تقرير – أمير عبدالماجد
مع تزايد الضغوطات وارتدادات حرب السودان على جوبا التي وصلت إلى محطة ترحيل ملايين الجنوب سودانيين إلى بلادهم بسبب اشكالات الاقامة في ظل وضع اقتصادي خانق و تمدد الحرب الأهلية وتعثرات تنفيذ اتفاق السلام ووجود رياك مشار في السجن حيث يخضع الان للمحاكمة في هذا الوقت.
خرج القائد التاريخي بالحركة الشعبية نيال دينق نيال احد اقدم السياسيين في جنوب السودان وعضو الحركة الشعبية لاربعة عقود خرج متهماً رئيس البلاد ورفيقه سلفاكير ميارديت بخيانة مبادئ التحرير والعدالة التي تأسست عليها الحركة وأصدر نيال إعلاناً سياسياً من 18 صفحة في حالة وصفت بانها اكبر انشقاق في تاريخ الحركة منذ استقلال جنوب السودان عام 2011 مايفتح الباب امام صراع داخلي مشتعل، ووجه نيال اتهامات لاذعة لكير متهما إياه بالفساد والتسبب في تدهور الوضع الامني وتعطيل العملية الانتخابية، وقال إن الحركة الشعبية تحت قيادته فقدت روحها الثورية وتحولت إلى أداة بيد السلطات، ووصف الحركة الشعبية بانها في حالة غيبوبة، وقال إن البلاد على شفا الانهيار التام.
ورد على اعلان نيال دينق نجل الرئيس سلفاكير الويل سلفاكير ميارديت، مؤكداً أن الاعلان لايتعلق بالديمقراطية والاصلاح السياسي كما يدعي بل يمثل موقفا سياسيا ضد قيادة الحركة والرئيس سلفاكير، وأضاف “معارضته ليست لاسباب ايدلوجية أو رغبة في الاصلاح والا لنفذ اصلاحاته عندما كان مسؤولا نافذا بالحكومة هذه مجرد مرارات وعداءات شخصية”، لكن نيال الذي يتمتع بقاعدة شعبية كبيرة واصل اطلاق التصريحات ضد سلفا بل وأعلن عن تاسيسه لحزب اسماه حركة إنقاذ جنوب السودان، وقال إن حركته ستعمل ضمن التحالف الشعبي المتحد بقيادة باقان اموم، وأضاف “كير لايستطيع اجراء انتخابات حرة لانه يعلم ان الانتخابات ستسحب منه التفويض”.
ويعتقد خبراء أن اعلان نيال جاء في وقت حساس تعاني فيه جوبا من ازمات اقتصادية خانقة وتحديات امنية متزايدة إضافة إلى تعثر تنفيذ اتفاق السلام المنشط وتأجيل الانتخابات أكثر من مرة، ويرى صحافيون أن خروج نيال عن الحزب يمثل منعطفاً سياسياً مهماُ قد يعيد رسم الخارطة السياسية في جنوب السودان ويفتح نقاشاً حول مستقبل الحركة الشعبية ومستقبل الحكم في البلاد”.
وكان سلفاكير قد شهد هذا الاسبوع مراسم اداء عدد من الوزراء الجدد للقسم من بينهم وزراء في الدفاع والنقل وحكام لبعض الولايات، وقال كير بعد اداء الوزراء الجدد للقسم إن التعيينات الجديدة جاءت من أجل خدمة الشعب وليست كسب سياسي كما يردد البعض هنا وهناك.
وكانت بعض المصادر أكدت أن سلفا الذي يشعر بالضغوطات الكبيرة عليه يحاول تخفيفها بكسب بعض الاثنيات وتقريبها والاستعانة بابنائها في الحكم وهي الطريقة التي اعتادها منذ اعلان تاسيس دولة جنوب السودان.
وكانت تقرير من الامم المتحدة موجه إلى الاتحاد الافريقي قد دعا الاخير إلى التحرك العاجل لإنقاذ جنوب السودان من الانهيار الشامل. وقال التقرير الصادر في 13 اكتوبر 2025 إن الأزمة السياسية المتصاعدة في جنوب السودان تدفع نحو عودة وشيكة للحرب الشاملة وسط انهيار مؤسسات العدالة واستشراء الفساد، وقالت بعثة الامم المتحدة التي شاركت في اعمال الاتحاد الافريقي مؤخراً باديس ابابا إنها ناقشت مسؤولين أفارقة كبار حول إحياء عملية السلام المنشط وتفعيل العدالة الانتقالية، وأكدت أن قادة جنوب السودان اختاروا عمدا تعطيل اتفاق السلام ما وضع البلاد على شفا الانهيار. ويواجه د. رياك مشار الموقوف حاليا هو ورفاقه تهما تتعلق بالخيانة العظمي وارتكاب جرائم ضد الانسانية والقتل الجماعي والارهاب وغيرها وهي تهم يقول رياك وهيئة الدفاع عنه إنها سياسية بامتياز اذ لاتملك المحكمة أي أدلة ضد رياك تؤكد تورطه في قتل اللواء ديفيد مجوط وجنوده فيما عرف باحداث الناصر.
ويواجه سلفاكير في الوقت نفسه اشكالات امنية متصاعدة في حربه ضد الجيش الابيض والمسلحين في جونقلي وواراب وغيرها من المناطق المشتعلة الان في جنوب السودان وسط تردي اقتصادي اشار له الصحافي المتخصص في الشؤون الاقتصادية ادوارد كورنيليو الذي أكد أن الحرب في السودان اضعفت اقتصاد الجنوب وزادت التوترات الداخلية التي تستخدم الان كمبرر لتاجيل الانتخابات والاصلاحات كما ان التنافس الدولي علي موارد الجنوب زاد مع زيادة حجم الدين وخصخصة الخدمات وتقوية النخب وتهميش الفقراء وفقدان السيادة الاقتصادية حيث تعاد صياغة السياسات الوطنية الجنوب سودانية وفق مصالح الخارج.
