علي عسكوري
في الخرطوم، ام درمان، بحري، سنار، مدنى، الجزيرة، الفاشر، الابيض، بابنوسة وغيرهم يتقدم جنودنا البواسل من نصر الى نصر، يدحرون المليشيا ويستعيدون المدن والبلدات وتتقهقر المليشيا مهزومة مندحرة.
كنت قد ذكرت في مقال سابق ان طبيعة المعركة تنقسم الى اثنين. اولاهما معركة الجيش وتسوية حساباته الخاصة مع متمردين حاولوا تدنيس مهنيته وجنديته والنيل من كبريائه وشرفه العسكري بالتمرد علية ومحاولة الاستيلاء على عاصمته. هذه معركة تخص الجيش والقوات الخاصة من جهاز الامن وهما المعنيان بتسوية هذه الحسابات مع المليشيا. فمحاولة هزيمة الجيش امام المواطنيين جريرة كبري وخطأ قاتل، الجيش وحده يعلم طريقة تسوية الحساب! ولذلك وان كان هذا الامر يهمنا الا اننا لا نعلم تفاصليه ولا نعلم كيف سيرد الجيش اعتباره وكرامته الجريحة التى حاولت المليشيا تدنيسها والنيل منها امام الشعب!
اما الجانب الاخر من المعركة وهو ما يهمنا كمدنيين نتطلع للعودة لمدننا ومساكننا، وهى عودة أرى انها اقتربت وحان اوانها.
استقبل يوميا الكثير من الاتصالات من خارج السودان بعضهم اصدقاء ومعارف وبعضهم لا اعرفهم، كلهم يسألون عن مواعيد العودة التى يتحرقون لها.
نعم سنعود قريبا وسنحتفل احتفالا غير مسبوق.
كنت قد كتبت مقالا في ١٥ مايو ٢٠٢٣ اى بعد شهر على تمرد المليشيا اسميته (سنغني ونحتفل)، لم يكن ذلك ضربا للرمل ولا امنيات موغلة في التفاؤل، بل نتيجة لمعرفتى بالجيش السوداني ورجاله و ثقة راسخة في الشعب، فإن كنت لا اعرف الجيش كما يعرفه قادته ولم انل شرف الجندية في صفوفه، الا اننى قطعا اعرف معرفة دقيقة الشعب الذى خرج منه اولئك الفتية وذلك يكفي. ولذلك كتبت باكرا عن ثقة لا تتزحزح اننا سنغنى وسنحتفل بالنصر.
والآن وقد اصبح النصر غاب قوسين وادنى لدرجة ان يتجول القائد العام ويتفقد جنوده في ضواحي الخرطوم بحري، فعلينا ان نجهز انفسنا للاحتفالات غير المسبوقة في جميع انحاء البلاد.
حاولت مرارا ان اتخيل شكل الاحتفال بالنصر ونطاقه وفشلت، فالقادم يفوق كل وصف وخيال. الغبن والالم والمعاناة والاحزان التى تسببت فيها المليشيا للجميع لن تخفف منه الا احتفالات تستمر لشهور… وقد فشلت فى تخيلها وما سيصاحبها من هستيريا الفرح والدموع. لا شك عندى انها ستكون غير مسبوقة في تاريخنا واسأل الله ان يمد في ايامي لاحضرها.
ونحن نستشرف الانتصار، امل ان يستعد الجميع، فنانيين، فرق شعبية، رياضيين، خطباء، ائمة مساجد، طلاب ومعلمون، نشطاء، ربات بيوت … بلاختصار جميعنا، لنحتفل، احتفالا نبهر به العالم فهذا ميلاد جديد لشعبنا يجب ان يكون احتفالنا بنفس القدر، ويجب ان نخرج افضل ما عندنا من فنون وادب وخطب ومهرجانات. يجب ان نبرهن للعالم اننا شعب يستحق الحياة.
بالطبع سيحتفل الجيش والدولة بطريقتهم، ولكن ما أتحدث عنه هو الاحتفالات الشعبية التى ينظمها المواطنون في المدن والقري، يجب ان يتدافع الجميع للمشاركة والحضور، فقد قدم شعبنا من التضحيات الغالية ما يستحق الاحتفال البهيء.
يجب ان يبدأ الجميع منذ الآن في الاستعداد للاحتفالات… فنحن على اعتاب نصر سيغير دولتنا وسيغير افريقيا وستتغير الكثير من الموازين.
اصطفوا يرحمك الله فالنصر لاح!
هذه الأرض لنا