رأي

هل هؤلاء الرجال جبهة؟

د.عبد اللطيف البوني

دخلت الجامعة مع الأخ (السيد الان) دفع الحاج علي في يوم واحد فتخرج في ١٩٧٨ بكالريوس عام (أربعة سنوات) اما انا فقد تخرجت ١٩٧٩ بكالريوس شرف خمسة سنوات اما (السيد) عمر محمد أحمد صديق الشهير بعمر صديق فقد التحق بالجامعة بعدنا بعام وتخرج ١٩٧٩ بكالريوس عام اي أربعة سنوات.. فإن كان دفع الله دفعتي Proper فإن عمر دفعتي في التخرج ولكن التقيت به في مرحلة الماجستير وسكنا في غرفة واحدة.. إذن السيدين كانا معروفين لدى مثل جوع بطني.. الإثنين لم يكونا من الناشطين سياسيا ولم يعرف لهما اي اتجاه سياسي دفع الله وشلته كانوا من المحدثين اي اولاد مدينة من حيث الملبس والمظهر وكانوا ابعد ما يكونوا عن الاتجاه الإسلامي بالتحديد.. اما عمر فقد كان مشهورا بأنه (كسار) بتشديد السين اي بتاع كب جل وقته في المكتبة واشتهر باسم عمر( The Great) والي الان لن يعرفه أحد من مجايليه في الجامعة الا اذا قلت عمر ذي قريت.. البركة في السكري الذي أسهم في ترشيقه… دفع الله وعمر التحقا بوزارة الخارجية بالدرب العديل دون أي واسطة أو لف ودوران فيومها الخدمة المدنية في كامل عافيتها من حيث الدخول فيها التدرج في سلالمها والخروج منها كلها قائمة على قواعد موضوعية من مؤهل اكاديمي وامتحان دخول ومعاينة بمعايير ثابتة .. عندما جاءت الإنقاذ ١٩٨٩ وجدت الرجلين في كامل عنفوانهما المهني كشابين دبلوماسيين اهلتهما الدولة للامساك بناصية العمل الدبلوماسي .. لا فيهما شق ولا طق واستمرا مع الإنقاذ طوال عمرها مثلما اكملا ايام نميري وسنة سوار الذهب/الجزولي دفع الله وسنوات الصادق المهدي ثم البرهان /حمدوك .

لم تسعدني الظروف بلقاء السيد دفع الله منذ التخرج وحتى هذة اللحظة اي أكثر من أربعين سنة إنما اتابع اخباره من خلال الوسائط الإعلامية وماشاء الله عليه لم يتغير شكله ولو لا الشيب الذي علا راسه لقلت انه دفع الله ١٩٧٤.. أما السيد عمر فقد كنت التقيه في فترات متباعدة ولعل أجملها كانت في جزيرة روزفلت بنيويورك عندما كان سكرتيرا اولا في بعثة السودان بالأمم المتحدة إذ أمضيت عدة أيام معه وأسرته المضيافة.. ثم عندما كنت عميدا لكلية العلاقات الدولية والدراسات الدبلوماسية بالجامعة الوطنية طلبت منه التعاون في تدريس بعض المواد الدبلوماسية في فترات تواجده برئاسة الوزارة في الخرطوم فوافق مشكورا وسكب علما غزيرا وكان مكان حب كل طلابه .

بالمناسبة ومن دفعتنا أيضا من الوزراء الحاليين الدكتور جبريل إبراهيم فقد كان في الجامعة كادرا إسلاميا نشطا ولكنه منفتحا على الآخرين فقد كنت التقيه مع الأخ محمد الطيب جدو الان بروفسير في الاقتصاد والأخ محمد الطيب محمود الاستاذ في علم الإدارة العامة وهذاين كانا مساكنين أخي وصديقي وبلدياتي صديق مضوي (راحات) رحمه الله رحمة واسعة.. وبهذة المناسبة كنت قد كتبت مقالا في عمود حاطب ليل الراتب وفي قمة مداوسة حركة العدل والمساواة للإنقاذ مشيدا فيه بتعامل جبريل مع الآخرين ودماثة خلقه ورفعة سلوكه عندما كان زميلا بالجامعة وكان ذلك بعد خلافته لشقيقه الأصغر خليل في رئاسة الحركة… وفيما بعد التقيت الأستاذ أحمد حسين في الدوحة ويومها كان متحدثا باسم حركة العدل والمساواة فقال إن ذلك المقال كان له وقعا طيبا لديهم.سالني أحد الأصدقاء عما إذا كنت قابلت جبريل بعد توليه الوزارة فقلت لا ولن.. فالرجل بيكون نسانا ثم ثانيا نحن ملتزمين بحكمة جدنا الشيخ فرح ود تكتوك (يا واقفا عند أبواب السلاطين ارفق بنفسك من هم وتحزين..) فإن شاء الله بعد أن يحصل على لقب وزير سابق سوف أسعى لمقابلته إذا بقى في البلد. طبعا في ناس يا يكون زول كبير يا المطار جاك زول وتاني عينك ما تشوف الا الظلام .. فمن المؤكد أن جبريل وبقية الأصدقاء الذين استوزروا ليسوا سلاطين وهم أناس عاديين و محترمين وربما حبوبين ولكن (سلطة) القلم الأخضر تجعلهم مشغولين فلا وقت لهم للعلاقات القديمة … قيل أن الرئيس نميري طيب الله ثراه كان إذا حقد على أحدهم وأراد تاديبه يعينه وزيرا دون مشورته..

اما بعد عزيزي القاري إذا صبرت على هذا المقال الطويل لدرجة انستك عنوانه لك أن تسألني،، انت عاوز تقول شنو ؟ فأقول لك ما عايز اقول اي حاجة غير القلته اما ما قلته فهو مجرد تداعيات على ما يجري في التايملاين من تريندات هذة الايام والتداعيات الحديث فيها ياخذ بتلابيب بعضه البعض… انتو يا اخونا الفيس بوك مش عملوه للفضفضة؟ أصلها عايرة وقلنا نديها سوط ويلا فضفضوا كلكم وادوها معانا سوط سوطين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى