رأي

هواجس حميدتي

 

راشد عبد الرحيم

ظهر حميدتي في خطابه المسجل كالمعتاد أمس وهو في حالة و اضحة من الهياج والتوتر و الغضب.

علم السودان الموضوع على يمينه كان مقلوباً و كذلك شعار الدعم السريع علي يساره كان مقلوباً أيضاً.

الزي الذي يرتديه لا يدل على هيئة قائد فهو غير مرتب و يخلو من الشارات العسكرية على الصدر و الكتف و الرأس الذي وضع عليه عمامة غير مرتبة ليست عسكرية كما ظهرت أظافر مصنوعة و مركبة على أصابع يده اليسرى.

لم تبارحه هواجسه الملازمة له من علي كرتي و أحمد هارون و أسامة عبد الله و البرهان و مناوي .

لا يزال حبيس الوهم المقيم عنده من أن الشمالية هي مقر الإسلاميين فهدد بأن القوة التي ستأتي لها كلها من (العساكر).

زاد هواجسه اليوم وسكن قلبه الملتاع الخوف من مصر فردد ما حكاه قبلاً عن الطائرات المصرية و لم ينس أوكرانيا التي قال إن الجيش خدعها.

حفل الخطاب بكثير من عبارات التهديد و الوعيد و كان واضحاً تهديده للمدنيين فبعد الشمالية هدد سكان الأبيض و طالبهم بالبقاء في منازلهم و إغلاق متاجرهم .

رغم زعمه أنه قد تم حشد كبير لمتحرك الصياد و تم ضم الدواعش إلا أنه وجه عبارات من التودد و الإغراء البائس لقائد المتحرك العميد درموت و وصفه بأنه بطل و ابن أبطال .

يبدو من تهديده الشديد للشمالية و الأبيض و مغازلته لدرموت أنها محاولات خداع و أن هدفهم الحقيقي هو الهجوم على بابنوسة.

اعترافات مهمة وردت في حديثه المرتبك منها الإعتراف ببدايته للحرب و بالحجم الكبير للخسائر و أعداد الجرحى الذين وعدهم بقوله (تحملونا الآن و لا يهمكم لقدام ماشين نعمل ليكم مدن طبية) و بذل الوعود لأمهات الشهداء و أخواتهم و زوجاتهم و هو العاجز عن توفير الديات لهن كما عجز عن توفير المرتبات لأبنائهم و هم في المعارك و قد كانوا يعوضونها بأن (يشفشوا المنازل و البنوك) و اليوم عجز عن الوفاء لحشد المحاربين و شراء العمد و النظار و قد جف الضرع بعد طرد قواته من المواقع التي كانت تحتلها .

يبدو أن الخطاب كان من باب (التوجيه المعنوي) و أكثر فيه من الإستشهاد بالآيات و الأحاديث و الحث علي الثبات في القتال و التذكير بالبطولات السابقة المتوهمة و إبراز الوجه العنصري و الجهوي للحرب.

كلما بث حميدتي خطاباً مسجلاً إنهزم التمرد و تراجع و تقدمت القوات المسلحة، و قد حدث هذا قبل تحرير جبل موية و مدني و الخرطوم و القيادة العامة و القصر الجمهوري .

أمس كان نسور الجو حضوراً فبينوا أكاذيب حميدتي بإنهاء الطيران و تم قصف نيالا و عدة مواقع في كردفان .

يبدو حميدتي فاقداً للإتجاه و الهدف و كأنما هو مساق من جهات عدة إذ و رغم خسائره المتواصلة و المستمرة و هلاك العديد من قادته و جنوده فلا يزال يرمي بهم إلى الهلاك المؤكد.

نقلا عن موقع “المحقق”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى