رأي

مجاملات كارثية أم مشروع كارثي؟ ( ١- ٣)

إبراهيم عثمان

 

في إجابتها على سؤال لمذيع الجزيرة أحمد طه عما ندمت عليه وتعد بعدم تكراره قالت د.مريم الصادق المهدي: (في حاجات تهاونت فيها، بصورة فيها مجاملة أكثر أو صبر أكثر، لو تصور لي إنو الأمور بتصل لهذا الوضع، كنت سأكون أكثر قوة فيها ومواجهة ليها خاصةً في المراحل الأخيرة كنا نكون أكثر شفافية كنا نكون أكثر قبولاً للآخر).

 

هل فعلاً كانت د. مريم في حالة “مجاملة” أو “صبر” على أشياء كانت لا تؤمن بها وعلمت – مؤخراً وبعد فوات الأوان – بأن نتائجها كارثية أم كانت رأس رمح في دعمها والدفاع عنها واتهام منتقديها وتبنيها كمشروع للحزب؟ لندع أقوال الدكتورة مريم في تلك الفترة (فترة الإطاري) تجيب على هذا السؤال :

▪ كانت تدعم السرية وعدم الشفافية، وتقول: (بالتأكيد في الفترة الماضية تميزت هذه التفاهمات “بالسرية”، والآن “بعد أن وقع عليها الطرفان”، بالتالي رأينا من الضروري يكون هناك “مشاركة واسعة”) .

▪وحتى هذه “المشاركة الواسعة” – التي رأوا ضرورتها بعد الاتفاق سراً والتوقيع ! – كانت  تفسرها، في الجملة التالية، وفق تفسير صقور قحت وتقول بالحرف: (الأطراف المعنية بهذه العملية السياسية، بعد شهور من المغالطات بعد الانقلاب بتاع ٢٥ أكتوبر، تم الاتفاق عليها بصورة “حصرية”..) !

▪ وهذا يثبت أنها كانت تدافع عن تعريف “للمشاركة الواسعة” يفرغ كلمة “المشاركة” من مضمونها ويجعلها تؤدي معنى “الاستتباع” المذل، ويفرغ أيضاً كلمة “الواسعة” من مضمونها ويجعلها تؤدي معنى “الحصرية” ! ولم تكن في حالة “مجاملة” أو صبر على ما لا تؤمن به !

▪ ويثبت أنها كانت رأس رمح في مشروع الإقصاء؛ تواجه من يقاومونه، و”تجادلهم لشهور”، وتتهمهم “بالمغالطات”، وتفرض عليهم (التسوية بأفق عرمان) ! وما بين القوسين كان عنواناً لمقال قصير كتبته في

١٤ مارس ٢٠٢٣

▪ويثبت أنهم بانفرادهم بالتفاوض والاتفاق مع العسكريين لم يتركوا مجالاً للظن بأنهم يمثلون بقية القوى السياسية، ويثبت أن الاتفاق الذي حرصوا على التوصل إليه أولاً هو “حصرية الأطراف” التي يُسمَح باستتباعها! وكان حميدتي هو سندهم في هذا الإقصاء: (حميدتي: هناك ورقة مكتوبة متفق عليها تحدد من يوقعون، وهناك من يأتون في الورش) !

▪ الثابت أن الإقصاء وعدم الشفافية أصل لا استثناء عند أحزاب الفكة التي اختارها حزب الأمة القومي كحلفاء استراتيجيين، وأنه كان ولا زال يتطبع بطبعها ويتصرف كحزب فكة، وأن تحفظات ومراجعات بعض قياداته باهتة ولا تصنع فرقاً، ومع التماهي التام لرئيس الحزب وأمينه العام وقائمة من القيادات مع هذه الأحزاب وخياراتها ستبدو المراجعات وكأنها لعبة توزيع أدوار.

▪مواقف د. مريم من الإقصاء متلونة، فهي تدعمه وتنفي وجوده  عندما تكون في الحكم أو تقترب منه، وتعترف بوجوده وتنتقده أثناء فترات البعد عن الحكم :  فقد صمتت ولم تنتقد الإقصاء أثناء حكم قحت، ثم اعترفت بوجوده وانتقدته في مؤتمر “المراجعات”، ثم عادت إلى دعمه أيام الإطاري، ثم عادت إلى انتقاده الآن !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى