شكل البيان الختامي لأعمال مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي استضافته جمهورية مصر العربية، السبت، نقطة خلاف كبيرة وسط المشاركين في المؤتمر بعد رفض قادة حركات مسلحة وسياسيين التوقيع عليه بسبب عدم إدانته لانتهاكات مليشيا الدعم السريع.
الأحداث – آية إبراهيم
أبرز مخرجات
نص البيان الختامي لمؤتمر القاهرة على إدانة “كل الانتهاكات التي ارتكبت في الحرب”، وشدد على ضرورة الوقف الفوري للحرب بما يشمل آليات وسبل مراقبة الوقف الدائم لإطلاق النار ووقف العدائيات”، وتوجه المؤتمرون بالدعوة والمناشدة إلى الدول والجهات الداعمة لأطراف الحرب بأيٍ من أشكال الدعم المباشر وغير المباشر للتوقف عن إشعال المزيد من نيران الحرب في السودان، وأكد المؤتمرون ضرورة الإلتزام بإعلان جدة والنظر في آليات تنفيذه وتطويره لمواكبة مستجدات الحرب.
مبررات رفض
قالت قوى سياسية ومدنية أن البيان الختامي لمؤتمر القاهرة لم يستصحب ملاحظاتها وتعديلاتها ولم توقع عليه وأنه لا يحظى بالتوافق، وأوضحت أن الشخص الذى تلى البيان غير متفق عليه.
وأشارت القوى السياسية والمدنية في بيان ممهور بتوقيع عدد من قيادات الحركات المسلحة والقيادات السياسية أبرزهم رئيس الحركة الشعبية- الجبهة الثورية مالك عقار، جبريل إبراهيم، مني أركو مناوي، التجاني السيسى والناظر محمد الأمين ترك أشارت إلى أنها رفضت الجلوس المباشر في هذه المرحلة مع تنسيقية (تقدم) لتحالفها مع مليشيا الدعم السريع وفقاً لاتفاق موقع ومعلن وأسباب أخرى تتصل بعدم إدانتها للانتهاكات الجسيمة لحقوق وكرامة الإنسان وللممارسات المهينة وانتهاكات العروض والسلب والنهب، وعطفاً على ذلك تم رفض تشكيل آلية مشتركة مع تنسيقية (تقدم).
وتابع البيان “قدمت القوى السياسية والمدنية رؤيتها بشكل منفصل حول القضايا الإنسانية والسياسية وكيفية إيقاف الحرب للميسرين وتعديلاتها على المسودة الأولية للبيان الختامي والاتفاق على أن يصدر بيان من الميسرين بالمخرجات بإعتبار أن الدعوة قدمت بشكل شخصي”.
صنوف عذاب
وقال رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم إن المدعوون للمشاركة في المؤتمر استجابوا لدعوة مصر دون تردد لعظم مكانتها عندهم، ووجدوا في كلمة وزير خارجيتها الإفتتاحية ما أثلج صدورهم.
وأضاف إبراهيم في منشور على “فيس بوك” قائلاً “لكن البيان الختامي لم يراع مشاعر الشعب الذي سامه المليشيا صنوف العذاب، ولم يقل من أفقر الشعب وجوعه بعرقلة وصول الطعام إليه، لذلك آثرنا ألا نكون طرفاً فيه”.
تجنب فشل
كما شدد البيان الختامي للمؤتمر على أهمية وصول المساعدات لإنقاذ حياة ملايين السودانيين، ونادى بحماية العاملين في المجال الإنساني وتجنيبهم التعرض للخطر والملاحقة من قبل أطراف الحرب.
وأجمع المؤتمرون، على المحافظة على السودان على أساس المواطنة والدولة المدنية الديمقراطية الفيدرالية، وتوافقوا على العمل لوقف القتال، مشددين على ضرورة تجنيب المرحلة التأسيسية لما بعد الحرب كل الأسباب التي أدت إلى إفشال الفترات الانتقالية السابقة، وصولاً إلى تأسيس الدولة السودانية.
خيبة ظن
بدوره تقدم رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي بالشكر لجمهورية مصر العربية التي قال إنها وفرت للسودانيين أن يجتمعوا بعد تنازلات ظناً أن الموتمر يخرج بتعاطف مع الضحايا بإصدار الإدانة على ممارسات الدعم السريع، وتابع مناوي في منشور على “فيسبوك” “إلا أن البيان الختامي خيب ظنون السودانيين خاصة الضحايا، لذا لسنا معنيين بالبيان لأنه لا يحمل تعاطف مع الشعب”.
نقاط جوهرية
نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) جعفر الصادق الميرغني أكد أن المؤتمر يمثل “خطوة مهمة نحو إنهاء تمرد قوات الدعم السريع، وتأسيس بيئة مناسبة للانتخابات”، وقال إن صياغة البيان الختامي للمؤتمر لم تكن موفقة ولا شاملة لتجاهلها النقاط الجوهرية التي أرستها مداخلات كثير من المشاركين.
وأشار الميرغني إلى أن البيان الختامي لم يشر بوضوح إلى ما ذكره من إدانة لمهاجمة “التمرد” لمدينة سنجة ومدني، والمدن التي آوت اللاجئين، والانتهاكات التي ارتكبتها في دارفور”.
السيسي يؤكد
ورغم حدة الخلافات التي صاحبت البيان الختامي لمؤتمر القاهرة استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، المشاركين في المؤتمر .
وقال السيسى خلال اللقاء إن مصر لن تألو جهداً في سبيل رأب الصدع بين مختلف الأطراف السودانية ووقف الحرب، وضمان عودة الأمن والاستقرار، والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني، مؤكداً ضرورة تكاتف المساعي للتوصل لحل سياسي شامل، يحقق تطلعات شعب السودان.