هولوكوست ود النورة سيبقى محفوراً في سفر التاريخ

جنون المليشيا بالهزائم المتلاحقة.. يقودهم للإنتقام البربري من الأبرياء

صلاح الدين الطيب

لن تمر مجزرة ود النورة التي قُدِّر عدد ضحاياها الأولي بأكثر من 130 من أبرياء القرية، لن تمر قبل أن يتذوق جند دقلو المأثومين المأزومين مرارات فعلتهم الشنيعة التي لم تصدهم عنها إنسانية ولا دين ولاخلق. وسوف ينقلب السحر على الساحر ولو بعد حين … وذلك وعداً غير مجذوذ.
بأيدي أولئك البسطاء سوف يكون حتفكم … وعلى وقع ذات القنا وصوت الرصاص وصرخات الصغار ستكون النهاية كجذوع نخل منقعر تذروه رياح الكراهية التي تفوح من قلوبكم المريضة.. البغيضة التي إستحلت الموت وتلذذت بفعلة والآتي أعظم.
مزارعون بسطاء، ورعاة بريئون يتدبرون الحياة من انتاج أيديهم ونساء وفتيات يضعن غطاء الرأس لدخول اطفالهن عليهن.. إمتلأن حيوية وحياء..عفيفات، طاهرات لم يخدش لهن حياء الى أن نبت من الأرض مارد التلذذ بالنساء وأي نساء أيها الوحش الكاسر. لقد ارتكبت فظائع عدة منذ ابريل 23 إلا ان (ود النورة) تمثل الجنون الدموي الفاقد للحس والعقل والإنسانية التي إنحسرت في قلوبكم… وليس بمستغرب تلك الصنيعة ومثلها معها إن لم يقف لكم هذا الشعب البطل برجالة وشبابة صلباً لا يتزحزح كما فعل ابناء التكينة وابناء الفاشر والأبيض من قبل. إننا علي يقين اننا لانراهن علي راشد بينكم ولا ناصحٍ فيكم ولاحكيمٍ يحسن النظر أو يقود سفين الأخلاق وحسين الأداب. ليس بينكم مثل أؤلئك الكبار فقد بقي الصغار وتطاغى الجهال..
لن تمر تلك المجزرة كما مرت كل الفظاعات والشناعات التي ارتكبتم في الماضي قبل ان تتجرعوا سم اليالي المظلمات الحالكات التي سوف يلقنكم لها هذا الشعب الجسور الصبور الوقور الذي مالبس ينظر ويراقب قبل أن يلقنكم لها جيش تقوده كتائب النصر المبجل الذي سوف تندهش له ملائكة السماء وتطرب لة أناسىُ الأرض.
أهلي بود النورة المتألقة بملائكة السماء التي حفت شهداء اليوم .. المنيرة بضياء الكون … ياغزة الخرطوم الصامدة .. يآ أمهات الوطن الجريح وأخوات سلمى لاتنوحن ولا تضربن الصدور فإن موتاكم في الجنة بإذن الله..لاتبكين وتجف مآقيكن لان الوطن كلة سوف يبكيكم والكون جمعه سوف يواسيكم بل ورب الخلق بيده يمسح آلامكم وأحزانكم التي اصبحت احزان الوطن كآفة.

لماذا قتلتم الأبرياء العزل … ولم تكن بود النور فرقة عسكرية ولا قاعدة إستخباراتية ولا اي مظهر أمني.. الم يكن ذا جنوناً ..
تلذذتم بالنساء القانتات لله الساجدات كالوحوش الضارية اجترأتم خدشهن.. لماذا ذلك الطرف القصي من تلك القرية الوادعة هناك … أخوفاً من قرب الفرق العسكرية المتوقع وصولها ام كيداً في ابناء تلك المنطقة الذين أبت مروءتهم المشاركة في قتال قواتهم المسلحة ام .. ام؟!!
اما ان كانت دوافعكم لذرء الرماد علي إنتصار الكدرو بحري والفاشر وغيرها – فهيهات لكم هيهات أن تمحو من ذاكرة الشعب نضاله ضد المغتصبين
حقيقيةً يعجز العقل لتفسير هذه المجزرة التي لا يمكن أن تكون خطة عابرة او محاولة عارضة : بل الأخطر أنها عقلية مدبرة خططت ونفذت ولن تكون الاولي مادامت انها فكرة نتاج عقل جماعي وهنا مكمن الخطورة في مستقبل الايام حيث ترقد مئات القرى تحرسها الإرادة الإلهية وتنحسر فيها أسباب الدنيا وعلي الله التوكل.
ان فشل اجتماعات أديس أبابا والتغطية علي سوء افعالة ربما يشكل سبباً رئيساً لتلك المجزرة التي أسلفنا انها تخطيط جماعي بأهداف سياسية عميقة الأثر والنظر . وقد تكون لرفع الروح المعنوية المنهارة لجند المليشيا والتي وصلت حداً بقيادة وأهالي الزريقات والعطاوة بزيارة البرهان لسحب أبنائهم من أرض المعارك بأمدرمان والخرطوم ..
بل محاولة جهيرة ومكشوفة (ومكسوفة) لإثارة الغضب والسخط علي مؤسسة الجيش الظافر وهو يدير ظهرة للقرى البعيدة كما يدعي المبطلون وكأن للجيوش الكبرى قواعد في كل حي وقرية وزقاق وبيت … مالكم كيف تحكمون.. وان أرادت المليشيا قتل مليون مواطن أعزل لفعلت في ساعات وكأن الوطن بلا جيش ولاحامي.. وكلنا بصر وبصيرة أننا نحن الجيش ونحن الحامي وكفي بالجيش ماتصدى له في ١٤ شهر من الالم والفاقة والجوع لولا ستر الله …
لن ننحني ولن تُكسر سهامنا بهذه المجزرة انقياداً لتفاوض كسيح يسامح جرمكم ويعفي اغتصاباتكم ويبرئ ساحتكم النتنة المنتنة.وعلي الدرب سائرون الي المنتهي المرتقى نصراً او نصرا.
الدعاء لشهداء الوطن ولن تنام أعيننا وإلا عاد ملك أهله وذهب السراب من حيث أتى .

Exit mobile version