حسين خوجلي يكتب:
وما زالت الجزيرة في محطة الانتظار المفضوح
ما زالت مدن الجزيرة وعاصمتها وقراها تحت وطأة جريمة عصابات الشتات، وما زال إنسانها تحت قيد المذلة والقتل والإرهاب، وما زالت حرائرها تحت رق الاغتصاب واغتياله المخبوء، وما زال الجيش والشعب في محطة الانتظار المفضوح والانتصار المزعوم المؤجل.
ورغم أنف إعلام التسويف والتزييف فلا أحد يستطيع أن يمنع العيون من البكاء دماً ولا القلوب أن تتفطر كمداً، ولا المقابر أن تزداد مساحةً واتساعاً.
ولا أحد يستطيع أن يمنع مقدم الجنرال فقر بن عدمان وهو يدقُ بجيوشه من التتر بصلفٍ أبواب المدينة والخريفُ والقناديل والسيوف غياب.
إن أضعف الإيمان في زمان القفر والفقر وشح المفردات أن نحافظ على إشراق الكلمة بالشعر، فالشعر يظل أبداً عطاء الثورة وشعار الانعتاق. هي دعوةٌ لشعراء الجزيرة أهل الوجعة وشعراء الوسط أهل المصيبة وشعراء السودان حراس العزاء الكبير بألا يغلقوا بوابات النصيحة والإفصاح والنشيد ففي البدء كان الكلمة، وكان لي شرف ابتدار مسدار البكاء على كتف
(بت السني)
تار (الحرقة) غوّر بي نزيفو وفصدو
ودمعات الغزال خربت مراية خدو
الكلب العقور إعدامه سايق صدو
والدابي إن كمن لابد إوسِّع قدو
في (شرفي) النصيحة وبيت القصيد في (البكري)
ما سمعنا العروض بحميها سيفاً مَكري
الشغل القلب وحرّك بلابل فكري
وين الكاهلي والعركي وبطانة الشكري
قَسم بالخالق الفي عباده أجرى شئون
بس ألفين صبي من سوبا لي مكنون
إتوشح سلاح والطلقة في المضمون
تنكسر المضرة وتزغرد مسرة ويتقيد المجنون
أولاد رافع العشرة البسندو المايله
ما سمعتوا النواح والدم نهار القايله؟
ود حبوبه باع السيف وخيله الصايله
ولا رضيتو بالدنيا ونعيم الزايله