تقارير

مغامرات “كاكا” تشعل حرب الروديوم والذهب في الشمال التشادي

تقرير – أمير عبدالماجد 

كثيرون ممن يتابعون الملف التشادي يرون أن هدوء ماقبل العاصفة هناك يكاد يتسلل من غرفة إلى أخرى داخل القصر الرئاسي ويتحرك بين كثبان الرمال القلقة شمال شرق تشاد مع انتشار التسريبات والصراعات المكتومة بين محمد كاكا وقيادات الجيش من جهة وبين كاكا وزعماء العشائر من جهة أخرى مضافاً لها شكوك كاكا حول شقيقه كريم والمجموعات التي تحيط به، لكن ما قطع الان هذا الهدوء الحذر قرار الرئيس محمد ادريس ديبي الشهير بـ (كاكا) بارسال قوات من نخبة الجيش إلى مناطق تبيستي شمال تشاد لحماية الموارد الوطنية .. هذا القرار متبوعاً بالظهور الاعلامي للقوات اثار مخاوف عديدة في العاصمة وفي الشمال التشادي بالنظر إلى أن المناطق المقصودة هي مناطق تعدين عن الذهب واكتشف مؤخراً وجود كميات كبيرة فيها من الروديوم والانتيمون … ما يجعل الصراع مختلفاً .. فعليا الامور دخلت حيز التنفيذ ويبدو أن كاكا الذي التزم وأبرم عقوداته مع الامارات وغيرها عازم على خوض حرب في الشمال ضد قوات التحالف الرباعي المتواجد هناك والرباعي تنظيم يضم اربعة تنظيمات هي مجلس القيادة العسكرية لإنقاذ الجمهورية وجبهة الأمة وإتحاد حركات الديمقراطية والتقدم والاتحاد الوطني من أجل التغيير ولدي التحالف الرباعي ارتباطات وتفاهمات مع مجموعات معارضة اخرى من بينها (فاكت) .. المغامرة ليست هينة لان كاكا مضطر الان لنقل قواته من انجمينا إلى المثلث حيث تتمركز جل قوات المعارضة.

وكان كاكا قد أصدر مؤخرا مرسوما عين بموجبه جنرالين لقيادة الفرقة التي قيل انها مخصصة لحماية الموارد الوطنية في شمال البلاد وتضم الف مقاتل محترف من نخبة الجيش التشادي والمنطقة المقصودة بالحماية هنا هي منطقة تبستي والبطحاء.

وقال المهتم بالشان التشادي محمد أحمر بحر إن المعارك ستدور من اجل المعادن وليس تحرير المنطقة من المعارضة كما يدعي كاكا او لحماية هذه المعادن وليس بالضرورة ايضا حماية السكان المحليين من بطش النظام كما تدعي المعارضة شقق هي معارك من اجل المعادن مدعومة من الخارج بوضوح ) واضاف ( كليهما معني هنا بالمعادن وبيعها هذه هي المشكلة ) وتابع (كاكا وقع اتفاقات مع الاماراتيين وغيرهم تمنحهم حق التعدين في هذه المناطق لذا هو ملزم الان بالوصول اليها واستعادتها وهو ما نراه الان .. الرجل كون قوة عسكرية وسيشعل شمال تشاد من اجل الذهب والانتيمون)، وقال ( الجميع يعلم ان التعدين هناك يتم بشراهة ويتم تهريب الذهب من خلال عصابات محلية وحركات مسلحة بعضها تشادية وبعضها سودانية وليبيين وغيرهم كما ان مجموعات دخلت إلى هناك مؤخراً اكتشفت وجود كميات كبيرة من معدن الروديوم والانتيمون وهذه معادن غالية السعر ونادرة تستعمل في الصناعات المهمة من السيارات الي الاسلاك والبطاريات الي المفاعلات النووية والروديوم مثلا اغلي في السوق العالمي من الذهب ) واضاف (المنطقة ستشتعل بسبب المعادن) .. انجمينا اكدت فعلا انها بصدد دخول منطقة مسكي الغنية بالذهب لتامينها وهو مارفضته المعارضة التي تري ان الموضوع مرتبط بالثار من المنطقة التي صدت دخول القوات قبل سبع سنوات … المنطقة الان بين طموحات ديبي وشرهه للمعادن هو وشركاءه وبين المعارضة التي بدات في التنسيق والعمل من اجل صد القوات التي تحاول الان السيطرة علي مناطق نفوذها والمعارضة ايضا لها امتداداتها الخارجية التي ستسعي بالتاكيد لتامين مكاسبها يقول حماد الكانمي الصحفي التشادي ان الصراع القديم المتجدد سيكونه هذه المرة علي وقع الحرب في السودان لان الكثير من التطورات العسكرية التي شهدتها الحرب في السودان ستنعكس علي اي حرب تندلع في الشمال التشادي تحديداً اذ انتشرت انواع جديدة من السلاح لم تكن معتادة في الحروبات السابقة في تشاد مثل المسيرات المتطورة وحتي الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة تغيرت والمركبات باتت حديثة ومصفحة ) وأضافت (المعارضة التشادية اصبحت تمتلك اسلحة حديثة وصلتها من حرب السودان واعتقد ان اللاعب الاقليمي الذي اقنع كاكا انه معه اقنع المعارضة ايضا انه معها وهو يدعمهما معا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى