علي عسكوري
اطلعت على دعوة من مجموعة الدكتور بن شمباس التى كونها السيد موسي فكى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي لحل النزاع في السودان مقدمة لعدد من القوى السياسية الداعمة للقوات المسلحة (عشرة ممثلين) وكذلك لجماعة تقدم (عشرة ممثلين). وهكذا يساوي الاتحاد الافريقي بين كامل القوى السياسية الوطنية وبين حبة الخردل (تقدم)!
تقول الدعوة ان الاجتماع يأتي مواصلة للقاءات السابقة بغرض التحضير للحوار السودانى سودانى.
لست مهتما بالتعليق على مشاركة تقدم خاصة وانها كانت قد سبق وان ” تدلعت” او (قام اتعزز الليمون ) – مع الاعتذار للفنان- على الاتحاد الافريقي ورفضت مشاركة القوى الاخري معها، فاستجاب الاتحاد الافريقي (لدلعها) ونظم لها اجتماع خاص بها مع كثير من الايسكريم و كما يقال(الريد قسم ياعيني)!
كنت قد خلصت من تلك الواقعة ان الاتحاد الافريقي هو تقدم ذات نفسها، او في ادنى الاحوال هو لسان حالها، وكما يقال (الواضح ما فاضح)، ونحن (كان ما متنا شقينا المقابر) او كما قال محمود درويش (اعرف العشاق من نظراتهم)!
هل يا ترى ان هنالك حتى الان من يشك ان الاتحاد الافريقي هو تقدم ! ليس ذلك فقط، بل الامانة تقتضي على ان اقول ان الاتحاد الافريقي هو الامارات بشحمها و لحمها. وطالما ثبت ان تقدم هى واجهة عميلة للامارات وان قيادة الاتحاد الافريقي تنافسها في عمالتها للامارات، فيبقي ان الاثنين وجهين لعملة واحدة!
تقوم مبادىء الاتحاد الافريقي – الذى اصبح تحت قيادته الحالية اتحادا للتواطؤ والعمالة والمؤامرات ضد الدول الافريقية، واكبر ادوات الامبريالية للسيطرة على القارة- على رفض التدخل الخارجي في القارة ومشاكلها الداخلية، وهذا احد اكبر المبادىء التى يقوم عليها الاتحاد. رغم ذلك ، فإن موقف الاتحاد من الحرب في السودان يفضح الكثير! ولا نتهمهم كذبا! في حالتنا ولقرابة العامين ورغم توفر الادلة المادية والعديد من الشواهد والتقارير عن تدخل دولة الامارات السافر في العدوان علي بلادنا، بل اكثر من ذلك الاعتراف الضمنى بتورطها في الحرب الذى أكده الوعد الذى قطعه رئيس الامارات لادارة بايدن بوقف دعمها للمليشيا، كل ذلك والاتحاد الافريقي صامت صمت القبور لم يصدر بيانا واحدا ليطالب الامارات بوقف تدخلها في الحرب على بلادنا! ان صمت قيادة الاتحاد على تدخلها في الحرب يؤكد ان فسادا خطيرا قد وقع وان ذمم مسؤولين (كبار) تم شراؤوها، على ان يمارسوا الصمت المطبق على تدخل الامارات في الحرب وقد فعلوا ذلك بالضبط!
لقد طالبت مرارا بضرورة الانسحاب من الاتحاد الافريقي، فهذه منظمة غارقة في الفساد والمؤامرات ضد الشعوب الافريقية وخيانة مبادئها، ولا يشرفنا ان نكون اعضاء فيها. تري ما هى الفائدة التى نجنيها من عضويتنا فيها! الغريب ان قيادتها تمتلك من الوقاحة ما يجعلها تعلن تجميد عضويتنا! لا ادرى لماذا يهدر السيد وزير الخارجية الكثير من الوقت في محاولة لرفع تجميد عضويتنا فيها! ماذا خسرنا كنتيجة لتجميد عضويتنا وماذا سنكسب ان رفعوا التجميد عن بلادنا!
ان الموقف الصحيح الذى سيحتفل به شعبنا في ايام الانتصارات هذه و يعيد لنا كرامتنا التى نال منها تآمر الاتحاد الافريقي، هو اصدار قرار واضح بانسحابنا من الاتحاد الافريقي، بل اكثر من ذلك اعتباره منظمة معادية. لم تعد لنا حوجة لهذه المنظمة بعد ان ثبت انها تخون مبادئها.
