إعلان نيروبي.. (الأحداث) تستنطق سياسيين وقادة حركات مسلحة
تنسيقية القوى الوطنية: تحركات (قحت) ضبابية
العدل والمساواة : (قحت) عبثت بالثورة السودانية ومازالت تتهافت للعودة
حركة جيش تحرير السودان “المجلس القيادي”: حمدوك شخصية غير معتبرة يبحث عن شماعة لتمنحه حياة جديدة
مبارك الفاضل: إعلان نيروبي حشد تأييد للمليشيا
الشيوعي: إعلان نيروبي وضع لبنة التفتيت والإنشطار
مؤتمر البجا: توقيع حمدوك بصفته الشخصية يعني وجود خلاف داخل (تقدم)
على نحو مفاجئ وقع رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، وزعيم الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز الحلو، وقائد حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، بالعاصمة الكينية على إعلان نيروبي الذي نص على عدة بنود أبرزها تأسيس دولة علمانية.. (الأحداث) استطلعت عدد من السياسيين وقيادات بحركات مسلحة حول الخطوة وخرجت بالحصيلة التالية.
استطلاع – آية إبراهيم
تقرير مصير
ونص إعلان نيروبي الذي وقع حمدوك على نسختين منه مع الحلو وعبد الواحد كل على حدا بصفته الشخصية دون الإشارة إلى تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” التي يترأسها على حق الشعوب السودانية في ممارسة حق تقرير المصير، في حالة عدم تضمين المبادئ الواردة في الإعلان في الدستور الدائم، ونادى الإعلان بتأسيس دولة علمانية غير منحازة تقف على مسافة واحدة من الأديان والثقافات والهويات.
ترحيب مشروط
ورحب د. محمد إسماعيل زيرو الأمين العام للجبهة الثالثة تمازج ومقرر تنسيقية القوى الوطنية بأي جهد يصب في سبيل السلام وإيقاف الحرب، ويشترط على ذلك بأن يشمل الجهد الشعب السوداني ورفض تحركات (قحت) الفردية وإقصاء المكونات الأخرى وإدعاءها بأنها تمثل الشعب السوداني.
وقال زيرو لـ(الأحداث) من الأفضل لقحت أن تأخذ برأي الشعب السوداني المكتوي بنار الحرب، مؤكداً بأن أي مبادرات خارج البلاد لاتضيف أي شي للحل وأن الحل يكمن في الداخل بحوار سوداني سوداني يمكن من خلاله وضع رؤية متكاملة لإحلال السلام.
وأضاف: مابعد 15 أبريل ليس كما قبله لابد من حلول شاملة وتفادي الأخطاء السابقة التي وقعت فيها الأنظمة السابقة، وقال لابد أن يشمل الجهد كل الشعب السوداني وتتوافق عليه القوات المسلحة، وعلى قحت حل المشكلة ووقف الحرب وفق رؤية الشعب السوداني وليس وفق رؤيتها لكي تضمن وجود داخل وجدان الشعب السوداني الذي يرفض تحركاتها التي يشوبها كثير من الضبابية بعد أن فقدت أرضيتها بالداخل.
ودعا الحلو وعبدالواحد محمد نور أن يضعوا مصلحة الشعب السوداني فوق كل المصالح الذاتية والشخصية ويجنحوا للسلم والسلام وفق رؤية الشعب السوداني ورؤية شرعية القوات المسلحة لتجنيب السودان ويلات الحرب الأهلية.
تأسيس منظومة
وطالب إعلان نيروبي بتأسيس منظومة عسكرية وأمنية جديدة وفق المعايير المتوافق عليها دولياً، تفضي إلى جيش مهني وقومي واحد يعمل وفق عقيدة عسكرية تعبر عن كل السودانيين وتنأي عن العمل السياسي والاقتصادي، ودعا الجيش وقوات الدعم السريع لوقف إطلاق النار فوراً تمهيداً لوقف دائم للحرب، كما تضمن الإعلان عقد مائدة مستديرة تشارك فيها جميع القوى الوطنية المؤمنة بالمبادئ الواردة فيه.
تأكيد موقف
ويرى القيادي بحركة العدل والمساواة والكتلة الديمقراطية للحرية والتغيير حسن إبراهيم فضل إن الإعلان ليس فيه جديد بمحتواه وأنه تأكيد لمواقف معلنة ومحاولة تأكيد على موقف الحلو وعبدالواحد فيما يتعلق بالدولة السودانية ونظام الحكم والذي أظهرت جانباً فيه درجة من التطرف المغلف بإدارة التنوع عندما يؤكدان على علمانية الدولة في مقابل تقرير المصير.
وقال فضل لـ(الأحداث) إن حمدوك يسعى جاهداً لإعطاء قبلة حياة لتحالف (قحت) الذي عبث بالثورة ومقدراتها وما زال يتهافت لأن يعود على الرغم من أن عبدالواحد رفض توقيع الإعلان مع حمدوك بصفته رئيساً لتنسيقية (تقدم) وأضاف: ليس هناك خيار لأن (تقدم) تريد تحييد مناؤوها بأي ثمن خاصة وأنها مقبلة على مؤتمر يحمل كل أسباب فشلها والتباين الكبير بين مكوناتها والخلافات ما بين داعم لمليشيا التمرد ومن ضدها.
شريك رئيسي
وقال رئيس كينيا وليم روتو، الذي كان حضوراً عند توقيع الإعلان إن بلاده لا تزال شريكاً رئيسياً في الجهود الرامية لتحقيق السلام الدائم في السودان.
