صديق محمد عثمان
– بدأ د حسن مكي تسجيل حلقات صوتية حول الحركة الإسلامية في السودان ابتدرها بخلفية مهمة ومفيدة عن حركة الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي وخلفياتها وجذورها وتوجهاتها ثم دلف إلى إضاءات حول مسيرة الحركة الإسلامية السودانية تتسم بالخواطر اكثر منها توثيق تفصيلي لمسيرة الحركة.
– د حسن مكي هو احد القلائل الذين رصدوا تاريخ الحركة الإسلامية في بداياتها وانجز في ذلك سفرين حفظا الكثير من مساهمات وأسماء الجيل الاول المؤسس لحركة الأسلام في السودان وساهم بالإضاءة على مراحل تطور الحركة وتفسير مواقفها وتشكيلات هياكلها وأنشطتها الاولى. وكان كتابه الاول من اهم مراجع الباحثين عن تلك الفترة في تاريخ الحركة الاسلامية.
– تكتسب تسجيلات د حسن مكي اهميتها لعدة عوامل اهمها انها رواية شخص كان فاعلا ومشاهدا في تفاصيل كثير من الاحداث التي يروي بعضها الان. فاعلا بمعني انه كان نشطا في هياكل ومؤسسات ومكاتب ومستويات الحركة المختلفة، ومشاهدا بمعنى انه ليس مجرد ناشط شارك في احداث وانما شخص يملك ادوات تحليل وتعليل مرجعيات وخلفيات ونتايج الاحداث التي شارك في صناعتها.
– وتكتسب إضاءات د حسن مكي ايضا اهميتها – كما قال هو- من صمت الاخرين الذين كان بعضهم اكثر منه نصيبا في صناعة تلك الاحداث وعزوفهم عن تقديم شهاداتهم حول خلفياتها ومرجعياتها او تقديم تفسيراتهم وقراءاتهم لنتائجها.
– ولتعظبم الفائدة من الإضاءات التي يقدمها د حسن مكي في تسجيلاته رأيت انه من المهم تقديم ملاحظات مهمة عليها تتعلق بمنهجه في روايتها وزاوية النظر التي ينطلق منها في روايته لبعض تفاصيلها وإلقاء الضوء على الخلفيات التي قد تساهم في ذلك المنهج وتحديد زاوية النظر او تصويبها.
– وسأجتهد باذن الله تعالى في رصد وتسجيل الملاحظات على إضاءات د حسن مكي على بعض الاحداث التي قد اكون شاهدا او فاعلا فيها او تلك التي علمت تفاصيلها وادركت خلفياتها ومرجعياتها من اخرين كانوا فيها فاعلين، وساحرص على تقديم التصور الكامل الذي استوعبت فيه تفاصيل تلك الاحداث والذي اعتقد انه منطقي ومتماسك حتى وان خالف رواية د حسن للاحداث او تفسيراته لخلفياتها.