مع تهديدات الإتحاد الأوروبي: ما العمل؟

محمد عثمان إبراهيم
أصدر الإتحاد الأوروبي بياناً متعجرفاً وقبيحاً يساوي فيه بين الدولة الوطنية في السودان والعدوان الأجنبي. حدد الإتحاد الأوروبي عدة شروط، وأصدر العديد من التعليمات التي يشترط على الحكومة تنفيذها وهدد بإجراءات عقابية في حال عدم الإستجابة لتهديداته.
قد لا تستطيع الحكومة الرد على بيان الإتحاد الأوروبي بما ينبغي من الرفض والإزدراء المستحق للكثير من التعقيدات التي تلزمها بالتواصل معه ومع الدول الغربية، وعدم ترك تلك الساحة خالية لمشيخة أبوظبي وخدمها من الجنجويد والسفلة في قحت.
ما العمل؟ ١- السودان ليس في وضع ترهبه التهديدات فقد دمر عدوان #مشيخة_أبوظبي بتواطؤ الخونة في الداخل والإتحاد الأوروبي نفسه، كل مؤسسات الدولة والبنية التحتية والخدمات وسلام وأمن وتصالح المجتمع. لقد قتل عشرات الألاف وجرح أضعافهم، وتم تغييب ما يزيد عن العشرة ملايين إنسان عن بيوتهم، ونهبت جميع المصارف والمنقولات والأرصدة ، فبماذا يهدد الإتحاد الأوروبي السودان؟
٢- يطالب الإتحاد الأوروبي بتشكيل حكومة مدنية والبلاد تواجه حرباً تمولها ترليونات الدولارات التي تنهبها العائلة الحاكمة في مشيخة أبوظبي من شعبها ، وهذا مطلب غير مقبول والمطلب الحقيقي والشريف لشعب السودان هو تشكيل حكومة حرب عسكرية كاملة لا مكان فيها لشخص لا يحمل السلاح دفاعاً عن الوطن والحرائر والمواطنين.
٣- يطالب الإتحاد الأوروبي بالتفاوض مع الجنجويد، ويغمض عينيه بالدراهم عن فظاعاتهم وجرائم حربهم في السودان، وكان عليه أن يطالب دوله بالتفاوض مع مواطنيها المقموعين خلال التظاهرات التي ظل العالم يشهدها بين الحين والآخر في فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وفي الدول الحليفة للإتحاد مثل الولايات المتحدة، وهم لا يشنون حروباً وإنما يبحثون عن إنسانيتهم فقط في ظل أنظمة رأسمالية تمتص دماءهم، وتسرق جهدهم، وعرقهم دون أن يحاربوها.
٤- يهدف الإتحاد الأوروبي إلى إقامة نظام عميل له في السودان وحكام دمى يحركهم لحماية حدوده من هجرة الفقراء حول العالم، والذين أقامت دول أوروبا بنيّاتها وعمرانها من ثروات أجدادهم المنهوبة، ومن عرقهم، ودمائهم، وأعضائهم التي بترت لأن بعضهم لم يتمكن من جمع ما يكفي من الثروات للمحتل البغيض.
٥- يطالب الإتحاد الأوروبي الحكومة السودانية بتطبيق معايير حقوق الإنسان التي وضعها حكامه ويغمض عينيه -مرة أخرى- عن مطالبة مشيخة أبوظبي وحكومة الإمارات بالكف عن جرائمهم الإستعداد للمحاسبة عن كل قطرة دم ودمع سالت من أطفال ونساء وشيوخ وجميع أهل السودان.
٦- إن مطالبة الإتحاد الأوروبي من مقره في العاصمة البلجيكية بروكسل بكل ثقل تاريخها المخزي في انتهاك حقوق الإنسان، وحاضرها البشع في اضطهاد مواطنيها ومواطني الدول التي كانت تحتلها حتى الآن يثير القرف أكثر من أي شئ آخر.
راجعوا تقارير منظمة العفو الدولية عن أوضاع حقوق الإنسان في بلجيكا، وراجعوا تقارير جرائم تلك الدولة في الكونغو وفي رواندا قبل أن تتخذوها منصة لتعليم دول تفوقت على الدوام في إنسانية مواطنيها وأخلاق شعوبها.
ينبغي على السودانيين الشرفاء تشكيل منظمات شعبية رافضة لتهديدات الإتحاد الأوروبي ومعاونته لمجرمي الجنجويد وسادتهم في مشيخة أبوظبي، وإقامة حراك جماهيري يرد على تعالي هذه المنظمة مثلما تحرك السودانيون ورفضوا في أعوام سابقة تدخلات السفير البريطاني #عرفان_صديق والمبعوث الأممي المجرم #فواكر_بيرتس. أيها السودانيون ثوروا لكرامتكم، أو استعدوا للعيش في السفح للأبد



