مهام تنتظر الحكومة

راشد عبد الرحيم 

عند تعيين الدكتور علي الحاج وزيراً للتجارة، أواخر الثمانينات، دخل في صراع كبير مع منتجي واحدة من أهم السلع،

ذهبت إليه لإجراء حوار صحفي بعد نهايته قلت له إن الذين تصارعهم لهم نفوذ مالي و سياسي قد يهدد وجودك في الوزارة، و كانت في خلفية مكتبه صور للوزراء قبله و تواريخ تعيينهم و مغادرتهم .. قال لي (لاحظ للتواريخ في هذه الصور لقد تأملتها و وجدت أن متوسط عمر الوزير أشهراً، أنا تعديتها و لن أكون نشازاً) ..

وزارة كامل إدريس استغرقت وقتاً و جاءت بعد تداولات و أزمات في التعيين و لن تكون هذه الوزارة نشازاُ بحكم عمر الحكومات في السودان وفقاً لقياس د علي الحاج.

كما أن معدلات عمر الرئاسة و الحكومات في الغرب لا يتجاوز الخمس سنوات إلا في القليل منها .

حتى تستطيع الحكومة أن تنجز فإن أمامها مهام و أعمال عليها أن تقبل عليها أولاً.

وقعت تداولات حول حصة و وزراء فصائل إتفاق جوبا و محاصرة إفرازاتها تحتاج جهداً،

بحكم خبرات و علاقات رئيس الحكومة توسعت التعيينات من الأكاديميين و أساتذة الجامعات و لبعدهم عن الخدمة المدنية يحتاجون عوناً يمكن توفيره بالتوسع في المساحة المتاحة للوكلاء و كوادر الوزارات .

مع إن تولي رئيس الوزراء وزارة الخارجية ليست بدعاً و لكن ما يمر به السودان في حاجة لعمل خارجي كبير و تعيين وزير دولة ربما يخفف العبء علي وزيرها مع تكليفه الأكبر و الأساس .

هذه التفاعلات و النتائج تلقي عبئاً أكبر علي وزارة الإعلام و يمكن أن تسهم في تجاوزه بسياسة و أداء تخاطب به الشعب السواني و العالم الخارجي.

من واقع إنتمائي للمهنة أطرح ما يمكن اعتباره رأياً مساعدا أكثر من كونه نقداً.

الوزير القديم الجديد الإعيسر رجل إعلامي له كسب مقدر و عظيم في حرب الكرامة و أبلى بلاءً حسناً.

 

مهام الوزير تختلف عن الإعلامي و من تجربة الوزير السابقة يمكن ملاحظة أمر مهم و هو أن مكونات الوزارة المهمة لم يحدث فيها تغيير و لم يبرز لها عمل بحجم المطلوب منها و أختصر بما يلي:

أولاً: النجاح الأكبر و المهم لوكالة السودان للأنباء يكمن في أن تكون هي المصدر الأول لأخبار الحكومة محلياً و للسودان خارجياً و الوكالة بعيدة عن ذلك.

ثانياً: التلفزيون نجاحه في أن تكون شاشته هو ما تنقله الشاشات الخارجية عن السودان .

كما أن عليه أن يعكس هموم و شواغل الرأي العام .

ثالثاً: التلفزيون والوكالة بعيدان عن ذلك و لم يكن لهما مراسلون حربيون عند إشتداد الحرب خاصة و أنه يمكن أن يتاح لهما مرافقة القوات و خصهما بأخبار المعارك و الميدان بالسرعة التي توفر المواكبة.

كما تقلص أداء المراسلين الولائيين.

ثمة ملاحظات تخص السيد الوزير فقد كان ينشر صوره و أخباره في الصفحات الرسمية للوزارة و بصورة كبيرة و ملحوظة و لم يكن السيد الوزير يفرق بين صفحته الشخصية في الوسائط و تلك الرسمية.

درج الوزير علي كتابة أخبار نشاطاته الرسمية بنفسه و بطابع خاص مثل القول (التقيت اليوم فلاناً) و الخبر المنشور ليس شخصياً بل هو عمل رسمي بحكم وظيفته و الأوفق أن يقول الخبر (إلتقي وزير الإعلام) و ليس إلتقيت ، ذلك يبين أن كوادر الوزارة لم تكن تجد المساحة لتعمل كما تقتضيه المهنة .

نواجه اليوم توسعاً و سيطرة علي وسائط التواصل الإجتماعي و ليس هنالك من صلة تربط بين وزارة الإتصالات و وزارة الإعلام و ليتهما كانتا وزارة واحدة حتی تحسم فوضى الوسائط التي يسهل التحكم فيها و تقليل أضرارها إذا كانت الوزراة واحدة .

كثير من الوزارات لها ناطقون رسميون و لكنهم يعملون من جذر معزولة و أداؤهم بنسق واحد يعظم من أثرهم .

العبء الأكبر في نجاح عمل الحكومة و الدولة يقع علي الإعلام .

القبول الذي وجده رئيس الوزراء خارجياً و داخلياً عليه و على حكومته ألا يفرطا فيه و أن يكون الأداء مساهماً بقوة في فترة قادمة نواجه فيها عواقب الحرب الداخلية و الخارجية.

نقلا عن “المحقق”

Exit mobile version