اعمار السودان (المعاني قبل المباني)

 

أبوبكر الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم

به نبتديء وبنبينا محمد

صلى الله عليه وسلم نقتدي.

امابعد .

فنترحم على ارواح شهداءنا الذين دافعوا من اجل كرامة

وعزة ووحدة السودان وايضا

نترحم على ارواح الأبرياء من

ابناء شعبنا الذين قتلوا ظلما

بغير حق ثم نسأل الله الشفاء

العاجل للجرحى الذين قاتلوا

دفاعا من اجل كرامة وعزة

ووحدة السودان ثم نواسي

كل مظلوم من ابناء شعبنا

في هذه الحرب الياجوجية

الماجوجية التي افسدت بل

لم تعرف معاني الحروب

بين ابناء البشر انها ظاهرة

اجتماعية انسانية سامية

ان تقاتل من اجل الدفاع

عن قضية مشروعة فيها

النصر ام الشهادة ثم تراعي

فيها الاعراف الانسانية

لقدسية الحرب المتعارف

عليها منذ بدء الصراع بين

الخليقة ( ان تكرم الاسير

ان لا تغتصب امراة ان لا

تقل شيخا هرما ولا امرأة

وان لاتحرق اخضرا من

شجر أو زرع وأن لاتقتل

أعزلا وان لاتفسد في

الارض . ولك ما أصبته

في ساحة المعركة من

غنائم). هذا هو مفهوم

الحرب في تاريخ الحياة

البشرية والانسانية تبرز

من ساحتها الفرسان شرف

الحرب . ماحدث في بلادنا

السودان لم تكن حرب ان

تمثل باسير وأن تغتصب

امرأة وأن تقتل شيخا اوان

تقتل امرأة وان تحرق زرعا

هذه كلها ظاهرة غير إنسانية

وان كانت الحرب في ذاتها

ظاهرة اجتماعية محمودة.

لا اريد أن طيل عليكم هذا

باب واسع في تعريف الحرب.

البلدان القوية تبنى بسواعد

أبنائها الشرفاء الكرماء الذين

ادركوا معاني الاوطان وشرف

ترابها.

إذا أردنا أن نبني دولة سودانية قوية يجب علينا

اولا أن نميز الطيب الصالح من الخيث الفاسد .

وأن نبدأ بالتعليم العام الاجباري الحكومي وان

نوقف التعليم الخاص في

التعليم العام. وان تشرف

الدولة بنفسها على التعليم

العام بوضع الخطط العلمية

الموضوعية الفنية والطرق

السليمة للتدريس وتوفير

البيئة المدرسية السليمة

ووضع المناهج الصحيحة

وتأهيل المعلم المربي الرشيد.

ثم تقوم الدولة بنقل التجارب

والخبارات الناجحة من الدول

التي نهضت بالتعليم العام .

الاهتما بالتعليم العام هو

اللبنة والخام والفطرة

السليمة التي نصنع منها

المواطن الصالح والعالم

والخبير والقوي الامين.

ولايكون ذلك الا بعزم

الدولة وان تضع الرجل

المناسب في المكان المناسب

وان تضع خطة عشرية للتعليم العام الحكومي

وان تضع له العدة والتعاد

بالصرف المفتوح المقنن

ان تخصص لايقل عن عشرة

مليار دولار للتعليم العام الحكومي بتاهيل المدارس

والمعلم والكتاب ورعاية

التلاميذ وربطهم بتاريخ

وجغرافية بلدهم والتربية

الوطنية .

وان تضع الدولة خطة طويلة

المدى لثلاثة عقود القادمة حتى العام 2050م ان تخرج

جيل متمكن من علمه متمكن

من وطنيته وان تستشعره الدولة انها تصرف عليه منذ

الحضانة حتى وصوله ودخوله للجامعة الحكومية

التي يدرس فيها وثم يوفرله

كل وسائل البحث العلمي.

ومن الاهمية بمكان ان تحسم

الدولة مسألة التعليم الخاص في التعليم العام. وان تقلل

من فتح الجامعات والمعاهد

في التعليم العالي حسب الحاجة والخطط . وان تربط

التعليم العالي بالوزارات الحكومية التي لها خطط

تربطها بالتعليم العالي في

تخصص الكليات وتخريخ

الطلبة واستيعابهم في الخدمة المدنية.

اذن هنالك اشارة مهمة جدا

في التعليم العام الحكومي .

هو ان تهتم الدولة بمراكز

التدريب المهني والفني لانه

تتم به النهضة الزراعية والصناعية . وان تجفف كثير

من الجامعات التي قد تسبب

للدولة و الخريجين مشاكل

لاتستطيع الدولة توظيفهم

او لم تكن هنالك في حاجة

اليهم.

اذا نظرنا الى التعليم العام والتعليم العالي في السودان

كان من اسباب مشالكه هي

الدولة نفسها . قد رفعت الدولة يدها تماما في الصرف

على التعليم العام وتركته للتعليم الخاص الذي همه الربحية والمتاجرة فيه بفتح

المدارس دون اعتبارات قد تكون تربوية واخرى تعليمية

وايضا الحال في التعليم العالي فخرجت لنا جيل

سطحي يفتقد كثيرا من

التربية الوطنية وايضا يفتقد

الى القدرات العلمية . وظهرنا

لنا ذلك في الاحداث الاخيرة

في الساحة السياسية السودانية في ثورة الشباب.

له الحق يطالب بالحرية والعدالة والمساواة وهي

حقوق مشروعة لكل الانسانية

لكنه كان يفتقد الى الثقافة

السودانية الاصيلةالتي ضيعتها الدولة باهمال التعليم

العام الحكومي ثم ثورة التعليم العالي. التي خرجت

لنا جيل كسيحا في ثقافته

السودانية فهو ينساق ويندفع

نحو هتافات رنانة وسوشل ميديا مسمومة ثم يموت مندفعاثايرا لايدرك من اجل

اي شيء يموت وهو غضبان

بل منتحرا . اليس كذلك ؟!

كان السبب هو سياسة الدولة

العرجاء العمياء المتغافلة المتجاهلة عمدا سياسة التعليم العام الحكومي .

اخيرا وليس اخرا هنالك

مفاهيم يجب ان تصحح

هنالك اخطاء يجب ان

يعترف بها ثم نعالجها.

وكلنا امل وثقة في

ان يعود السودان

قويا امنا سالما

ان نبدا باعمار

المعاني قبل

المباني .

والله هو المستعان .

والسلام على من

اتبع الهدى.

Exit mobile version