اسكوبار وبوشكاش وهاتريك محى الدين،،

خواطر بقلم السفير عبد المحمود عبد الحليم

..اندريس اسكوبار هل تذكرونه؟

كانت مباريات كاس العالم لعام ١٩٩٤ بالولايات المتحدة على اشدها.. كان اداء منتخب كولومبيا قويا ولافتا للأنظار للمتابعين والمشاهدين حول العالم ولشبكات المراهنين وكان على منتخب كولومبيا أن يكسب مبارأته ضد الولايات المتحدة فيضمن موقعا جيدا في التصفيات النهائية إلا أن الحظ عانده فخسر المباراة بسبب خطأ مدافع المنتخب اندريس اسكوبار الذى ادخل كرة عكسية في مرماه فولجت الشباك فكلفه ذلك حياته حيث تم اغتياله برصاصات ست عقب عودة المنتخب لبلاده بواسطة احد افراد عصابات المخدرات من المراهنين ، وظلت حادثة اسكوبار الأليمة والتمرد الطويل لحركة الفارك تسيطران على متابعى التطورات في كولومبيا حتى بعد توقيع اتفاق السلام التاريخي عام ٢٠١٦ بهافانا بحضور بان كى مون امين عام الامم المتحدة والرئيس الكوبي راؤول كاسترو ورصيفه الفنزويلي مادورو ، وقد أنهى ذلك الاتفاق تمردا هو الاطول في امريكا اللاتينية بدأ عام ١٩٦٤ وشمل الاتفاق تسريح مقاتلي حركة التمرد التى كانت تعتمد في تمويلها على تجارة المخدرات وخاصة الكوكائين، ولم يكن في تخيل السودانيين الذين تفاعلوا حزنا مع حادثة اسكوبار ان مرتزقة من ذلك البلد سيسلكون حوارى و قرى الجزيرة وكردفان ودارفور وأزقة كازقيل وبارا وبابنوسة حصداً اجرامياً لأرواح الأبرياء،… ولعل فى صعود ظاهرة المرتزقه عبر البحار وارتيادهم مناطق نزاعات فى القارات المختلفة مايستوجب تعزير آليات ومعاهدات تجريم وتحريم استخدام واستقدام وتمويل المرتزقة مثل المعاهدة الدولية لمنع استخدام المرتزقة لعام ١٩٨٩ والمعاهدة الأفريقية المعتمدة بليبرفيل عام ١٩٧٧، ويلفت النظر في معركة التصدى للعدوان على بلادنا الدور النشط للدبلوماسية السودانية التى قادت الهجوم المعاكس وإحراز الاهداف في شباك الخصوم عبر بعثاتها ،وكانت احدى تجليات ذلك قد بانت مؤخرا ومعالى السيد وزير الخارجية محى الدين سالم يقود الشق الهجومي من العمق المجرى فى زيارة غير تقليديةلبودابست حفلت برمزيات متعددة ووزير خارجية المجر بيتر سيارتو ،وهو ايضا رئيس نادى الهونفيد( وتعنى بلغتهم نادى الجيش) الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وزار السودان بقيادة الأسطورة بوشكاش فى الخمسينات ،وهو يستقبل معالى وزير الخارجية ويهدى اليه بحضور السفير القدير صديق محمد عبد الله ضمن احدى برامج الزيارة كرة قدم عتيقة عليها توقيع بوشكاش و القميص الأحمر بالرقم عشرة الذى كان يرتديه ، وكان في ذلك ايضا استدعاء لتاريخ قديم للعلاقات بين البلدين والسجل الحافل لبلادنا الحبيبة التى كانت تستضيف افضل أندية العالم منذ الخمسينات من لدن الهونفيد وسانتوس وفاسكوديجاما وليفربول…

…بعيدا عن المجر عبر الأطلنطى كان الرئيس ترمب يستقبل فى حضور ولى العهد السعودى بالبيت الأبيض نجم النصر السعودى ومنتخب البرتغال كريستيانو رونالدو… للمستديرة سحرها وجمالياتها ورمزياتها….

Exit mobile version