وشدد على ضرورة أن يكون المجتمع المدني والجماعات المنظمة جزءً من العملية التي لن تتوج بالسلام فقط وإنما أيضاً تشكيل حكومة مدنية، مشيداً بالتنظيمات التي وقعت على إعلان نيروبي لتكون جزءً من عملية السلام في السودان.
تحرك مفاجئ
مساعد الرئيس للشؤون السياسية لحركة جيش تحرير السودان.. المجلس القيادي أسامة مختار عمر مختوم قال: نحن نرحب بأي مبادرة أو عمل يقود السودان إلى بر الأمان ويصنع سلام مستدام ويحاكم ويمنع التكوينات المليشاوية للأبد.
وبشأن توقيع حمدوك على الإعلان بصفته الشخصية أشار مختار لـ(الأحداث) أن حمدوك تحرك فجأةً مع بعثات دبلوماسية أوروبية وتحرك للأمم المتحدة مع مجموعة من أعضاء حكومته المحلولة بإعتبار أنهم حكومة شرعية بحسب ما يزعمون بعدها ترأس تنسيقية تقدم.(ووقع ذات الإعلان مع الدعم السريع بحضور حميدتي، والآن في اتفاقه مع القائدين عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد النور بصفته الشخصية)، ولفت إلى أن ذلك يدل على تخبط حمدوك ومجموعته، وفقدانه البوصلة. ولأن حمدوك نفسه في فترة حكمه حكم بدون خطة لأعضاء حكومته طيلة فترة بقائه في السلطة بالإضافة للدور المحوري في الاتفاق الإطاري الذي سبب العديد من المشاكل بالنسبة للسودانيين، ومنها الحرب الحالية. والآن يبحث عن شماعة لتمنحه حياة جديدة عبر التقرب إلى القائدين الحلو وعبدالواحد
وقال “حمدوك بصفته الشخصية غير معتبر”.
لبنة تفتيت
وقال القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار إن إعلان نيروبي إلتف على مسألة محاسبة المجرمين والقتلة وسمى الجرائم إنتهاكات إنسانية، كما لم يتطرق لحل المليشيات أو إبعاد طرفي الحرب من أي معادلة سياسية.
وأشار كرار لـ(الأحداث) إلى أن الإعلان طرح موضوعات تحت مسمى عملية تأسيسية وهي قضايا مكانها المؤتمر الدستوري، وأضاف “مع تأكيده على وحدة وسيادة البلاد فإنه وضع لبنة التفتيت والإنشطار عندما طرح تقرير المصير في حالة عدم تضمين الدستور لإشتراطات محددة”.
وتابع” السليم التمسك بالدولة المدنية والمواطنة والحريات وغيرهما وهزيمة مشاريع الدولة الشمولية أو الدينية دون الهروب للأمام خاصة وأن غالب قوى الثورة مع هذه المطالب والأهداف”.
تعقيد مشهد
بدورها اعتبرت القيادية بمؤتمر البجا حنان أبكراي أن إعلان نيروبي هو مزيد من تعقيد المشهد السياسي وزيادة في حالة الاحتقان ولا يصب في خانة قضية التوافق الوطني.
ولفتت أبكراي في حديث لـ(الأحداث) إلى أن توقيع حمدوك بصفته رئيس وزراء سابق وليس رئيس تنسيقية (تقدم) يعني وجود خلاف بالمجموعة خلافاً عن أنه لا يوجد توافق بينها وبين المكونات السياسية الموجودة الآن داخل الوطن، وأضافت “وعليه هذا زيادة لحدة الاستقطاب”.
وقالت “مازلنا ننادي بضرورة حوار سوداني حقيقي دون وصاية من الخارج ولا الداخل يجب أن نستفيد من التجارب السابقة والمجرب لا يجرب”، مبينه أن المبادئ داخلها نقاط خلاف لم يراعى فيها التنوع الموجود داخل الوطن، وقالت مانحتاجه الآن لملمة الصف الوطني بشكل حقيقي وأن المؤامرة الآن تهدد وجود الدولة السودانية وكل هؤلاء أدوات ويجب أن نسعي لتوحيد الصف الوطني.
عكس تجربة
القيادي بالحرية والتغيير.. الكتلة الديمقراطية مبارك أردول بدوره قال “لم أنشغل بمحتويات ميثاق نيروبي لسببين، الأول لأنها وقعت مع جهة لا تملك شيء وهي في أفضل أحوالها وكيلة لقوى أخرى، وثانياً من خلال تجربتنا في المعارضة في الفترة الماضية فإننا وقعنا مع نفس هؤلاء وثائق كثيرة بمعنى الكلمة، كل تلك المواثيق بما احتوتها من بنود مهمة وممتازة تؤسس لوضع دستوري جديد وأفضل راحت بمجرد إسقاط نظام الإسلاميين ووصولهم إلى السلطة”.
وتابع أردول في منشور على صفحته ب”فيسبوك”: “مخيلة هؤلاء لطريقة الحكم تطغى على المواثيق الموقعة هذه، فمن جرب المجرب حاقت به الندامة”.
مسلسل غزو
رئيس حزب الأمة، مبارك الفاضل قال إن الهدف من إعلان نيروبي حشد تأييد للدعم السريع في مواجهة الشعب السوداني والقوات المسلحة، وأضاف الفاضل في تغريدة على منصة “X”، “أن الإعلان حلقة أخرى من مسلسل غزو السودان”.