رأي

ما بين الكوليرا.. والخروف

 

سهير عبدالرحيم

يوم 20 مايو المنصرم أطلقنا مبادرة بعنوان (ضابحين معاكم)، كان الغرض منها مشاركة النازحين في معسكرات النزوح و دُور الإيواء فرحة العيد بذبح خراف الأضحية بينهم.

فور إطلاق المبادرة كانت الاستجابة الباذخة من المؤسسة التعاونية الوطنية التي لا تغيب يدها العليا عن مواعين الخير، حتى أصبحت شريكاً أساسياً في نجاح مبادراتنا ، جاءت الاستجابة من المهندس لواء عادل العبيد و أركان حربه بدعم سخي يؤكد به في كل يوم أن المؤسسة التعاونية الوطنية هي من الشعب وإليه.

لم نلبث قليلاً على تلقي الدعم حتى داهمتنا الكوليرا فأطلقنا النداء و حوَّلنا الدعم بالتشاور مع أعضاء منظمتنا (خطوة عشم) لصالح مرضى الكوليرا، وكانت الفكرة أن إنقاذ روح أفضل من وجبة لحم.

فور إطلاق النداء استجاب لنا مركز الشهيد عثمان مكاوي في التنسيق والشراء والترحيل والتوثيق كما استجاب أيضاً الهلال الأحمر السوداني.

انطلقت (خطوة عشم) و قمنا بتوزيع محاليل وريدية وأدوية ومنظفات ومعقمات على مدى ثلاثة أيام بدأناها يوم 24 مايو المنصرم في كل من مستشفيات البلك والنو و بر الوالدين و أمبدة النموذجي الحارة الـ 18 و مركز صحي القوصي المرجعي.

لاحقاً، وبفضل الله، انطلقت العديد من المبادرات من منظمات و مؤسسات وأهل الخير، كما تابعنا مجهودات الأطباء السودانيين بدولة قطر وغيرها من المبادرات المجتمعية و تم احتواء الوباء بفضل المخلصين والمهمومين بإنسان السودان.

الآن هنالك مبلغ من المال من متبقي تبرع المؤسسة التعاونية الوطنية يكفي لإطعام آلاف الأسر في معسكرات النزوح في المناطق التي لم يصل لها وباء الكوليرا .

مرة أخرى عدتُ لمشاورة أعضاء منظمتنا (خطوة عشم) أنه إما أنْ نعيد باقي مبلغ التبرع للمؤسسة التعاونية الوطنية في حال لم ننفذ الأضحية أو أن نذبح خرافاً في ولايات آمنة من الكوليرا مع توزيع معقمات ومنظفات تجنباً للتلوث .

اتفق الأعضاء أن نذهب في مبادرة الخراف ، وعليه سنمضي في مبادرتنا (ضابحين معاكم) مع إلزام المشرفين بالتحوطات والنظافة ، وسأنشر لكم توثيقاً بإذن الله تعالى لحجم العمل.

خارج السور:

الشكر الجميل للمؤسسة التعاونية الوطنية… مِن دعْمهم أنقذنا مئات الأرواح، ومن دعمهم درأنا الوباء، ومن دعمهم يدخل الفرحُ قلوبَ الأطفال والأسر في معسكرات النزوح.

نقلا عن موقع “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى