تقرير – أمير عبدالماجد
لاشك أن ماحدث من صمود للقوات المسلحة والمشتركة والمواطنين في الفاشر كان ملحمة وطنية بكل مافي الكلمة من معان إذ ظلت الفاشر على مدى أكثر من عامين الصخرة التي تكسرت عليها هجمات مليشيا الدعم السريع الى أن تفاقمت الأوضاع داخلها ووصل الأمر إلى حد تناول المقاومين داخلها لـ (الأمباز) كوجبة واحدة خلال اليوم وسط حصار مطبق على المدينة وهجمات يومية صباح مساء ومسيرات وتدوين عشوائي علي منازل السكان.
أدلة إدانة :
دخلت المليشيا المدينة وكالمعتاد بدأت مباشرة في حملات الذبح والقتل والسحل وتصفية السكان المحليين ومطاردة الاعلاميين والسياسيين والتنفيذيين وأسرهم والغريب في الأمر أن المليشيا لم تتخلى عن عادتها في تصوير الفظائع التي ترتكبها ولم تتورع في نشرها على الملأ مقدمة للعالم دليل ادانتها وإدانة قادتها إذ أظهرت الفيديوهات التي تم تصويرها من قبل مقاتلي المليشيا الفظائع التي ارتكبت بحق الفارين من الفاشر وبحق الأسر التي داهمتها المليشيا في منازلها كما أظهرت قائد ثاني المليشيا عبدالرحيم دقلو وهو يهنئ المقاتلين ويوجه بتسجيل ما اسماها الغنائم التي نهبت من المؤسسات الحكومية مباشرة باسماء من نهبوها ونقل ملكيتها إليهم وشرعنة النهب والسرقة … الأدلة التي قدمتها المليشيا عن جرائمها صدمت العالم الذي لم يجد بد من ادانتها والتعامل معها كما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي ( لم تكن الفظائع في الفاشر صدفة بل هي خطة قوات الدعم السريع ).
جرائم حرب :
ولفهم خطة وفهم لماذا توثق المليشيا للجريمة يقول د. عبدالله علي ابراهيم إن الدعم السريع في الواقع مجرد (محطة قطر)، ويواصل ( بنزل زول ويطلع زول ويحارب باستراتيجية الذئب وهي استراتيجية اطلقت على المرتزقة في حرب الـ 30 إذ كان أجرهم ياتي من التكسب من نهب القرى والمدن وتركها خراباً بشراً وعماراً فليس النهب والقتل عارضا في اداء المليشيا ولو لم تكن من الفريضة لما اهدر الدعم السريع فرص التكسب من الفاشر التي خرج منها خاسرا تطارده اللعنات).
وكان مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قد اعلن فتح تحقيق أولي في الجرائم المرتكبة بمدينة الفاشر، معبرا عن صدمته العميقة من حجم الانتهاكات بحق المدنيين، وأكد أن الوقائع الموثقة من منظمات أممية وحقوقية قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بموجب نظام روما الاساسي، ودعا المدعي العام الشهود والناجين والعاملين الميدانيين لتقديم افاداتهم، مؤكدا أن مقاطع الفيديو والصور عناصر حاسمة لاثبات الجريمة ومحاسبة المسؤولين.
قتل جماعي :
يقول اللواء م صلاح محمد خالد إن ما ارتكبته المليشيا في الفاشر كان متوقعاً (حتى لا ندفن رؤوسنا في الرمال ماذا توقع الناس من هذه المليشيا التي لاتعرف غير القتل والنهب والسرقة كان متوقعاُ ان تتجه مباشرة للقتل )، وأضاف (قتلوا ما لايقل عن ثلاثة آلاف مواطن خلال الساعات الاولى لدخولهم الفاشر هذا عدد كبير يعني ببساطة أن بنادقهم كانت على الزناد وهم في مواجهة مواطنين عزل واطفال واعتقد هم بانفسهم وثقوا لهذه الجرائم التي لاشك فيها ولا تماهي او صمت عليها لو كنا جادين كبشر في التعامل مع حقوق الناس)، وتابع ( شاهدت مشاهد مروعة ولك أن تتخيل رعب الناس المسالمين وهم يعيشون على الارض وترتكب بحقهم هذه الفظائع ثم ياتي المجتمع الدولي ويتحدث عن حقوق انسان الم يشاهدوا هذه الجرائم التي أراهن ان احدا لم يشاهد مثلها ولم يرتكب جيش ولم ترتكب حتى مليشيا مثل هذه الجرائم في العالم)، وقال( القتل في الفاشر جماعي وعلى الهوية ومع ذلك لا زلنا نناقش هدنة ومفاوضات وغيرها ما ارتكبته هذه المليشيا عمل جبان يندى له الجبين ويجب الا نصمت عليه وان نتحرك ونحرك ضمير العالم وعندما اتحدث عن ضمير العالم لا اعني مسؤوليه بل الشعوب الحرة التي صدمتها هذه المجازر يجب ان يعلم العالم ويفهم حقيقة من نحاربهم هنا هؤلاء لاعلاقة لهم بالبشر وقد تابعت بعض ردود الفعل العالمية في بريطانيا والمانيا وغيرها وحتى في امريكا واعتقد أن مافعلته المليشيا بنفسها وصدرت صورة للعالم وضع حلفائها في وضع صعب لان الدفاع عن دولة وفرت لهؤلاء السلاح لقتل السودانيين أمر صعب والدفاع عن فعائل هذه المليشيا أمر أصعب ودونك التفاعل العالمي مع قضية الفاشر التي أصبحت تحاصر المليشيا الان بعد تنامي الغضب العالمي والاقليمي على ماحدث في الفاشر)، وختم( يجب أن نتعامل مع ما حدث رسمياً وشعبياً بصورة ايجابية ونطوره من أجل أن تنال هذه المليشيا وقياداتها ومؤيديها وداعميها العقاب اللازم).
