نزيف الفاشر.. وعار المجتمع الدولي!

د.مزمل أبو القاسم
إذا كانت سربرنيتسا هي المجزرة الأكبر في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية فإن الفاشر تمثل المجزرة الأبشع والأشنع والأفظع في الألفية الثالثة للعالم أجمع بلا منازع، بجريمة إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي وجرائم حرب يندي لها جبين العالم خجلاً وهو يتفرج على الملايين من أهل الفاشر وهم يتعرضون للقتل الجماعي بالمسيرات والمدافع الثقيلة والهجمات المتتالية والحصار الذي يمنع عن المدنيين العزل الماء والطعام والعلاج والاتصالات كل صباح.. المستشفى السعودي هو الوحيد الذي كان يعمل في مدينة يقدر عدد سكانها بحوالي أربعة ملايين نسمة، ومع ذلك تعرض إلى القصف والتدمير مراراً وتم قتل من يتعالجون فيه بدمٍ بارد.. وبالأمس أصدرت بعض الدول إدانات خجولة لجريمة قصف المستشفى السعودي بعد أن أدت إلى قتل أكثر من سبعين مدنياً غالبهم من النساء والشيوخ والأطفال، بينما التزم ما يسمى (المجتمع الدولي) الصمت على القتل الجماعي الذي يحدث لسكان المدينة، بوجود قرار أممي صادر من مجلس الأمن الدولي ينص على حظر الهجوم على الفاشر ورفع الحصار عنها، وهو قرار أثبتت الأيام أنه لا يساوي ثمن الحبر الذي كُتب به، وأن المجتمع الدولي والمنظومة الأممية وكل المؤسسات الإقليمية ومنظمات ما يسمى حقوق الإنسان صامتة خاضعة ذليلة أمام من يقتلون المئات من سكان مدينة الفاشر كل يوم.. العار كل العار للمجتمع الدولي وكبار العالم الذي يُسمى (الحُر) زوراً ويهتاناً وأفكا، والعار كل العار لأمريكا وبريطانيا وفرنسا بصفتهم الرعاة الرسميين لهذه المجزرة التاريخية، بتواطئهم المعلن وصمتهم المجرم عن جريمة توريد الأسلحة وكل أدوات الموت لقتل سكان الفاشر المنكوبين وعموم أهل السودان.. بوجود قرار أممي يحظر توريد السلاح لدارفور.. الفاشر تنزف بصمت وأهلها يُقتلون بوحشية غير مسبوقة والصمت الجبان سيد الموقف.. حسبنا الله ونعم الوكيل