حاج ماجد سوار
الدكتورة أماني الطويل الباحثة في (مركز الأهرام للدراسات والبحوث) والمتخصصة في الشؤون الأفريقية درجت في تناولها للشؤون السودانية على إطلاق تعليقات سالبة لا تصب في مصلحة العلاقات الاستراتيجية بين السودان ومصر وغالب تعليقاتها غير مؤسسة على معرفة دقيقة بالواقع السوداني مما يعني أنها تتلقى معلوماتها من جهات تسعى لضرب العلاقات بين البلدين أو أنها تتعمد تناول شؤون السودان بصورة سالبة وفقاً لقناعاتها وتصوراتها !!
لقد حاولت جاهداً أن أجد تفسيراً لموقفها هذا خاصة وأنها تعمل في أحد المراكز الكبيرة والمهمة ليس في مصر فحسب بل على مستوى المنطقة كلها ويؤثر بصورة كبيرة في صنع السياسات لارتباطه بجهاز المخابرات ومؤسسات الدولة المصرية.
وحتى لا يكون كلامي جزافا فإنني سأعلق على حوار أجري معها حديثاً للتعليق على زيارة رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش للعاصمة الليبية طرابلس في الأيام الماضية رغم أن الإرشيف يحوي الكثير من أحاديثها السالبة ولكنني سأكتفي بما جاء في لقائها الأخير:
1/ ذكرت في تعليقها إسم الفريق عبد الفتاح البرهان دون أي صفة وعندما انتبهت لذلك وحاولت التصحيح قالت: الفريق البرهان (قائد مجلس السيادة) !!
2/ ذكرت دكتورة أماني أن البرهان زار طرابلس والتقى (الممفي ودبيبة) كأنها تستنكر هذه الزيارة، مع العلم أن العالم كله يعترف بحكومة الممفي والدبيبة ذات الشرعية التي قامت على تفاهمات ليبية وبتأييد من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي !! ثم ثانياً فإن ليبيا دولة جوار للسودان وشارك جنرالها المتمرد خليفة حفتر في دعم مليشيا الدعم السريع المتمردة المجرمة الإرهابية بالسلاح والعتاد والمرتزقة في معركتها ضد الدولة السودانية فما الذي يمنع البرهان من زيارتها والتواصل مع حكومتها الشرعية وتمليكها المعلومات المتعلقة بدعم حفتر للمليشيا ويبحث معها سبل تعزيز التعاون بين البلدين من أجل استقرار وأمن المنطقة !! وثالثاً فإن حكومة ليبيا الشرعية كانت ضمن الحاضرين لاجتماع دول جوار السودان الذي دعا له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتأم بالقاهرة في شهر يوليو من العام الماضي 2023 .
3/ لم تنس دكتورة أماني أن تضيف بعض (البهارات) لتعليقها حيث ذكرت بأن البرهان إلتقى خلال زيارته هذه بأحد الشخصيات الدينية الليبية ذات الصلة بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ولكنها لم تتفضل بذكر إسمه!! وهي بإشارتها هذه كأنها تريد القول بأن للبرهان علاقات بتنظيم الإخوان المسلمين!!
4/ ثم عرجت على مسألة استئناف السودان لعلاقاته مع إيران وكأنها تستنكر هذه الخطوة مع العلم أن السعودية التي قطع السودان علاقاته مع إيران تضامناً معها قررت استئناف علاقاتها مع إيران بوساطة صينية في العاشر من مارس 2023 !!
ولم تنس أيضاً أن تخوض في حديث الإفك بأن إيران طلبت من السودان السماح لها بإقامة قاعدة عسكرية في البحر الأحمر وهو ما نفاه وزير الخارجية السوداني ولم تكتف بذلك بل توسعت في ترسيخ فكرتها حيث ذكرت أن إيران بذلك ستكون قد ربطت بين اليمن (الحوثيين) وغزة (حماس) والسودان واعتبرت أن ذلك يمثل تهديداً لأمن مصر !!
5/ ذكرت أن البرهان بزيارته لليبيا وباستئنافه للعلاقة مع إيران يعطي إشارات متناقضة مما يثير قلق مصر !!
6/ ثم أخيراً أشارت الدكتورة إلى أن فكرة المقاومة الشعبية تعني إندلاع الحرب الأهلية في السودان وما درت الخبيرة أن المقاومة الشعبية هي فعل مشروع في مواجهة المليشيا المتمردة المجرمة الإرهابية التي استهدفت المواطنين فقتلت وشردت وهجرت واغتصبت ونهبت الأموال والممتلكات الخاصة والعامة وما درت الخبيرة أن المقاومة الشعبية هي فعل شعبي خالص انتظم كل مدن وقرى وأرياف السودان بما فيها مناطق حواضن المليشيا الاجتماعية لاقتلاعها ومرتزقتها من أرض السودان نهائياً !!
هذه النقاط تمثل أهم ما خرجت به من حوار منى سلمان مع الدكتورة أماني الطويل الباحثة والخبيرة في الشؤون الأفريقية!!
بالتأكيد فإن أي عاقل في السودان ومصر يدرك أهمية واستراتيجية وعمق العلاقة بين البلدين والشعبين بغض النظر عن الحكومات القائمة.
يا ترى في أي اتجاه يصب حديث الدكتورة أماني وما هي الفائدة التي تعود على علاقات البلدين منه؟
ويا ترى ماذا تريد الدكتورة أماني الطويل من السودان؟