الأحداث – وكالات
بات حزب الأمة القومي في مفترق طرق عقب سحب الثقة من رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة ناصر من قبل مؤسسة الرئاسة في الحزب لتوقيعه على ميثاق تشكيل حكومة تابعة لمليشيا الدعم السريع، الأمر الذي قوبل بالاعتراض والطعن من رئيس المكتب السياسي والذي وصف الخطوة بانها غير قانونية، وقال إن مؤسسة الرئاسة يتم تعيينها عبر الرئيس لتعاونه، في غضون ذلك انحازت قيادات في الحزب على أساس مناطقي وجهوي بين الرئيس المعزول ومؤسسة الرئاسة التي عينت محمد عبدالله الدومة رئيسا بديلا لبرمة.
سحب الثقة:
وكانت مؤسسة الرئاسة بحزب الأمة القومي قد سحبت ليل الاثنين الثقة من برمة ناصر لتوقيعه على ميثاق تشكيل حكومة موازية تتبع لمليشيا الدعم السريع. وقالت في بيان إنها سحبت الثقة من برمة واستبدلته بمحمد عبدالله الدومة ليمارس صلاحيات الرئيس المنتخب ويتخذ قراره عبر مؤسسة الرئاسة.
وأشارت إلى أنها ستجري مشاورات لترتيب أوضاع الحزب، بدعوة بقية المؤسسات بما في ذلك مجلس التنسيق، بغرض الحصول على توافق حول سحب الثقة من برمة ناصر.
وأفاد البيان بأن فضل الله برمة أصبح، بعد اختياره من مؤسسة الرئاسة، رئيسا مكلفا بشرعية غير دستورية قائمة على التراضي، نظرا لصمت دستور التنظيم على من يخلف الرئيس حال وفاته، وذكر أن شرعية التوافق ألزمت فضل الله برمة باتخاذ قراراته عبر مؤسسة الرئاسة التي يحق لها مساءلته.
برمة يتحدث :
من جهته سارع رئيس الحزب المقال بالتاكيد على أن قرار إقالته غير دستوري، وقال إنه رئيس للحزب لحين انعقاد المؤتمر العام، وانهى برمة بحسب تعميم صحفي له تكليف نوابه ومستشاريه الذين قاموا باقالته، وقال بانه سيقوم باعادة تشكيل مؤسسة الرئاسة في الحزب على أسس جديدة، وكشف عن قيامه بالتشاور مع رئيس المكتب السياسي والامانة العامة بالدعوة لعقد مؤتمرا عاما استثنائيا للحزب.
طعن:
وفي ذات السياق طعن رئيس المكتب السياسي محمد المهدي عبر تعميم صحفي في شرعية عزل الرئيس، وقال إن برمة تم تكليفه من المكتب السياسي وليس من نوابه ومساعديه ومستشاريه ،وأكد مؤسسات الحزب الرئيسية هي المؤتمر العام ورئيس الحزب والهيئة المركزية والمكتب السياسي والأمانة العامة.
وأكد المهدي ان المكتب السياسي هو السلطة السياسية الأولى في الحزب ويقوم مقام الهيئة المركزية والمؤتمر العام في الفترة ما بين دورتي الانعقاد ويمارس سلطاته الأصيلة والمرحلة، وأشار إلى أن مؤسسة الرئاسة جهاز أفقي يكونه رئيس الحزب بقرار منه وتحت مظلته وإمرته وشاغلوه مسؤولون أمام رئيس الحزب وهو الذي يعينهم ويعفيهم.
وقال إن نواب الرئيس ومساعدوه ومستشاريه هم معاونوه وليس لديهم صلاحيات وفق دستور الحزب لإعفاء أو عزل الرئيس.وخلص المهدي إلى ان برمة ناصر هو رئيس الحزب المكلف بسلطات الرئيس الدستورية أما المخالفات المنسوبة إليه فهي تقديرات سياسية ومحل النظر فيها المؤسسات.
الحزب التابع:
بالمقابل أعلن 13 من روساء الحزب في الولايات تأييدهم عزل برمة ناصر، وقالوا عن الاطاحة ببرمة أنها اعادت الهيبة لحزب الأمة القومي، واتهم بيان يحمل توقيع رؤساء الحزب في الولايات برمة ناصر بالاضرار بسمعة الحزب وبمخالفة أمر تكليفه والاستفراد بالقرارات.
وذكر البيان ان الحزب انحرف وحاد عن جادة الطريق في عهد برمة، واشاروا إلى أن الحزب تحول لتابع لأحزاب لا تاريخ لها ولا وجود لها في أرض الواقع بدلا أن يكون قائدا وموجها للساحة السياسية .
وأعلن رؤساء الحزب في الولايات رفضهم للاصطفاف مع (تقدم أو صمود) ،وطالبوا بمحاسبة أي عضو انضم لمليشيا التمرد.
وشملت قائمة التوقيعات رؤساء الحزب في ( نهر النيل ، الجزيرة، النيل الأبيض، النيل الأزرق، كسلا، شمال كردفان، غرب دارفور، الخرطوم، وسط دارفور، الشمالية، القضارف، شمال دارفور، شرق دارفور).
انقلاب على الشرعية:
بالمقابل أصدرت مجموعة أسمت نفسها (قيادات وكوادر حزب الأمة القومي) بياناً قالت فيه إن سحب الثقة من رئيس الحزب المكلف محاولة انقلابية على الشرعية الدستورية للحزب.
واتهم مجموعة متماهية مع النظام السابق – حد قولهم- بالوقوف وراء سحب تكليف رئيس الحزب، وهو أمر قال إنه يمثل تجاوزاً صارخاً للدستور ولمؤسسات التنظيم الشرعية.
نقلا عن “أصداء سودانية”