(الأحداث) زارت المكان ووثقت حجم الدمار مدير المسرح القومي: المسرح تعرض لنهب ممنهج وهذه رؤيتنا للإعمار

أم درمان – أمير عبدالماجد
تعرض المسرح القومي السوداني بام درمان أحد أبرز معالم المدينة إلى محنة كبيرة إبان تواجد مليشيا الدعم السريع بمنطقة ام درمان القديمة وتمركزها بشارع النيل الذي يضم إلى جانب المسرح القومي مباني قناة السودان الفضائية وقناة الخرطوم وهيئة البث ومسرح النيل وغيرها من المقار التي شكلت وجدان السودانيين.. دمرت معظم بنيات المسرح القومي ونهبت ممتلكاته وعبثت المليشيا بالمكان وحولته احيانا الى ارتكاز عسكري لقواتها .. (الأحداث ) تجولت هذا الاسبوع داخل المبني العتيق الذي افتتح في العام 1959 على يد الفريق ابراهيم عبود ورصدت حجم الدمار الذي تعرض له المسرح القومي.
أشجار كثيفة تغطي المدخل الشرقي المطل على البوابة الرئيسية المطلة علي شارع النيل.. أشجار أغلقت المكان .. عندما تتجاوزها سيبدو أثر الدمار جليا.. مكاتب مدمرة تماماً وأوراق مبعثرة وكراسي وخشبة متهتكة تحتاج إلى تغيير .. حتى لوحة الكهرباء لم تنجو من الدمار الذي طال معظم مؤسسات الدولة العامة والخاصة كما يقول مدير المسرح القومي عبدالله حسب الرسول الذي أضاف قائلا : “مستوى دمار البنيات التحتية أكبر من امكانات الدولة ليس فقط في المسرح القومي بل في كل القطاعات”، وهو ما أشار له عبدالباقي حسين عضو جماعة انصار المسارح للثقافة والفنون الذي أكد أن حجم الدمار كبير جدا لان المليشيا قصدت طمس الهوية الثقافية للبلاد من خلال الاعتداء على المسرح القومي والمتحف ودار الوثائق وغيرها.
وعن الاشكالات التي ستواجه إعادة اعمار المسرح القومي قال عبدالله حسب الرسول “منذ زمن طويل حتى قبل الحرب ظلت المؤسسات الثقافية والفنية وحتى المؤسسات الصحية وغيرها مهملة وخارج دائرة الصرف الحكومي”، وأضاف “واقع المسرح القومي قبل الحرب كان رديئاً وبعد الحرب أصبح الوضع اسوأ .. هناك دمار ممنهج الان”، وتابع “كنا نجتهد قبل الحرب لمعالجة الاشكالات التي تطرأ هنا وهناك.. مشاكل الصرف صحي وتكدس مياه الامطار في الخريف كنا نحاول جهدنا لحلها في ظل عدم وجود ميزانيات وتهالك البنيات التحتية”، وقال “بعد الحرب حتى البنيات التي كانت موجودة دمرت ما يستدعي تضافر الجهود وعمل من أجل اعادة التاسيس بصورة مختلفة”، وعن الصورة المختلفة التي يعتقدها قال “الدراسات التي أجريت خلال الفترة الماضية قالت إن المسرح في موقعه الحالي صيانته غير مجدية لانه بحاجة إلى بناء من جديد بصورة حديثة وكنا بدأنا العمل مع الأخوة في الجامعة الاسلامية وكان لديهم تصور كامل لتجديد المسرح القومي بصورة تليق به وبتاريخه لكن المشروع لم ير النور لاسباب يعلمها الجميع”، وتابع “الان الوضع أصبح صعب وانا شاكر جدا للاخوة المبدعين والفنانين والموظفين لمبادراتهم محمد المهدي الفادني وكلين وعملوا لجنة لحصر الضرر وازالة الانقاض وواصلوا جهدهم وتكونت لجنة برئاسة د.طارق البحر عملت على حصر الضرر لكنها للاسف لم تستمر”، وتابع عن عدم استمرارها “بعض الفنانين زاروا المكان أمس الأول وأبدوا انزعاجهم من الحشائش المتشابكة والشوكيات في المكان ومن تداعي خشبة المسرح الداخلية”.
وكانت لجنة كونها الفنانين والمثقفين ضمت نائب مدير المسرح القومي محمد المهدي الفادني قد باشرت في ازالة الانقاض وهي لجنة قال الفادني إنها معنية بصيانة كل المسارح وليس المسرح القومي وحده، وقال عبد الباقي حسين عن إزلة الانقاض في المسرح القومي “نحن سجلنا جسم باسم جماعة اعمار المسرح وبدأنا في نظافة المكان وتجهيزه لكن للاسف الحشائش عادت بسبب الخريف وسنجتهد في اعلان نفرة كبيرة بعد استلامنا لشهادة التاسيس”، وعن مفقودات المسرح التي تم حصرها قال مدير المسرح “كل المنقولات نهبت.. السيارات نهبت ..الكمبيوترات نهبت .. ارشيف المسرح القومي الذي جمع من خلال عدد من المبدعين على رأسهم الأخ حاتم محمد علي فقدناه”، وأضاف “أتمني أن تدعم الدولة المسرح القومي حتى يعود في نفس المكان بتاريخه وارثه الثقافي والفني ليسهم في رتق النسيج المجتمعي ويعمل على القضايا المجتمعية والثقافية ويخدم انسان السودان”.

Exit mobile version