نحن الجبناء

محمد حامد جمعة نوار

أشعر بحزن كبير . وعجز موجع . فعلى المستوى العام والخاص مثل لي الرجال في الفاشر وبابنوسة .حالة خاصة من التعارف والقربى . كنت على إتصال مستمر مع نفر كريم منهم . لطالما كانوا الأسبق في لحظات ضعفي وحردي يتسارعون للحديث والرجاء فيرتد غيظي بسببهم . اكراما مرات وخجلا من تضاءل صنعي قبالة ما يصنعون . عرفت عشرات الضباط والجند وعوام الناس من هناك .كانوا بشكل محير . يضخون في روحي طاقة عالية ومحفزة . عجبت لهم تغطيهم . المخاطر وتحيط بهم اعين العدو ونيرانه . وتحاصرهم العلل والإصابات وهم في بعد عن والدة وأم وابن وابنة . لكنهم يحادثونك وكأنك انت المحصور لا هم . يفتحون روحك على افاق بعيدة . كانوا جميعا بلا تمييز او تسمية كأنما شدتهم انوار الى ابعد من مدى رؤيتي الممظلمة . يسالون عن صحتك وهم الجرحى . يمازحونك في طرفة وهن على حواف الموت وقوفا .
2
لاحقا بشكل متسارع عقب الفاشر . إحتفظت فقد برسالة أخيرة من احدهم (ودعناك الله والرسول .قضي الأمر . كن كما تركناك) .وغاب محدثي ثم من تحت هرج الفزع علمت بأنه استشهد . ومثله فلان وفلان . لا اعرف ما أعدد . ومثل ذاك في بابنوسة . كانوا يراسلوني بإستمرار عن دعوة منهم للقاء في (القميرة) مثلهم مثل اخوانهم بالفاشر . كانوا كأنهم ينشطون من عقال الخوف والفزع . لا يشعرونك بهذا . عكسي انا المقيم في الامن والأمان ويسر الحال ! كانوا في النعيم وكنا في الجحيم المختار ! وادركت وقتها ان سعة الدنيا قد تضيق عند المتسع وتتوسع عند عكس ذلك .وبالتالي الفردوس هو مقام لا جغرافيا . ثم لاحقا تحققت بشكل ما ان اولئك الرجال عبروا الى أمجادهم .وتركونا في قيود غير مرئية
3
أشعر بالحزن لاني كنت جبانا على عكسهم .اختلقت المعاذير للبعد عنهم وبررت للتباطوء عنهم . وهو ذنب الله حسيبي عليه أندم ما حييت بشانه . ان يكون لك فرسان وابطال ثم تكتفي كل مرة بدلق الدمع وجر الذيول . سلوك منافق وان حسنت منك المراثي . وان نفقد في مل مرة ثلة اقوياء دون ان يهتز طرف السؤال لماذا وكيف فهي ادانة لضميرنا الجمعي . لان ببساطة ثبت في كل مرة ان كلفة المبادرة بالفزع والسند . مهما عظمت فهي اقل كثيرا من كلفة بيروقراطية الترتيبات . لانك في الحالة الثانية تدفع فاتورتك مرتين . الاولى بخذلان من لا يخذل والثانية انك تضاعف الدين عليك . وهو دين الوفاء لجسارات اولئك الرجال . وحان الوقت لاستدراك هذا بافعال لا خطب وقبل هذا محاسبة . او فان عليكم السلام

Exit mobile version