أمجد فريد الطيب
يمر عبر نزع التسييس عن شعار وقف الحرب وإبعاده عن أهداف تحالف تقدم والإمارات التي تسعى لتسخيره من أجل الإبقاء على الوجود المؤسسي لمليشيا قوات الدعم السريع.
تقدم تسعى لضمان وجود المليشيا كرافعة لصعودها للسلطة حين انتهاء الحرب، في ظل تحالف المنبوذين شعبياً الذي يجمعهما والإمارات تسعى لضمان وجود المليشيا لتنفيذ خططها ومطامعها الاقتصادية في موارد السودان. والإثنان يحاولان ابتزاز السودانيين بالحرب والدمار، الذي تنزله مليشيا الدعم السريع على السودانيين في كل مكان تصل إليه وآخرها ما حدث في سنجة بالأمس وما استمر يحدث في الجزيرة والخرطوم ودارفور من أجل تحقيق أغراضهم هذه. ابتزاز السودانيين بالحرب لم تقتصد (تقدم) فيه من تبرير حرب المليشيا ومحاولة ربطها ومظالم الهامش وبإنكار وتبرير جرائمها وحتى باختلاق الأكاذيب عن الانتهاكات وباتفاقات الترويج السياسي والمشاركة في تكوين الإدارات المدنية، وحتى بترديد بروباغندا المليشيا الحربية ودعايتها كما فعل بكري الجاك الناطق باسم تقدم وهو يروج لكذبة سقوط سلاح المهندسين في يد المليشيا.
وفرت تقدم الدعم السياسي والدبلوماسي بينما لم تقتصد الإمارات شيئاً في دعمها للمليشيا بالسلاح والعتاد وشارك الإثنان باجتهاد منقطع النظير في إعلام التدليس والتضليل لصالح المليشيا. هذا الابتزاز بالحرب مرفوض، وسيقف ضده شعبنا ويهزمه، طال الزمن أم قصر كما هزم كل الطغاة الذين مروا عليه في تاريخه.
إنهاء الحرب بشكل حقيقي سيكون على الأسس الصحيحة لبناء دولة مدنية وحرة وديمقراطية في السودان. وهي الأسس التي تضمن إنهاء الوجود المؤسسي للمليشيا وتفكيك امتداداتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي تستخدمها لتنفيذ مشروعها الفاشي في السودان وفي نفس الوقت الشروع في عملية إصلاح شاملة لجهاز الدولة السودانية تتضمن إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية وإبعاد كافة التأثيرات السياسية عنه وإخراجه من مجالات ممارسة السياسة والاقتصاد وحصره فقط في أداء دوره المهني بكفاءة تغيب عنه الآن. إنهاء الحرب لن يكون بالاستسلام للمليشيا ولا بتسليم البلاد ومقدراتها لمطامع الإمارات أو غيرها.
أبداً ومطلقاً لن نسمح بأن تكون سلامة شعبنا وبقاء بلادنا واستقلالها وحريتنا رهينة لجوقة الحرب الجنجويدية… الداخلية والخارجية.