لكل ذلك فتلبية اى دعوة من الاتحاد الافريقي للاجتماع به او التواصل معه بأى صورة يعتبر خيانة لدماء شهدائنا! كيف تجتمع اى قوى سياسية مع منظمة فاسدة ووالغة في الحرب على شعبنا بالتواطؤ والتستر. اليس الصحيح ان تدين القوى السياسية تواطؤ الاتحاد بدلا عن الاجتماع معه!
رغم كل ما ذكرنا عن مواقفه التآمرية ضد بلادنا يجد الاتحاد في نفسه الجرءة لدعوة بعض القوى السياسية لاجتماعات اسماها الحوار السودانى السودانى في الفترة من ١٩ – ٢١ من هذا الشهر!
حتى الان لا نعلم القوى السياسية التى وافقت على حضور هذه الاجتماعات للتنسيق والتصالح مع تقدم وهو هدف الاتحاد الافريقي، لكننا سنعلم ان كان من بين القوى السياسية من هو على استعداد لخيانة دماء الشهداء ومصافحة عملاء تقدم والتنسيق معهم للعودة الظافرة للحكم..! مصيبتنا ان هنالك قوى سياسية ما لوحت لها جهة ما بتذكرة طيران حتى اندفعت مباشرة لصالة المغادرة في سلوك منبوذ يكشف عدم اكتراثها بالتضحيات الضخمة التى قدمها ابناؤنا في القوات المسلحة وقوات الامن والمشتركة و المستنفرين. دماء ابنائنا لم تجف بعد، رغم ذلك تتدافع بعض القوى السياسية للتصالح مع من خانوا الوطن وباعوه ضحا والالتقاء بقيادات فاسدة من منظمة اتخذت من التآمر و التواطؤ والتستر سلوكا لتسهيل العدوان على بلادنا! كان على هذه القوى مطالبة الاتحاد الافريقي بإدانة دولة الامارات وتشاد وغيرها كشرط قبل الاجتماع به! لكن، ما اكثر من يسترخصون دماء ابناءنا كل همهم السفر والتقاط الصور مع من يتآمرون على بلادنا.
قريبا سنعرف اولئك الذين سيتهافتون على اديس ابابا ليصافحوا ويتصالحوا مع عملاء تقدم ويقدموا لهم (كرت) براءة من جرائم جناحهم العسكري!
اغلب قادة تقدم مطلوبين حاليا للعدالة ولذلك فالاجتماع بهم ومناقشة قضايا الوطن معهم يستوجب المسآلة القانونية، وهنالك فيما اعلم مادة في القانون تسمي التخابر مع العدو يجب تفعيلها في حق كل من يجتمع بهولاء العملاء!
لقد انتصرنا الآن نصرا باهرا ولا حاجة لنا بمبادرة من منظمة متآمرة ولا حاجة لنا بتبييض وجه عملاء باعوا دماء ابنائنا بثمن بخس! من اراد ان يتحاور ويناقش قضايا الوطن فبلادنا مفتوحة على مصراعيها لكل وطنى صاحب رأي.اما عملاء تقدم فعليهم مواجهة العدالة اولا لتبرئة ساحتهم ثم بعد ذلك ينتظرون حكم الشعب السودانى فيهم! تتدافع بعض القوى قصيرة النظر الى اديس ابابا لمنح تقدم اكسير الحياة واعادة احيائها بعد ان ماتت. قريبا ستنكب هذه القوى في دفاع مستميت عن تقدم وانها لم تكن عميلة للامارات وان المليشيا ليست جناحها العسكري. بعد اللقاء ستتدافع عدد من قادة تقدم الى بورتسودان وذلك هو احد اجندة اجتماع اديس ابابا، والايام بيننا!
لقد آن الاوان للقوى السياسية ان ترتفع لحجم التضحيات التى بذلت وان تراع حرمة وقداسة دماء الشهداء، إن لم تفعل، فهي تخاطر بالذهاب الى الجحيم حيث يقيم العنطيز حميدتي، لكن شعبنا قادر على التفريق بين الصالح والطالح، ومن اراد ان ينتحر سياسيا له ذلك!
*هذه الارض لنا*
نقلا عن “أصداء سودانية”