حسين خوجلي
كلنا يعلم أن قيادة أديس أبابا الجارة حين تعرضت للتمرد حشدت شعبها وجيشها وأسكتت المنظمات الأفريقية والإقليمية والعالمية، وأمرتهم بعدم التدخل باعتبار أن هذا شأن داخلي. ويومها قاد رئيسها المعركة أمام جنوده حتى حفظ تجربته الفيدرالية وموطنه الموحد بانتصارٍ مشهود.
لم يلمه أحد ولم يعاقبه أحد بل صار في نظر كثير من العواصم زعيماً أفريقيا جريئاً وجديراً بالاحترام، وعندما سكنت الأنفس واستتب الأمن وأخرس الرجل المتمردين، وقّع إتفاقية سلام كانت فيها يد الدولة هي العليا ويد الطامعين هي السفلى.
ولأن الشئ بالشئ يُذكر والتاريخ القريب والبعيد يقبل المماثلة في كثيرٍ من الأحيان. فإننا نتصيد هذه السانحة لنوجه برقية من بحر ما قلْ ودلْ للقيادة السودانية مفادها:
(عزيزي الجنرال عبدالفتاح البرهان إن هذا الشعب لا يحلم بأن تكون صلاح الدين الأيوبي، بل فقط آبي أحمد الأثيوبي)
فالشعب السوداني في هذه المرحلة الحرجة في انتظار فارس وزعيم ومخلّص وحكيم، وهذه فرصتك الأخيرة لنيل هذه الجدارة ودخول التاريخ من أوسع أبوابه ولك في المشير سوار الذهب أسوة حسنة. فلتكن ضربة البداية استعادة مدني المقهورة، وانتزاع نيالا المغتصبة، والجنينة الجريحة، وإلا فلتستعد لمواجهة الملايين تهدِّر في الشوارع كالسيول تطالبك بالاستقالة (والإذن بالإنصراف) والجميع يشهدون بأن الشارع والقيادة العامة ودودٌ ولود.