لماذا يعتبر إلتحام جيوش الصياد والهجانة نصرا إستراتيجيا

 

أمين حسن عمر

جاء إلتحام الجيشين جيش متحرك الصياد وجيش الهجانة في الأبيض نصرا إستراتيجيا له ما بعده لا يماري في ذلك إلا الغافل والجاهل .وقد يسأل السائل على أي أساس يقال ذلك ؟

والإجابة هي:

أن مدينة الأبيض التى جرى فك الحصار عنها ينطبق عليها وصف المركز اللوجستيlogistic hub

وعندما نتحدث عن مركز لوجستي فهذا يعني أننا نتحدث عن:

كونها (مركز لوجستي) فإننا نشير إلى أهميتها الإستراتيجية في تسهيل تدفق الإمدادات والخدمات والمعلومات عبر سلاسل الإمداد وشبكات النقل المختلفة. وأول سمات ذلك هي البنية التحتية للنقل:

ففي العادة تحتوي المراكز اللوجستية على بنية تحتية للنقل ممتازة، تشمل الطرق السريعة، والسكك الحديدية، ، والمطارات والمؤاني. وتتيح هذه البنية الحركة الفعالة للإمداد سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي. ووتنطبق هذه الصفات على مدينة الأبيض بوجود كل سلاسل الطرق البرية والسكك الحديدية والميناء الجوي الدولي بها، واذا تذكرنا أن مطار الأبيض هو مطار مركزي يمكن إنطلاق الطيران منه لكل الجهات وبخاصة مناطق العمليات في الغرب وإتجاه الجنوب وشمالا على طريق الإمداد من ليبيا فسندرك معنى إخراج هذا المطار من حالة التحييد التى كانت تكتنفه إلى حال التفعيل …ثم إذا نظرنا إلى خطوط السكة حديد التي تنطلق هي الأخرى من المدينة غربا وشرقا وجنوبا أدركنا أمكانيات السكة حديد في توفير الإمداد كما كانت تفعل أيام حرب الجنوب للجنوب وللغرب و سواء كانت هذه الإمدادات مدنية أو عسكرية فهي جوهرية في حالة الحرب كما هي في حالة السلم . وأما الطرق البرية فالأبيض تكاد تكون هي ملتقى كل طرق السودان.

فأولا:

هناك الطريق القومي الذي ينطلق من الخرطوم ثم يتفرع في مدينة مدني لكوستي الأبيض النهود أم كدادة الفاشر.. وفرع آخر من مدني لسنار ثم كوستي ثم أم روابة والرهد والأبيض.وهو ذات الطريق الذي يصل الخرطوم القضارف كسلا بورتسودان من جهة ويصل الخرطوم شندي عطبرة هيا بورتسودان من جهة أخرى فأنت ترى كيف تترابط مدن السودان الكبرى عبر هذا الطريق حتى الأبيض لتمضي الطرق غربا وجنوبا.

 

ثانيا: هناك غير الطريق القومي طريق الصادرات أم درمان الأبيض بارا. وهو طريق إمداد قصير وسريع لإمداد الغرب والجنوب الغربي.

 

ثالثا: هناك طريق الابيض..الدلنج كادقلي.

رابعا: هناك طرق محلية أخرى تصل الأبيض جنوبا بمنطقة جبال النوبة مرورا بأبي كرشولا وأبي جبيهة وغيرها من مناطق جنوب كردفان وغرب كردفان.

وعندما نتحدث عن الإمداد لا نقصد به الإمداد العسكري فحسب بل الإمداد المدني بالغذاء هو في بالغ الأهمية، ومدينة الأبيض من أكبر اسواق المحاصيل في البلاد كما أن سوقها المفتوح بالطريق من كل الجهات يؤهلها لتكون مركز إمداد مدني ليس له نظير في البلاد مما يقلل إلى مدى بعيد من تخوفات نقص الغذاءللمناطق المتأثرة بالحرب.

والخلاصة:

هي أن تحرك القوات شمالا لفتح طريق الصادرات كأعجل المهمات ثم ربما تتحرك جنوبا إلى بابنوسة لوصل منطقة العمليات هناك بسلسلة إمداد نشطة وقد يصبح ذلك أحدى المهمات العاجلة وينطبق ذلك على الطريق المتجه جنوبا إلى الدلنج وكادقلي ثم قد تتحرك القوات غربا لوصل طريق الإمداد للنهود، ثم أم كدادة والفاشر لفك الحصار عنها ،والتحرك منها غربا وجنوبا لتحرير سائر مدن دارفور الأخرى. ومضيا مع توسيع دائرة التأمين يصبح بالإمكان الإستفادة من السكة حديد في النقل الغذائى نحو المناطق جنوبا وغربا .

وأما المغزى العسكرى والمدني لإعادة تشغيل مطار الأبيض فلا يحتاج إلى تفصيل .وأول أثار ذلك التشغيل هو قطع الإمداد القادم من ليبيا، وتحييد كل المهابط الصغيرة في شمال كردفان التي كان تستخدم أحيانا في الإمداد للمليشيا. كذلك فإن إعادة تشغيل المطار سيكون له أثره المباشر في إفشال هجوم المليشيا المتكرر على الفاشر. وفك الحصار عنها ، وتوسيع دائرة التأمين حولها، بما يمكن من نقل الغذاء والإمدادات الضرورية للمدينة المفتاحية في دارفور. من أجل ذلك كله فلا يستغربن أحد من حال( اليوفوريا) الإحتفالية التي شملت كل البلد بعد إلتحام الجيوش في الأبيض ،ذلك أن لكل شيء مفتاح وفك حصار الأبيض هو مفتاح باب تحرير كل البلاد. والله هو ناصر الحق بالحق وهو الهادي إلى سراط مستقيم.

Exit mobile version