من أين جاءت الورقة.. البرهان وصفها بـ “الاسوأ” واندرياس موتزفيلد نفى وجودها ومسعد بولس أنكرها

تقرير – أمير عبدالماجد
عندما تحدث رئيس مجلس السيادة في اللقاء الذي جمعه بضباط من الجيش السوداني عن المبادرة التي وصلته من اللجنة الرباعية قال صراحة (الوساطة قدمت أخيرا اسوأ ورقة ولن نقبلها لانها تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل الأجهزة الامنية وتبقي على المليشيا)، وأضاف (الرباعية قدمت لنا ثلاثة مقترحات الأول منها يتعارض مع مبادئ الدولة السودانية ويتعارض مع طموحاتنا كعسكريين) وتابع (الوساطة اذا مضت في ذات المنحى سنعتبرها غير محايدة بالذات مستشار الرئيس مسعد بولس)، بعدها تسربت ورقة مقلقة جدا تحدثت عن اليوم التالي لايقاف الحرب والتسوية المنتظرة وهي ورقة تفرض ولا تشاور اي انها جاهزة لتنزيلها كقالب واحد على الواقع بحيث يتم تفكيك الجيش والاجهزة الامنية وتعيين حكومة مدنية يشرف عليها عضو تتواضع عليه اللجنة الرباعية وان يتم ابعاد الاسلاميين وفقا لمحددات تضعها الرباعية مايعني ببساطة ان يحكم السودان عبر هذه اللجنة وهو ما رفضه رئيس مجلس السيادة إلى أن ظهر وزير الدولة باالخارجية النرويجية اندرياس موتزفيلد كرافيك الذي لفت انتباهه عند لقاءه بالبرهان وجود نقاش حاد حول ورقة سلمها مسعد بولس للحكومة السودانية وهي الورقة المسربة وعندما سأل قيل له إن مبادرة وصلت الحكومة اثارت غضبها فنفى الرجل وجود مبادرة جديدة واتصل بمسعد بولس الذي نفي وجودها، وأكد أن الورقة التي يجري النقاش حولها هي ورقة واحدة قدمت قبل أسابيع وهي الورقة الاولى التي طرحت على الحكومة ولا تحوي اي نقاط خاصة بتفكيك المؤسسة العسكرية أو تصفية الاجهزة الامنية فمن أين جاءت هذه الوثيقة التي وصفها البرهان بـ (الأسوأ ) … يعتقد البعض أنها ورقة سربها الاماراتيون عبر مسعد بولس فيما يرى البعض الاخر أنها مسربة من الحكومة السودانية نفسها لوضع الحبل فوق رقبة بولس الذي يبدو الان كما بدأ سلفه في الايام الاخيرة له يقول د.عزالدين الجمري في مقال له نشر على (فيس بوك) حول ذات الموضوع ان التفسير الوحيد لما حدث ان بولس أرسل الورقة وبين كونها من أوراق الحكومة للضغط على الرجل اعتقد ان بولس أرسل الورقة فعلاً بناء على حسابات إماراتية خاطئة ومتسرعة وربما حاول في وقت ما سحبها أو معالجة الأمر وهو التقطته الحكومة التي سربت الورقة كنوع من الضغط عليه وكدرع يقيها من هذا النوع من الافكار والاطروحات لان الرباعية داخلها أطروحات عديدة وهذا قد يكون من بين اطروحاتها التي لم تخرج للنور وأرادت الامارات لحسابات خاطئة ومتعجلة تستمع إلى وقع خطوات بن سلمان إلى جوارها وتدرك أن متغيرات كثيرة في الملف السوداني قادمة لذا يبدو أن الامور خرجت عن السيطرة فيما يتعلق بالمبادرة المسربة ومن حق الحكومة ان تستغلها)، وتابع (واضح أن كل الزيارات التي تصل بورتسودان الان متعلقة بهذا الملف).
ويقول سعيد سلامة من مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية إن البرهان يدرك تماماً منذ البداية أن اللجنة الرباعية ليست على قلب رجل واحد وان ما يحركها هو مصالح الدول المكونة لها صحيح هناك مصالح استراتيجية لبعض دولها لكن مصالح هذه الدول تتحكم إلى حد كبير في مواقفها) وأضاف (يبدو لي أن الورقة سربها ممثل الولايات المتحدة إلى الحكومة السودانية للحصول على موقف ما يبني عليه مواقفه القادمة ويضرب المبادرة التي تقدم بها الأمير محمد بن سلمان في مقتل كما يعتقد وهي ورقة خبيثة رد عليها الجيش باسلوب لم يتوقعه بولس فافشلها هذا كل ما في الامر لن يذكرها احد بعد الان وسيظل التفاوض محصورا في الورقة الأولى).
ويقول د. الجمري (فرضية أن الحكومة هي صاحبة الورقة للضغط على بولس برأيي سطحية لان الحكومة صحيح أن حصولها على نفي وانكار من بولس انه طرح هذه الامور لكن ليس من مصلحتها اصلا وضع سيادة الدولة على طاولة المفاوضات وان تجد نفسها تنافح من اجل سيادة الدولة هذا غير ممكن وخطر لذا ما اعتقده ان الخواجة مرر المقترح لسبب ما غير مفهوم لكنه بطبيعة الحال يفهم لماذا مرره وماهي الفائدة التي ستعود عليه هو والامارات بالنظر إلى الموقف المعلن من الحكومة السودانية).



