إعتذار في اليوم العالمي للمسرح لأيقونة المشتغلين بالإنتاج الذهني والإبداعي

 

سعد يوسف 

في أيام رمضان الأواخر ذات عام قريب إحتل بيوتنا الجنجويد و ظلوا يوزعون علينا الاتهامات الجزاف مع كل وجبة من وجبات التعذيب النفسي والبدني والظلم البين حسب ما حكيت في هذه الصفحة من قبل ..

أما في أواخرأيام رمضان لهذا العام فقد تملكني الإحساس بذات العذاب و نفس الظلم ، إذ كتب أحد أصدقائي ( لن أكشف عن إسمه في هذه المرحلة ) .. كتب مقالاً طويلاً هاجم فيه ( المشتغلين بالإنتاج الذهني والإبداعي ) متهماً إياهم ب :

• (التناقض في المواقف قبل الحرب وبعدها)

• و بأنهم (والغين في أموال آل دقلو)

• وأنهم ( متعاونين مع الجنجويد ) …

و هنا تذكرت الجنجويد عندما اقتحموا علي البيت في أيام رمضان الأواخر يتهموني ب:

• ( بالتناقض و أنني كنت كوز و غيرت موقفي)

• و (بأنني والغ في أموال المؤتمر الوطني )

• و أنني ( مخابرات متعاون مع الجيش).

اتهامات صديقي أعادت إلي ذكرى تلك الأيام بذات اتهاماتها بعد حساب فارق التوقيت .. لكنني استغفرت ربي و قلت يجب أن لا أظلم صديقي فربما يكون قد قال ( بعض وليس كل ) .. وجدته بالفعل قد قال : ( (فئة ) من المشتغلين بالإنتاج الذهني والإبداعي ) فحمدت الله وقلت : من حق صديقي أن يكتب ما يريد ما دام لم يظلم شخصاً بعينه.

و للأسف فإن صديقي قد تخلى فجأة عن حذره المعتاد و أوضح نصاً أنه يعني : ( شعراء مناصرين لحقوق الحيوان كتبوا ملاحم بكائية ، لم ينسوا حتي (القرنتية) وحقها في العيش ) فلم يترك لي مجالاً للشك في أنه حتماً .يضع الشاعر الكبير ( أترك معرفة الإسم لفطنة القارىء) على رأس تلك الفئة الضالة المتناقضة المتعاونة مع الجنجويد .. ذلك الشاعر الذي لا يذكر له صديقي سوى قصيدة ( القرنتية ) .

عند هذه النقطة أحسست بمسئوليتي في أن ( أنصر صديقي ظالماً برده عن الظلم ) .. فعلقت في صفحته وسألته :

• هل وجدت أي تناقض في مسيرة كاتب قصيدة ( القرنتية ) منذ يفاعته وهو يقسم قسماً تردده الجموع لخمسين عاما ( لما يطل في فجرنا ظالم )؟

• و هل علمت أنه كان قد انحرف نحو لعاع ( مايو ) أو ( يونيو ) أو ( نوفمبر ) أو أي شهر من شهور التقويم الهجري أو الميلادي أو حتي القبطي ؟

• هل تأكدت من أنه كان مرشداً للجنجويد وهو يرقد مريضاً في غرفته التي أحالتها المدفعية إلى أنقاض؟

• هل عندك ما يثبت أن عربة ( الكارو) الفارهة التي أجلته عن بيته دفع أجرتها (محمد حمدان )

• هل سمعت أن أحداً أو نظاماً أو حزباً كان قد اشترى قلمه منذ (أحلام الزمان ) و( نبتة حبيبتي ) و حتى ( وجه الضحك المحظور) ؟

ثم ذكرت صديقي :

• أن شاعر ( القرنتية ) الذي تظلمه ليس بمقدوره الرد عليك لأنه الآن بين يدي مليك مقتدر حرم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه علينا

• أن شاعر (القرنتية ) هو أستاذ للنقد ربما تكون قد تعلمت حروف النقد الأولى على يديه

• أن شاعر ( القرنتية ) قد دفع فاتورة إنتمائه للوطن كاملاً قبل أن يغادر الدنيا وما فيها

و طلبت من صديقي :

• أن يتراجع عن عن الظلم ويعتذر بعد أن يستغفر الله في خواتيم أيام شهره المعظم

إلا أن صديقي :

لم يجب عن أسئلتي أو يتراجع عن الظلم فقررت أن أكتب ما كتبت ليكون بمثابة إعتذار للمعلم الشاعر الناقد المسرحي العظيم الذي أصبح مثالاً يحتذيه خاصة المشتغلين بالإنتاج الذهني والإبداعي و عامة الوطنيين المخلصين لأوطانهم ..

فلك العذر أستاذي حتى ترضى روحك الطاهرة

Exit mobile version