نبوءات ماركسية

معتصم أقرع
نبوءات ماركسية من قرنق الآخر: يُنسب إلى الشهيد الشيوعي جوزيف قرنق تشبيه النخبة الجنوبية الانفصالية برجل رأى ذئبًا يطارد حملا. تظاهر الرجل بالنبل والإنسانية وأنه يريد إنقاذ الحمل . وهكذا هاجم الرجل الذئب وأنقذ الحمل من بين فكيه. ومع ذلك، اتضح أن الرجل حارب الذئب لينفرد بأكل الحمل بنفسه، وهكذا ذبح الحمل في ذلك المساء وشواه قطعة قطعة وعمل الباقي ربيت وشرموط .
للأسف، اتضح أن نبوءة جوزيف قرنق كانت صحيحة وعميقة للغاية وبصيرة. تسيطر حركة تحرير الشعب السوداني على جنوب السودان بالكامل منذ عشرين عامًا، لم يتوقف فيها سيل الدماء والحروب القبلية والفساد على مستوى عالمي. وظلت التنمية صفرا باردا. ولم يتحقق أي من شعارات الحركة الفخيمة واتضح إنها لم تكن أكثر من إبتزاز مرحلي . واليوم، بعد عقدين من حكم القرنقيين، يعاني جنوب السودان من أدنى نصيب للفرد من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، مما يجعله أفقر دول العالم رغم عدم وجود كيزان ولا صفوة نيلية ولا إسلاموعروبية. وكل هذا البؤس في بلد يقال أن بإمكان الجنوبي الرقاد تحت الشجرة ومد يده إلي أعلي فتمسك بمانجو أو جوافة أو بابايا. ثم ينزل النهر ليغتسل فيخرج وقد امتلا البكيني بتاعو بأسماك غير مدعوة منها البلطي وخشم البنات. . والغريب أن قادة الحركة الشعبية، الذين ما زالوا في شمال السودان، لا يزالون لاعبين سياسيين رئيسيين يكتبون وصفاتٍ لإصلاح السودان بثقة يحسدون عليها ورضاء ديكي طاؤوسي عن الذات، ويدعون إلي إعادة هيكلة جيشه حسب رؤاهم اليرقانية، ويحددون أنسب الطرق لإدارة شؤونه السياسية. يا للهول! الإختشو ماتو. رغم أن جون قرنق بريء من جل ما جاء به أتباعه بعد إغتياله الذي سكتوا عنه وتواطأوا مع من قتله إلا إنها إز كومبليكيتد لان من يدير جنوب السودان ومن إنضم إلي الجنجويد ومن غرق في التماهي مع “الصفوة النيلية” التي أعلن عليها الحرب عام ١٩٨٣ هم نفس الرجال الذين اختارهم بيده ليكونوا قادة عمله وهو كان الكل في الكل وتمتع بسيطرة علي رجاله لم يحلم بها الترابي. أراد قرنق اختصار الطريق للعدالة – وفي هذا انتهازية زرعت الألغام بدلا عن تقصير المسافة .



