أمريكا ومصر والسعودية وقطر وتركيا…الخماسي القادر على قيادة السلام فى المنطقة.

د.اسامه الفاتح العمرى

في زمنٍ تشتدّ فيه الأزمات وتكثر فيه النزاعات، يزداد عطش العالم إلى قيادةٍ راشدة تعيد التوازن بين القوة والأخلاق، وبين المصالح والمبادئ.
وفي هذا السياق، تبرز الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها قوة عالمية قادرة على قيادة السلام، ليس من منطلق الهيمنة، بل من منطلق القيم التي قامت عليها تجربتها الإنسانية: الحرية، العدالة، احترام التنوع، والإيمان بكرامة الإنسان أينما كان.
لقد أثبت التاريخ أن أمريكا حين تُسخّر قوتها لخدمة السلام، تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الشعوب.
لكن السلام لا يُصنع بيدٍ واحدة.
فإلى جانب أمريكا، تقف المملكة العربية السعودية بثقلها الروحي، ومكانتها الدينية، ورؤيتها الحديثة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، اللذين يقودان تحولًا تاريخيًا يجمع بين الانفتاح والتمسك بالثوابت.
السعودية هي أرض الوحي والرسالة الخاتمة، ومنطلق دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام: «اللهم اجعل هذا البلد آمنًا».
ومنها خرجت رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي علمت البشرية معنى الرحمة، والتعايش، والعدل بين الناس.
اليوم تُثبت المملكة للعالم أن الدين يمكن أن يكون جسرًا للسلام لا ساحة للصراع، وأن التنمية والإيمان يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب لخدمة الإنسان أينما كان.
أما جمهورية مصر العربية، فهي قلب الأمة النابض بالحكمة والعراقة، وصاحبة التاريخ الذي يمتد آلاف السنين.
قال فيها سيدنا يوسف عليه السلام: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ»، وما زالت إلى اليوم رمزًا للأمان والاستقرار.
تواصل مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أداء دورها المحوري في دعم السلام، وخاصة في السودان وفلسطين، مستندة إلى مكانتها التاريخية وثقلها الدبلوماسي الراسخ.
ويأتي الدور الفاعل لكلٍّ من دولة قطر وجمهورية تركيا ليكمّل منظومة العمل الإنساني والسياسي من أجل السلام.
فقطر، بقيادة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أثبتت قدرتها على أن تكون صوتًا للحوار، ووسيطًا أمينًا في النزاعات الإقليمية، مسخرة إمكانياتها الإعلامية والإنسانية لخدمة قضايا العدالة والسلام.
أما تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، فقد جعلت من الدبلوماسية النشطة والجهد الإنساني جزءًا من رسالتها تجاه الشعوب المظلومة، ولا سيما في السودان وسائر مناطق الأزمات.
إن التعاون بين هذه الدول الخمس — أمريكا، السعودية، مصر، قطر، وتركيا — يمكن أن يشكل تحالفًا عالميًا جديدًا للسلام، يجمع بين الحكمة والقوة، وبين الإيمان والعقل.
فكل منها تمتلك ميزة فريدة: أمريكا بقيمها وتجاربها، السعودية بروحها الإيمانية ومكانتها الدينية، مصر بعراقتها وحكمتها، قطر بحركتها الدبلوماسية المرنة، وتركيا بقدرتها على المزج بين البعد الحضاري والإرادة السياسية.
وفي السودان، حيث تتلاقى الآلام والآمال، يمكن لهذا التعاون أن يكون طوق نجاة حقيقيًا يعيد بناء الوطن، ويُنهض شعبه من محنته نحو الاستقرار والنهضة.
فالسودان أرض غنية بالخير، وشعبه يستحق أن يعيش في أمن وسلام تحت رعاية إقليمية ودولية صادقة.
كما أن السلام في فلسطين يظلّ قضية الإنسانية كلها، وأمل الأنبياء، وميدان التقاء الأديان السماوية على كلمة سواء: العدل والمحبة.
ومن هنا، فإن قيادة هذه الدول، بروح المسؤولية والإيمان، قادرة على أن تفتح أمام العالم عهدًا جديدًا من التفاهم والتسامح.
إننا اليوم أمام فرصة تاريخية لأن نعيد تعريف القوة، لا كوسيلة للهيمنة، بل كقدرة على بناء السلام، وإعمار الأرض، وإعلاء الكرامة الإنسانية.
فلنمدّ أيدينا لبعضنا البعض، ولنجعل من اختلافنا تنوعًا جميلاً، ومن إيماننا طريقًا نحو المحبة.
نحن كلنا أمل أن تكون أمريكا ومصر والسعودية وقطر وتركيا معًا مناراتٍ تقود البشرية نحو عالمٍ تسوده الرحمة، وتزدهر فيه الحياة.

Exit mobile version