حذّر الأكاديمي والخبير الأمريكي البارز في شؤون السودان إيريك ريفز من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تفرض أي عقوبات على الجهات الإقليمية التي تموّل وتسلّح قوات الدعم السريع، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، رغم تورّطها المباشر في تمكين المليشيا التي ارتكبت أسوأ الفظائع في الحرب السودانية.
وقال ريفز، في تعليق نشره على منصة “لينكدإن”، إن المصالح المالية والتجارية الواسعة لترامب مع الإمارات، إلى جانب احتفائه المتكرر بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، تجعل أي عقوبات أمريكية محتملة موجّهة حصريًا للأطراف السودانية وليس للدول التي تساعد على استمرار الحرب.
وأضاف أن هذا النهج الأمريكي يخلق معادلة أخلاقية زائفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم الفارق الهائل في حجم الجرائم التي ارتكبها الطرفان، مبينًا أن الدعم السريع ارتكب أفعالًا ترقى إلى الإبادة الجماعية، وخاصة في مدينة الفاشر.
وأشار ريفز إلى تقرير صحيفة الغارديان البريطانية الصادر في 5 ديسمبر 2025، والذي كشف أن مدينة الفاشر تحولت إلى “مسلخ بشري” عقب دخول قوات الدعم السريع إليها، وأن ما يصل إلى 150 ألفًا من سكان المدينة مفقودون منذ سقوطها.
ونقل المنشور عن سارة تشامبيون، رئيسة لجنة التنمية الدولية بمجلس العموم البريطاني، قولها إن أحد الأكاديميين قدّم في إحاطة خاصة تقديرًا صادمًا:
“تقديرنا الأدنى هو أن 60 ألف شخص قُتلوا في الفاشر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.”
وقال ريفز إن تجاهل الدعم الإماراتي للدعم السريع يُعدّ منحًا لمرتكبي الإبادة “شهادة براءة غير مستحقة”، محذرًا من أن العقوبات الأمريكية المحدودة “لن توقف القتال، ولن تردع الجناة، ولن تُعيد التوازن الأخلاقي المختل في مقاربة واشنطن للأزمة السودانية.”
