التي يتم تقديمها حاليا دعوة صريحة لتقسيم السودان، وتساءل كيف يتم وقف إطلاق نار والمليشيا تحتل المدن والمناطق، مؤكدا ضرورة تجميع هذه المليشيا وتسليم أسلحتها بضمانات، وأضاف ” لا أحد يستطيع أن يفرض علينا حمدوك وحميدتي “، وقال إن الحالمين بحكم السودان وعلى رأسهم حمدوك لن يستطيعوا حكمه مجددا، مبينا أن القابعين بالخارج عليهم العودة للداخل ومواجهة السودانيين.
وأضاف أن الحديث حول إعاقة الحكومة للمساعدات الإنسانية ما هو إلا فزاعة، مبينا أن الحكومة فتحت كل المطارات أمام قوافل الإغاثة، مشيرا إلى تقاعس المجتمع الدولي عن نجدة أهل الفاشر، منوها إلى قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن فك حصار الفاشر والتي لم تنفذها المليشيا المتمردة ولم يتم اتخاذ إجراء ضدها.
