مع اشتداد معارك كردفان.. خطوط إمدادات المليشيا بين الصحراء وطرق الجبال والغابات

تقرير – أمير عبدالماجد

مع اشتداد المعارك في كردفان وتقطع خطوط الامداد من مناطق المثلث وطرق التهريب جنوب ليبيا وهي طرق تقليدية معروفة بالاضافة الى طرق أدري وغيرها التي استعملت لدخول السلاح والمقاتلين من تشاد طوال الحرب وطرق جنوب السودان وهي كلها خطوط امداد اعتمدت عليها المليشيا من أجل نقل العتاد العسكري إلى داخل السودان .. هذه الطرق أصبحت تحت نيران الطيران الحربي السوداني ما جعل وصول الامدادات صعباً إلى المقاتلين في نيالا وكردفان وغيرها لان الطيران الحربي أصبح يستهدف شحنات النفط كما يستهدف شحنات السلاح ما جعل وصول امدادات النفط مثلا والتي تاتي من ليبيا صعباً لان معظم الشحنات يتوجب عليها قطع مسافات طويلة في الصحراء المكشوفة ما يجعلها هدفاً للقصف كما أن إقامة المعسكرات هناك ونقل المقاتلين الاجانب بالجرارات بات مكلفاً لانه عرضة للقصف لذا لجأت الامارات إلى ادخال الامدادات بطرق أخرى بعيدا عن المسارات القديمة واتجهت هذه المرة للشرق بوصول الامدادات مباشرة إلى مطار أصوصا عاصمة اقليم بني شنقول ثم تتجه إلى شبكة من القرى الريفية كـ(ابوراموا) وهي قرية صغيرة أصبحت نقطة العبور للاراضي السودانية تدخل بعدها الشحنات إلى منطقة غابات داخل السودان وتذهب بطرق وعرة إلى العمق وهناك رحلات طيران من اثيوبيا إلى يابوس وهي منطقة جبلية تتمركز بها قوات من الحركة الشعبية قيادة جوزيف تكا ويرجح أن الامارات تعمل على تحويل المنطقة إلى مركز امداد تماما كما فعلت في ام جرس.
يقول عبدالنبي يسن وهو ممن يعرفون المنطقة إن الأمر غير مستبعد لان الحدود مفتوحة والمنطقة كما في مناطق أخرى مليئة بعصابات الشفتة ويمكن لهؤلاء ان يساعدوا اي شخص يدفع المال، وأضاف (دخول السلاح والعتاد عبر الشرق ليس جديدا الجديد هو أن السكان هناك يتحدثون عن شاحنات كبيرة وهذا أمر مقلق لان وصول الاسلحة الى جوزيف تكا يعني أنها باتت متاحة أمام المليشيا وامام قوات الحلو وغيرها، وتابع ( هذه المناطق لاتوجد بها كثافة سكانية وبعضها لا وجود للسكان أصلاً لانها مناطق وعرة والطبيعة فيها قاسية وأرجح حسب المتاح من معلومات أن الدعم سيسلك هذه المسارات برعاية من اثيوبيا التي توفر لهذا الدعم ضمانات المرور عبر أراضيها).
لكن الخبير العسكري اللواء م ياسر سعد الدين قلل من أهمية اتجاه الامارات لتمرير شحنات السلاح عبر الشرق لان التكلفة عالية جدا بالاضافة الى وجود مخاطر بعضها بشري متعلق بوجود عصابات في المنطقة تعرف الطرق وبعضها متعلق بالتضاريس والطقس الصعب هناك وهو طقس غالبا مايقطع الطرق ويغلقها ولا اعتقد ان الامارات ستفتح طرق او تعبدها وسط الغابات والجبال من أجل مرور شحنات سلاح قد تصبح في متناول طيران الجيش لان المسافات طويلة، واضاف (قوة جوزيف توكا قليلة وتسليحها خفيف ولاتملك قدرات للتعامل مع اي عمليات عسكرية لتوفير حماية للشحنات لذا اعتقد ان الامارات قد تسرب شحنات عبر المنطقة لكن استراتيجياً لن تتخلي عن طرقها المعتادة التي تجعل السلاح متاح مباشرة لمقاتليها ومرتزقتها على الارض)، وتابع (اعتقد أنها بعضاً من المناورات التي تعتقدها المليشيا والامارات لكن الامور واضحة هم يحاولون الان فتح طرق متعددة من جنوب السودان وهذا واضح جدا من خلال كم التسليح الذي دخل من هناك والمقاتلين الجنوب سودانيين الذين دخلوا إلى بابنوسة ومحيطها واضح أن مناطق الحلو باتت منفذ على سبيل المثال وهناك منافذ أخرى على طول الحدود مع جنوب السودان وطول الحدود مع افريقيا الوسطي وتشاد وجنوب ليبيا، وقال (قد لا تأتي الامدادات عن طريق الخطوط المعتادة من ليبيا لكنها ستأتي عبر دخولها إلى تشاد أو افريقيا الوسطي عبر أم دافوق وغيرها سترتفع التكلفة المالية والبشرية لكنهم لن يتوقفوا لذا علينا أن ندرس بالمقابل وأن نرصد ونحلل المعلومات كما فعلنا الان ونضرب هذه الخطوط ونعمل على تجفيف مصادر السلاح والوقود بقدر الامكان).

Exit mobile version