الإبادة الثقافية

راشد عبد الرحيم

الكدمول هو المظهر الغالب لكل أفراد وجنود مليشيا الدعم السريع ، يحرصون علي إرتدائه من دافع التباين الذي يحدد هويتهم .
الهوية الإثنية هي تعبير ثقافي قامت عليه الحرب وبموجبه تمت عمليات الإبادة للإفناء العرقي الثقافي والحضاري وكان واضحا في إستهداف المخالفين للدعم السريع صاحب قيم وثقافة عرب الشتات الذين هاجمونا وعلي ألسنتهم عبارات قيمهم التي تفرق الناس إلي أمباغة وفلنقاي وهي من عباراتهم الغريبة علينا والتي تسود في تشاد والنيجر ومالي .
الأهداف الثقافية والحضارية كانت واضحة في الذي إستهدفوه .
من ضحايا حرب الجنجويد مكتبة البروفيسور عبد الله علي إبراهيم والتي تم حرقها بما تحتوي من آثار ثقافية وتراثية وفلوكلورية .
مكتبة تضم العديد من النفائس والبحوث عن القبائل والثقافة السودانية .
قبلها أهلكت مكتبة البروف علي محمد شمو الغنية بالكتب والوثائق الصوتية والمرئية لأعظم تجليات دولة ٥٦ القيمة التي يستهدفها هذا العدوان وكان منها ما يوثق لدوره والسودانيين في نهضة الإمارات ودورنا في تثبيت اللحمة العربية بعد النكسة .
أبشع ما نالته الدلالات الثقافية حرق الكتب من هذه المكتبات الشخصية والعامة التي أحرقت لأجل بيع رخيص يستبدلون أحرفها بقيمة نحاس تحرق اوراقها لأجل إستخلاصه .
التدخلات الخارجية في هذه الحرب لم تقم لأجل المطامع المادية فقط بل لأجل قيم المجتمع .
الحرب كانت واضحة في أهدافها الحضارية التي ترمي لإبادة حضارة السودان لتستوطن ثقافة أخري بقيم اخري وحتي بمفردات غريبة علي المستهدفين من أهل الشمال والقبائل غير العربية .
مع عمليات النهب والسرقة والقتل الممنهج كان الهدف رموز ثقافتنا وإبادتها ولأجل ذلك ومن أثره لقيت الفنانة الكردفاتية شادن محمد الحسن مصرعها . وليعاني أبو عركي البخيت من شرورهم التي لم تثنه عن البقاء في بيته وحيه . و ما اصاب الفنان عبد القادر سالم و عانت الممثلة بلقيس عوض و فايزة عمسيب التي نقلت علي ( كارو ) كما بترت ساق المفكر و السياسي محمد جلال هاشم .
كان من ضحايا الحرب الثقافية والحضارية المتحف القومي الثر بمقتنيات يصعب تقديرها بالمال .
الولايات المتحدة تدخلت عبر الوساطة لفرض قيمها ومفاهيمها لذا حددت أهدافها في حرب التيارات الإسلامية والإخوان المسلمين .
حتي الإمارات تدخل من ذات المنطلق ، قال أنور قرقاش المستشار الديبلوماسي لرئيس الدولة ( نحن دولة مؤثرة في الاقليم وتدخلنا في السودان لمصلحتنا ودول الاقليم حتى لا يحكم الاسلامين الردكاليبن السودان مرة اخرى ) .
التكايا قيمة ثقافية وحضارية نهض بها أبناء شمال السودان
يسدون بها حاجة ورمق من هجرهم الإشاوس ويقدمون بها معاني وقيما في العطاء الإنساني للعالم دون مطامع وتدخلات تدعم الحرب تحت هذا الغطاء .
فات علينا أن نسوق هذا المعني عالميا والذي يدلل أيضا علي سماحتنا المستمدة من قيمنا التي لم نكن بها دعاة عنف ولم يخرج من بيننا اسلامي يمارس الإرهاب في العالم ولم نشهد سودانيا يفجر أو يقتل في بلده أو خارجها .
كنا ولا زلنا دولة غنية بإمكانياتها المادية وقيمها الحضارية التي نشرنا بها الفن السوداني في أفريقيا وكان مطربينا من هم الذين يثرون القارة كلها ويقدمون سيد خليفة ومحمد وردي وغيرهم للشعوب الأفريقية الصديقة والشقيقة .

Exit mobile version