الخرطوم – 17 يوليو 2025 – واشنطن بوست
كشفت صحيفة واشنطن بوست في تقرير استقصائي تفاصيل مذبحة مروعة ارتكبتها قوات الدعم السريع في حي صالحة جنوب العاصمة الخرطوم، راح ضحيتها ما لا يقل عن 31 مدنيًا، وذلك يوم السبت 27 أبريل 2025، أثناء محاولتهم الفرار من منطقة المعارك.
وبحسب شهادات الناجين وتحقيقات الصحيفة، أطلقت عناصر الدعم السريع النار على إطارات شاحنات تقل نحو 250 شخصًا، ثم أجبروا الرجال على النزول منها، وانهالوا عليهم بالضرب قبل أن ينفذوا عمليات قتل جماعية بدم بارد. وثقت الصحيفة مقاطع فيديو حصرية تُظهر المسلحين وهم يهتفون: “لا تضربوهم، اقتلوهم”، بينما أُجبر الرجال العزّل على خلع قمصانهم.
وأكد الناجون أن منفذي المجزرة كانوا تحت تأثير المخدرات، وهو ما يعززه العثور على مصنع ضخم لإنتاج الكبتاغون في منطقة بحري، كانت تستخدمه قوات الدعم السريع، بحسب السلطات وشهادات السكان المحليين.
وبينما نفت قيادة الدعم السريع تورطها في الحادثة، ظهر قائد ميداني يُدعى جار النبي عبد الله في فيديو مصور معلنًا مسؤوليته الكاملة عن القتل، قائلاً: “أنا من أعطيت الإذن بقتل هؤلاء الناس… من لديه مشكلة، فليأتِ إليّ.”
وتعد هذه المجزرة واحدة من أسوأ الانتهاكات الموثقة خلال الحرب الأهلية السودانية التي اندلعت في أبريل 2023، وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص، وتشريد 12 مليون آخرين، وسط انهيار أمني وإنساني واسع في البلاد
