محمد وداعة
قال عضو مجلس اللوردات البريطاني وأُسقف ليدز، نيكولاس باينز ، إن الصراع في السودان ليس بين طرفين متساويين، مشيراً الي أن الجيش السوداني و الحكومة تقاتل من أجل مستقبل السودان، بينما تستخدم المليشيا مرتزقة اجانب ، ووصف استهداف مليشيا الدعم السريع المتزايد للسكان، بالإبادة الجماعية المتعمدة ، وأضاف ( لقد انفجرت كارثة إنسانية أمام أعين العالم وحكوماته، و من الواضح أن العناصر المرتبطة بقوات الدعم السريع تسعى إلى قتل التاريخ والثقافة والهوية السودانية من أجل استبدالها برواية مختلفة ) ،
وأشار نيكولاس الي انه لاحظ أن المدنيين يلجأون إلى مناطق سيطرة الجيش السوداني، وبهربون من مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع ، واردف بالقول (لقد رأى رئيس أساقفة السودان، إيزيكييل كوندو، كل شيء في الخرطوم يدمر على يد قوات الدعم السريع ولم ينجُ إلا بحياته والملابس التي كان يرتديها، وهو الآن مقيم في بورتسودان، ويدير الإقليم من مكتب صغير في زاوية غرفة نومه في منزل صغير مستأجر، وقال اللورد ، انه التقي بأحد القساوسة الذين كانوا بالخرطوم، الذي كشف عن تعرض منزله للهجوم من قبل مليشيا الدعم السريع، ودُمر كل ما كان لديه ، تعرض للضرب عدة مرات قبل أن يُسأل: (كيف تريد أن تموت؟) و تم إنقاذه من قبل جار مسلم أخفاه حتى يتمكن من الفرار والوصول إلى بورتسودان ، وطالب نيكولاس المملكة المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بإيقاف تدفق الأسلحة من الإمارات العربية المتحدة التي تؤجج الصراع في السودان ،
فى عام 2018 م ، نشرت وسال اعلام خبرآ مفاده ان ان الحكومة الايطالية تسلمت من نظيرتها السودانية رفات الجندى الايطالى ( كارلو ) ، الذى شارك فى الحرب العالمية الثانية ، و كان الجندى احد قتلى المعارك اثر غرق سفينته الحربية قرب جزيرة بار موسى شمال بورتسودان ، فى هذه الحرب تمكنت قوة دفاع السودان من افشال خطة موسولينى لاحتلال كسلا و القلابات ، و تقدمت نحو كرن ، و تمكنت من ايقاف تقدم القوات الايطالية و التى كانت تهدف الى تطويق القوات البريطانية من الشرق و الجنوب و قطع الامداد عنها ، كما شاركت قوة دفاع السودان فى معارك شمال افريقيا فى العلمين و جالو و جبل عوينات ، ووثق المتحف البريطانى مساهمات قوة دفاع السودان فى الحرب العالمية الثانية و دورها فى المشاركة الى جانب القوات البريطانية فى الدفاع عن شرق و شمال افريقيا و منع احتلاله من الالمان و ( الطليان ) ، و قدمت الشهداء و الجرحى و تم تكريم هذه القوة من جانب بريطانيا ، لدورها فى الدفاع عن ارواح البريطانيين ، هكذا كان تاريخ السودان مع الانجليز ،
جار الزمان على بريطانيا العظمى ، حامل القلم ( المكسور ) المنحاز ضد السودان و شعبه ، فاضحى سفيرها فى السودان المستر جايلز تابعآ لسياسة الامارات العدوانية و مساهمآ فى اشعال الحرب من خلال دوره فى الرباعية و دعمه للاتفاق الاطارى ( مسبب الحرب) ، و أصبحت بريطانيا العظمى مسخرة لخدمة اجندة الامارات عبر ممثلها فى مجلس الامن معرقلة لنظر شكوى السودان ضد الامارات ، جاءت كلمة السيد نيكولاس باينز امام مجلس اللوردات كأول مؤشر على ان بريطانيا ربما تعمل على اعادة النظر فى سياساتها تجاه السودان ، متزامنآ مع فوز حزب العمال فى الانتخابات و تشكيله للحكومة ، فهل يعود الانجليز .. انجليز ؟