رأي

مع الحرية ضد الفساد ثقة في القضاء

عبد العزيز عبد الوهاب

قد يكون من غير المنصف  عقد مقارنة بين ولاية البحر الأحمر في عهد من مشت بسيرته الركبان ، الدكتور محمد طاهر إيلا ، طيب الله ثراه ، وما عليه حالها في زمن الفريق مصطفى محمد نور .

يستحق إيلا أن يوصف بأنه ( نادر) زمانه وحسنة ولاة حكومته ، أما اليوم فقد بدا منظر الولاية عبر مشاهدتي أمس للوضع البيئي لسوق المدينة أثناء قيام الوالي بقيادة حملة لنظافته ،يبدو أنها جاءت عجلة  سدا لذريعة وتغطية لعورة تمددت .

ثم مشهد موكب الرئيس أسياس أفورقي شاقا طريقا بائسا لا خضرة فيه ولا حياة بما يجعل ( الصورة ) كأقوى حليف لفشل متناسل لعهدة الوالي الحالي ، الذي ورث عهدا مضاءً بالنجاعة فأحاله حافيا حليقا من زينة الدنيا ومباهجها ، كأن الرجل يريد القول : ياها حيلتي وسدرة قدرتي .

هذه التوطئة ليست مقصودة لذاتها ، لكننا نلتمس عبرها الإشارة لما تناوله الأستاذ عبد الماجد عبد الحميد الذي كتب مقالا عكس خلاله الحال البيئي البائس للولاية .

ليتلقى مكالمة قال إنها صادرة من هاتف يعود لمكتب الوالي ، ووصف المكالمة بأنها حملت تهديدا صارخا بالسحل والطرد من الولاية .

وعلقت الزميلة رشان أوشي التي باركت حديث عبد الماجد : لأن الوالي ذاته فعلها معي من قبل.

وحين تجرّأ على تهديدي، استعدت حقي منه مباشرة… لا لأنني أحب الصدام، بل لأنني أرفض أن تكون الصحافة مطية أو فريسة في حضرة مسؤول يخلط منصبه بانفعالاته) .

أما ما يلي قضية الزميل عبد الماجد الذي جاء من أقصى المدينة حاملا راية التبصير ، فقولي فيها ..

امض قاصدا تأكيد حق الصحافة  في إعانة الحاكم وتبصيره بقصوره ومواطن جموده ، ونصرته ليتخلى عن شح نفسه بتصويرها لا ترضى بغير التمدح والتصفيق .

سيدي الوالي ليتسع صدرك ،  فلا أنت فوق المساءلة ولا منزها عن النصيحة ، وما دمت واثقا من نفسك فعليك بالصبر والمجادلة بالسهل لا بالسحل ، فإن ( المعاق) من يخش النضال .

نعم لحرية الصحافة .. ضد المحسوبية .. ثقة في القضاء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى