هجوم اسرائيلي يستهدف قطر.. تنديد واسع وترامب يعد بعدم تكراره

الأحداث – وكالات
شنت إسرائيل، الثلاثاء، هجوما استهدف وفد حركة حماس المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، وأدى الهجوم إلى مقتل 6 أشخاص، وقوبل الاعتداء الاسرائيلي على قطر بتنديد واستنكار دولي وإقليمي واسع، في الأثناء أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الدوحة ستتخذ الإجراءات كافة من أجل حماية أمنها والمحافظة على سيادتها وستواصل نهجها البناء في الوقوف مع الأشقاء والأصدقاء ونصرة القضايا الإنسانية العادلة بما يوطد دعائم الأمن والسلم الدوليين.
وشدد أمير قطر على أن بلاده تدين وتشجب بأشد العبارات هذا الهجوم الإجرامي “المتهور”، باعتباره انتهاكاً صارخاً لسيادتها وأمنها، وخرقاً واضحاً لقواعد ومبادئ القانون الدولي، محملاً تداعياته للكيان الإسرائيلي الذي يتبنى سياسات عدوانية تهدد أمن واستقرار المنطقة، وتعرقل الجهود الرامية إلى خفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية مستدامة.
وطالب الشيخ تميم في حديث مع الرئيس ترامب، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية إزاء هذه التصرفات المارقة، ومحاسبة المتورطين في ارتكابها، معرباً عن أمله في أن تدعم الولايات المتحدة الأميركية هذا التوجه العادل.
من جهته، أدان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشدة، الاعتداء على سيادة الدوحة، مشيراً إلى أن الحلول الدبلوماسية كفيلة بحل المسائل العالقة في المنطقة، مثمناً الجهود الحثيثة التي يبذلها أمير قطر في الوساطة بين حماس وتل أبيب، مؤكداً أن دورها فاعل أساسي في إحلال السلام في المنطقة.
كما شدد على أن دولة قطر حليف استراتيجي موثوق للولايات المتحدة الأميركية، داعياً أمير قطر إلى مواصلة جهود بلاده في الوساطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
في ذات السياق قال ترامب إنه “ليس سعيدا” بالغارة الجوية الإسرائيلية على قطر، قال ترامب إن الجيش الأميركي أبلغه بأن إسرائيل شنت هجوما على مقر حماس في الدوحة مشيرا إلى أن القرار اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن القصف الأحادي الجانب داخل قطر، لا يُحقق أهداف إسرائيل أو أميركا، وتعهد ترامب عبر منشور بمنصة “تروث سوشيال” بأن الهجوم على قطر لن يتكرر.
وأضاف ترامب أن وجه على الفور المبعوث الخاص ستيف ويتكوف لإبلاغ القطريين بالهجوم الوشيك، وهو ما فعله، ولكن للأسف، بعد فوات الأوان.
بالمقابل قال رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن دولة قطر تعرضت لهجوم إسرائيلي “غادر” يشكل “إرهاب دولة” مؤكدا أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها وستتعامل بحزم مع أي اختراق أمني.
وفي مؤتمر صحفي، شدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن على أن قطر تحتفظ بحق الرد على هذا الهجوم السافر، مشيرًا إلى أن الجهات الأمنية باشرت التعامل الفوري مع الحادث، وتم حصر الإصابات والضحايا.
وأضاف رئيس الوزراء القطري أن “ما وقع اليوم هو إرهاب دولة ومحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي” لافتًا إلى أن “الهجوم لم يتجاوز القوانين الدولية فحسب، بل تعدى أيضًا كل المعايير الأخلاقية”.
وكشف الشيخ محمد بن عبد الرحمن عن تشكيل فريق قانوني لاتخاذ الإجراءات اللازمة للرد على هذا الهجوم، مؤكدًا أن “ما جرى رسالة خطيرة إلى المنطقة مفادها أن هناك لاعبًا مارقًا يمارس عربدة سياسية”.
وحمّل رئيسُ وزراء دولة قطر رئيسَ الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد، قائلاً “نتنياهو يقود المنطقة إلى مستوى لا يمكن إصلاحه، ويجب الرد بشكل موحد على همجيته” وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن “لا يجوز التغاضي عن أفعال إسرائيل، ويجب اتخاذ كل الإجراءات ضدها”.
في السياق ذاته يعقد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، جلسة طارئة للبحث في الهجوم الذي شنّته إسرائيل على مقر لقادة حركة حماس في الدوحة، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وأوضحت المصادر بحسب “العربية” أن الاجتماع، المقرر عقده الساعة السابعة مساءً بتوقيت غرينتش، جاء بطلب من الجزائر وباكستان.
وأدانت الدول العربية وأوروبية فضلا عن الأمم المتحدة الغارة الاسرائيلية التي استهدفت الدوحة.
وكانت حركة حماس قد أعلنت أن إسرائيل أخفقت في اغتيال وفدها المفاوض في الدوحة، بينما استشهد في الهجوم 6 أشخاص، هم نجل القيادي بالحركة خليل الحية ومدير مكتبه و3 مرافقين وعنصر من قوة الأمن الداخلي القطري.
وقالت”القناة 14″ العبرية إن 10 طائرات حربية شاركت في الغارات على قطر ، مشيرة إلى أن الطائرات الحربية قطعت مسافة 1800 كم (مرت بالأردن وسوريا والعراق والسعودية) وأطلقت 10 صواريخ على مقر انعقاد اجتماع وفد حماس بالدوحة.


