إستقالة وزير الدولة بوزارة الخارجية…… القبول في زمن الرفض

كتب محمدعثمان الرضى

تقدم وزير الدولة بوزارة الخارجية السفير عمر صديق باإستقالته عن العمل كثاني وزير يقدم على هذه الخطوة بعد إستقالة وزير الصحه الإتحادي دالمعز عمر بخيت بسبب الظروف الصحية.

ثقافة الإستقالة عن المنصب ليست من (الأدبيات الشائعة) عندنا في السودان فلذلك هذه (ظاهرة حميدة) أطلت علينا برأسها ونتمنى أن لاتختفي للذي لم (يأنس) في نفسة (الكفاءة) في قيادة أي منصب قيادي.

وزارة الخارجية من الوزارات (السيادية) ولمالديها من دور كبير ومؤثر وباالذات بعد إندلاع معركة الكرامة.

حققت الدبلوماسية السودانية (إختراقات) كبيره ونجاحات متعددة لم تقل باأي حال َمن الأحوال من الإنتصارات العسكرية التي حققها الجيش السوداني في ميادين القتال.

رئيس مجلس الوزراء البروف كامل إدريس فضل قيادة هذه الوزارة (بشخصه) وتحت (إمرته) وذلك للعديد من الإعتبارات والمبررات الواقعية وقام بتعيين (وزيردولة) كمساعد له والبون شاسع مابين (الوزير الإتحادي ووزير الدولة)

منصب (وزير الدولة) إبتكرته حكومة (الإنقاذ) من أجل الترضيات للأحزاب التي تشاركها في السلطة.

في ذات مره من المرات وجه لي أحد الأصدقاء سؤالا عن (ماهية) (منصب وزير الدولة) سلطانه وصلاحياته ومخصصاته فرددت إليه بقولي (وزير الدولة دا زي الشخص القاعد مع نسابتو اهل زوجتو فيكون مسلوب الإراده ولاقرار له ) فدخل صديقي في (موجه من الضحك المتواصل) حتى ظننت باأنه لم يسكت.

قبل تعيين رئيس مجلس الوزراء أصدر رئيس مجلس السياده  قرارا بتعيين السفير عمر صديق وزيرا للخارجية وكان وقتها سفيرا للسودان بدولة الصين إلا أننا تفاجأنا بقبوله منصب (وزير دولة بالخارجية بدلا من وزير للخارجية (كامل الدسم) وفعلا قبوله باالمنصب (الاقل) كان مثار تساؤل وإستفهام).

أنسب شخصية لقيادة منصب وزير الخارجية السفير أونور احمد أونور الذي يشغل الآن منصب مدير إدارة القنصليات بوزارة الخارجية وبذلك يكون شرق السودان قد حاز على 3حقائب وزارية وهما حقيبة وزارة العدل والداخلية والخارجية   وبذلك يكون شرق السودان خرج من (دائرة التهميش السياسي) ومافيش حد أحسن من حد.

وزارة الخارجية لاتتحمل أي (فراغ) وذلك لحساسيتها وتعقيداتها التي تتطلب وجود وزيرا على هرم قيادتها وباالذات في هذا التوقيت.

ملف العلاقات الخارجية ملف (ساخن على طول) وملئ باالمستجدات المتجددة وفي بعض الأحيان يحتاج إلى مواقف عاجلة في بعض القضايا الغير قابلة للتأخير أو التأجيل أوالمماطلة.

أي فراغ في وزارة الخارجية هو فراغ في (جسد الدولة) المثخن باالجراحات والآلام فلذلك لابد من ملأ (الفراغ) باأعجل مايمكن.

وكيل وزارة الخارجية دوره محدود جدا ولايمكن أن يقوم بدور الوزير إلا في حالات (إستثنائيه محدودة) ووفقا لظروف معلومة ومقدره وهذا الأمر في ظل تشكيل الحكومة بقيادة رئيس الوزراء أمر غير مقبول.

معركة السودان اليوم معركة (خارجية) من الطراز الأول فلذلك يتطلب الأمر نظرة مختلفة في التعاطي مع ملف العلاقات الخارجية.

وزير خارجية (مكتف ومقيد) ومحاسب في كل صغيره وكبيره حتى في عدد مرات (أنفاسه) لايخدم السودان في هذه المرحلة فلابد من وزير خارجية قوي وشجاع وصاحب مبادرات واهم حاجه أن يكون (مقنع لنفسه ) قبل أن يكون (مقنع) للآخرين.

وزارة الخارجية في السودان الوزارة الوحيدة التي تدار عبر (العديد من الرؤساء) ولاتدري من هو (رئيسها المباشر) فلذلك التدخلات والتقاطعات من قبل القيادة العليا في الدولة (أضر) بها كثيرا وقديما قيل (رئيسان يغرقان المركب).

Exit mobile version