إعلان نيروبي.. طقوس على باب الضجيج

تقرير – أمير عبدالماجد

أعلنت قوى سياسية الاسبوع الماضي وصولها إلى اتفاق وقع في نيروبي من أجل أن يكون هناك صوت مدني وسياسي موحد بالاضافة إلى التوقيع على مذكرات قانونية تطالب بتصنيف الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني وواجهاتها كمنظمات ارهابية. يقول عضو حزب البعث العربي الاشتراكي وجدي صالح وهو وحزبه من بين الموقعين- انه من بين 12 إلى 15 قضية توصلوا إلى ثلاثة أوراق رئيسية هي الاتفاق على مبادئ تحت اسم اعلان المبادئ السوداني لبناء وطن جديد والتأكيد على التصدي للارهاب ومواجهة محاولات قطع الطريق على ثورة سبتمبر بالاضافة الى مناقشة القضايا الاساسية المتعلقة بوقف الحرب ومذكرات قانونية تطالب بتصنيف الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني وواجهاتها كمنظمات ارهابية.. والسؤال هنا قبل وبعد التوقيع .. هل هذه هي مشكلة السودان اليوم؟ وهل ستحل ورقة تصدرها هذه القوى السياسية الازمة وتوقف الحرب؟ أم أنها مجرد اعلان سياسي اعلامي كمئات الاعلانات والمؤتمرات التي عقدتها هذه القوى السياسية دون أن تحرك شيء على واقع السودانيين ودون حتى أن يلتفت لها أحد وهو عين ما أشار إليه رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني وهو يتساءل (ماذا بعد وماهو الناتج النهائي لمثل هذه التوقيعات)، ويضيف ( بكل يقين لا احد يطرح السؤال ولا أحد يتوقع الاجابة عليه لسبب بسيط وهو أنه في الملعب السياسي السوداني ليس مطلوباً الفعل المنتج بقدر ما مطلوب الصيت والاعلام حتى بلا نتائج ملموسة إذ تنشر وسائل الاعلام الاخبار وصور لقاءات مع وفود أجنبية وامريكية وغيرها واستضافات في منابر الاتحاد الاوربي أو البرلمانات الاخرى وفي النهاية لايتغير شيء)، وتابع (لو اردت سرد قوائم المذكرات السياسية التي احتفلنا بتوقيعها فلن يسعنا المكان)، وأضاف(هناك سببين برايي الاول هو أن عقيدة العمل السياسي في السودان لا تعتد بدرجة الفاعلية بل وليس مدرجاً في معيار نجاح العمل اية مقاييس لتاثيره على الواقع او مردوده الفعلي مما يجعل المنافسة دائما على التقاط الصور والتوقيعات فقط والثاني أن القطاع السياسي السوداني يظن أن توقيع ورقة أمر كاف لحل الأزمة).
وكان الاعلان قد واجه انتقادات واسعة وتعليقات ساخرة من الشارع السوداني الذي رأى فيه تكراراً لاعلانات سابقة انتهت بالصمت عليها ونسيانها وحتى عدم الاشارة اليها والاعتداد بها ممن وقعوها وخرجوا لسنوات مؤكدين أنها منحتهم مشروعية ادارة الدولة والهيمنة على مواردها.
يقول اليسع محمد نور الباحث في الشؤون السياسية ومدير مركز نور للدراسات الاستراتيجية إن مشكلة هذه القوى التي ادمنت التحدث باسم المجتمع المدني انها لا تتعلم من تجاربها وكل تجربة فاشلة تقودها إلى فشل اخر ولو فتشوا دفاترهم فان ذات ما قيل في هذه الورش قيل في مرات سابقة والقرارات والتوقيعات هذه تمت في مرات سابقة لا شيء جديد لأعلى مستوى أفكارها ولا على مستوى تعاطيها مع الأزمة السودانية هؤلاء لا زالوا يرددون العبارات التي كانوا يرددونه قبل الثورة التي اطاحت بالبشير ولا زالوا لم يغيروا حتى مفرداتهم)، وأضاف (انظر مثلاً لاجتماعهم لاعلان النيار الاسلامي جماعة ارهابية في وقت يقتل فيه الدعم السريع الناس في بلادهم وفي وقت هدر فيه الدعم السريع الملايين ونهب وقتل وفعل مالم تفعله اي حروبات خاضها وعاشها السودانيون ومع ذلك لا يذكرون فظائع الدعم السريع ولا في سطر واحد ويذهبون إلى ادانة التيار الاسلامي ماذا سيستفيد المواطن الان من ادانتهم للتيار الاسلامي)، وتابع (لو افترضنا أن الكيزان حكموا سنوات طويلة وارتكبوا موبقات هل الكيزان هم من دخل بيوت الناس واغتصب حرائرهم وارداهم قتلى بدم بارد وشتتهم اشلاء بفعل داناته هل هم من خرب البلاد وعاث فيها دماراً)، وقال (هؤلاء باتوا خارج التاريخ ليس لان كوزاً شيطنهم بل لانهم شيطنوا انفسهم واختاروا موقفاُ غريباً بمساندة قتلة الشعب وهو موقف غريب ومن الغريب ان من يدعي تمثيل الشعب والتعبير عنه هو من يدافع عن القاتل ويسانده هذا امر غريب هل تمثل هذه الاحزاب الشعب السوداني وكيف يتقبل الشعب السوداني أن يمثله من يرقص فرحاُ على جثث قتلاه)، وختم (دعك من كل مواقفهم السابقة لماذا تجاهلوا في اعلانهم إدانة الدعم السريع مجرد إدانة على ما فعله ويفعله الان في الفاشر؟).

Exit mobile version